أوصل التعثر الاقتصادي والأزمة المالية والنقدية المتزامنة مع الضغوطات والعقوبات الاقتصادية الناس إلى حالة من الضياع وعدم القدرة على تأمين مستلزمات الحياة الضرورية. وفي وقت بدأت بعض الجهات الدائنة بمحاولة المساعدة ببعض الإعفاءات والإمهال للمتعثرين، يَعِدُ أسياد محور المقاومة الناس بمساعدتهم على تخطِّي الأزمة وتُقَدَّمُ عروضات المساعدات اللاريجانية وغير اللاريجانية.
اقرأ أيضاً: «الدائرة الشيعية» تتوجس من خطاب دياب وتسأل: ماذا فعلتم لجمهور المقاومة؟!
إفلاس بلديات محور المقاومة
في ظل كل هذا الواقع، تعمد في زمن الإفلاس بلديات محور المقاومة بتعزيز جباية الرسوم البلدية كافة لسنة 2020 دون نقيصة فتتوجه بعرض اللافتات في الطرقات في دائرة بلدية الغبيري وغيرها مُحذِّرةً من الغرامات حال التخلف عن السداد ، وتُوجِّه هذه البلديات – والتي يعتبر بعضها غنياً – تُوجِّه الطلب من المالكين والمستأجرين لدفع المستحقات عن الأقسام المؤجرة من الشقق والمحلات، وتُرعد وتُزبد بالاقتصاص من المالك في حال عدم سداد المستأجر، وتنشر اليافطات في ضاحية بيروت الجنوبية وسائر مناطق نطاق بلديات محور المقاومة في هذا الاتجاه لتثبت يوماً بعد يوم تخليها عن مجتمع المقاومة عند الشدة والمحنة، فكما تخلت عنه في كثير من المحطات السابقة وتركته رهين مصيره ليقلع شوكه بيديه، تركته في ظل الأزمة الراهنة في حال الانحدار نحو الهاوية دون أن تحذره من الانهيار والإفلاس المالي والنقدي قبل وقوعه!
مقاومة تأخذ ولا تعطي!
فكما لم تُعطِ المقاومة شعبها بمقدار ما أخذت منه من الأرواح والأموال، تتجرأ بكل وقاحة على مطالبته تحت الضغط بدفع الرسوم البلدية بدلاً من أن تبادر للعفو عنها كنتيجة طبيعية وإنسانية لشح السيولة بأيدي الناس وانعدام الموارد النقدية والمالية بسبب سياسة المصارف التجارية الجائرة وغير القانونية.
هل يكون دعم فريق محور المقاومة لمجتمع المقاومة بتعزيز الجباية بدلاً من معونة الناس لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تتفاقم يوماً بعد يوم؟
فهل بهذه الطريقة يكون الوفاء يا جماعة كتلة الوفاء لمن لم يبخل بالدماء وأنواع العطاء؟
اقرأ أيضاً: لبنان.. أزمة إقتصادية أم وجودية؟!
وهل يكون دعم فريق محور المقاومة لمجتمع المقاومة بتعزيز الجباية بدلاً من معونة الناس لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تتفاقم يوماً بعد يوم؟
والأنكى من ذلك، نحن نعلم أن الأموال التي تجبيها البلديات في كل لبنان – لا خصوص ما تجبيه بلديات محور المقاومة – نعلم أن أكثرها لا يُصرف في العمل البلدي، بل يذهب الكثير منها للمجهود الحزبي في اتفاقيات المحاصصة التي تبرمها القوى السياسية والحزبية عند خوض الانتخابات البلدية في دوائر نفوذها في كل جولة انتخابية!
