إيران تلعب على حبلي «صندوق النقد».. «تستغيث» به و«توعز» برفضه!

ايران
تناقض سافر وقع اليوم بين تصريح حاكم المصرف المركزي الايراني وطلبه المعونة من صندوق النقد الدولي، وبين تصريح نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم قبل اسبوع الرافض لمساعدة الصندوق على الرغم من الوضع الاقتصادي الميؤوس منه للبنان.

 ايران التي كانت حتى وقت قريب لا تعترف بتأثير العقوبات الاميركية على اقتصادها وتخفي الارقام الحقيقية لخسائرها، وتتعالى على طلب المساعدات الدولية، لم تتوانَ اليوم، عن طلب مساعدة صندوق النقد الدولي بذريعة فيروس كورونا، مخفية ايضا السبب الحقيقي وهو استسلامها امام العقوبات الاميركية التي بدأت تنال منها مقتلا.

فقد أعلن محافظ ​البنك المركزي​ الإيراني عبد الناصر همتي، أن إيران طلبت مساعدات بقيمة 5 مليارات ​دولار​ من ​صندوق النقد الدولي​ لمكافحة ​فيروس كورونا​ القاتل.

ويأتي ذلك في وقت تسارع فيه انتشار الفيروس القاتل، حيث تشير أحدث البيانات إلى أن عدد الإصابات بكورونا وصل في هذا البلد إلى 9000 حالة، توفي منهم 354 شخصا.

إقرأ أيضاً: رغم احجام حكومة «حزب الله» عن الاستعانة به.. صندوق النقد: مستعدّون لمساعدة لبنان!

غير ان المحللين يضيفون الى كورونا سببا أكثر أهمية وراء هذا الانقلاب في الموقف الايراني من البنك الدولي، وهو الازمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها إيران وتهدد بافلاسها، بسبب ​العقوبات الأميركية​ المفروضة عليها، وخاصة على صادرات ​النفط​، الذي يعد مصدر الدخل الرئيسي لطهران، ولعل ضحايا فيروس كورونا سيكون هو الذريعة التي تحفظ ماء وجه المسؤولين في ايران بطلبهم المساعدة المالية من صندوق النقد بأقل حرج ممكن.

“حزب الله” يرفض “صندوق النقد”

وكان الشيخ نعيم قاسم نائب امين عام حزب الله، قال في كلمة له خلال لقاءٍ سياسي قبل اسبوعين مستشهدا بصمود ايران ” أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية صمدت لـ ٨ سنوات في حربٍ مدمرة، وبعد ٤١ عاما لا زالت شامخة وفعالة لتصنع المستقبل لأجيالها”، وتابع “نحن لا نقبل أن نخضع لأدواتٍ استكبارية في العلاج، يعني لا نقبل الخضوع لصندوق النقد الدولي ليُدير الأزمة، نعم لا مانع من تقديم الاستشارات، وهذا ما تفعله الحكومة اللبنانية، وبإمكان الحكومة اللبنانية أن تضع خطَّة وتتخذ إجراءات بنَّاءة لبدء المعالجة النقدية والمالية ووضعها على طريق الحل”.

والسؤال هنا للشيخ قاسم ولرئيسه السيد حسن نصرالله، ما هي حجتهما الان بعدم طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي، وايران نفسها تطلب المساعدة من هذا الصندوق؟!

الاصلاح هو الشرط الوحيد لصندوق النقد!

وليكتمل المشهد السريالي السائد في دهاليز الحكومة اللبنانية العاجزة، فقد اعلن المتحدث باسم صندوق النقد الدولي ​جيري رايس​ ان السلطات اللبنانية لم تطلب المساعدة من الصندوق حتى الآن.

رايس الذي يستغرب زهد الدولة اللبنانية بجهود الصندوق الدولي في عزّ أزمتها أوضح انه “نظراً إلى خطورة الظروف الاقتصادية في لبنان، من المهمّ أن تضع الحكومة وتنفّذ بسرعة مجموعة كاملة من الإصلاحات للتصدي بفعالية للتحديات الاقتصادية وتحسين آفاق (لبنان) الاقتصادية”، بحسب ما نقلت وكالة فرانس بريس.

وأشار جيري رايس إلى أن “السلطات اللبنانية لم تطلب حتى الآن مساعدة مالية من صندوق النقد الدولي”، مذكراً بأن وفداً من صندوق النقد زار قبل بضعة أسابيع لبنان. وأضاف أن أعضاء الوفد “عادوا إلى واشنطن. وننتظر أن تسلم السلطات اللبنانية خطتها بشأن طريقة مواجهة التحديات الاقتصادية”.

واليوم، يقف اللبنانيون اليوم بحيرة امام مشهد يتكرر باستمرار، يشعرون فيه بالغبن والنقمة وهم يشاهدون مرة اخرى هيمنة حزب الله على الحكومة واستغلالها لصالح  صنيعته ايران بشكل يظهر فيه انه “ملكي أكثر من ملك”، مفضلا مصالحها السياسية والاقتصادية على المصلحة اللبنانية.

 فهل المطلوب اخذ لبنان رهينة اقتصادية هذه المرة، والضغط على الحكومة اللبنانية التابعة لحزب الله سياسيا، وإجبارها على رفض مساعدة صندوق النقد الدولي حتى موافقة الصندوق على الطلب الإيراني لمنحها مبلغ الـ5 مليارات دولار الذي طلبه اليوم حاكم المصرف المركزي الايراني؟!

السابق
«المبادرة الوطنية» تنتقد اجراءات الحكومة: للتعامل بجدية متناهية مع أزمة كورونا!
التالي
«كورونا» يصيب علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي!