مع تسجيل عداد “كورونا” الـ28 حالة وهو رقم مرشح للإرتفاع كل يوم بمعدل 5 او 6 حالات نظراً لصعوبة حصر الحالات المصابة والتي اختلطت مع محيطها وبيئتها ومع ارتفاع عدد الحالات التي يشتبه بإصابتها بالفيروس الخطير او بعوارض مشابهة لعوارضه. وتقول اوساط متابعة ان الارباك سمة يشترك فيها الجميع الدولة والحكومة والاجهزة الامنية والاجهزة الطبية وعامة الناس. والقلق من تفشي “كورونا” لم يعد محل سخرية او تنكيت بل هو عبارة عن “فيزا” “وان واي” نحو الموت لا سمح الله. فالإستهتار وفي ظل عجز وعقم السلطة والحكومة ووزارة الصحة وضرورة الحد من “الاستعراض” و”المكابرة” والاعتراف بالخطأ منذ الحالة الاولى لكنا جنبنا لبنان هذه الكأس المرة.
واليوم ومع ازدياد الاماكن الممنوعة على الناس الاختلاط فيها لتخفيف من خطر إنتشار الفيروس، باتت دور العبادة الاسلامية والحسينيات والمدارس والحضانات والاندية والاماكن العامة والحدائق والملاهي الليلية وقصور العدل وبعض الادارات العامة من الاماكن المغلقة حتى إشعار آخر. وهذا يؤكد ان لبنان بات في مرحلة خطيرة تستدعي من كل فرد ان يحمي نفسه بنفسه وان يأخذ اقصى الاحتياطات لحمايته وعائلته واطفاله.
ومع ارتفاع وتيرة إجراءات “التحرز” و”المنع” الرسمية، يزيد قلق الناس من الجنوب الى البقاع، وتسود حالة من القلق والخوف على المستقبل، الامر الذي رتب شبه التزامات بالتدابير المعلنة من وزار الصحة والتربية والعدل، على الاقل خلال الايام السبعة المقبلة وربما تكون الاجراءات قابلة للتمديد مع تمديد وقت “العزلة”.
صور
وفي جولة ميدانية لموقع “تيروس”، تبين ان بلدية صور اقفلت الحديقة العامة وأفرزت شرطياً لمنع الناس من دخولها.
إضافة إلى أنه تمَّ إلغاء المهرجانات الحزبية (ألغت حركة أمل لأول مرة منذ 35 سنة مهرجان شهداء حسينية معركة). كما ألغت بلدية طورا اسبوعاً لأحد رجالاتها.
ولوحظ في اليومين الاخيرين وأثناء القيام بواجب العزاء في بافليه وطورا ومدينة صور أنّ التسليم باليد انتهى. فيكفي ان يضع الشخص “يده على صدره”، وينظر في عيني صاحب العزاء ويتمتم بعض العبارات كالدعاء بالرحمة و المغفرة للمتوفي.
كل هذه التصرفات اجبر “الكورونا” الناس على ممارستها، امّا المقاهي والمطاعم فلا زالت تستقبل الناس كالمعتاد.
مطاعم صور مفتوحة
وفي احد المطاعم في مدينة صور، يؤكد صاحب احدها :”اننا خائفون من “كورونا”، ولكن هذا باب رزقنا الوحيد، ولا نستطيع الإقفال ما دام الناس يأتون إلينا بخاطرهم”.
إقرأ أيضاً: اليكم هويات الاصابات الستة الجدد بـ «كورونا».. بينهم طفلة!
واشار الى “اننا نعتمد الوقاية كتنظيف الاواني وتعقيمها بشكل مستمر، ونراقب عُمّالنا عن كثب، ولكن لن نقفل ابوابنا، طالما ان هناك زبون واحد يأتي، ولو منعنا وزير السياحة من ذلك”.
المدارس مقفلة
وعن التزام المدارس بقرار وزير التربية، قال محمد خلف و هو مدرس في مدرسة يارين الجديدة في العاقبية :” انّ للمدرسة دوامان: دوام صباحي للبنانيين وبعد الظهر للسوريين، ولكن التزمنا بقرار الوزير، وحتى لو لم يطلب الوزير، كنا سنقفل المدرسة بسبب الإكتظاظ ومعرفتنا بعدم وجود أولويات الوقاية عند التلاميذ سواء اللبنانيين منهم او السوريين”.
اما النوادي في مدينة صور، سواء الخاصة منها بالنساء او الرجال كل على حدة، لم تلتزم حتى الساعة بالإقفال.
البقاع
وحالة التخبط التي كشف عنها وزير الصحة العامة حمد حسن، في مكافحة وباء “كورونا” وانتقال خطته سريعاً من حالة “الاحتواء الى حالة الانتشار”، دليل فشل في الخريطة التي وضعت.
وخلال جولة لموقع “مناشير” على البقاع من الشمالي الى الاوسط والغربي، كشفت أن المواطنين أكثر حرصاً وعلماً من وزير تحول الى “أضحوكة” في مجالسهم.
وتبين أن هناك تفاوتاً، بين المناطق في الالتزام بالتقليل من التجمعات في “المولات” والسوبرمركات، والمطاعم والمنتزهات.
دعوات نيابية وبلدية
ففي منطقة بعلبك حتى ظهر اليوم لم يكن البقاعيون يأخذون الأمور على محمل الجد في الحد من التجمعات، الا بعد اصدار تكتل بعلبك الهرمل النيابي دعوة الى عناية الجميع، لأخذ كل الإجراءات والإحتياطات، لمنع تفشي هذا الفيروس من خلال إلغاء كل الأنشطة غير الضرورية والإجتماعات الكبرى والإحتفالات.
كما اطلق اتحاد بلديات جنوب بعلبك، بالتنسيق والتعاون مع بلدية بريتال، ورشة تعقيم للمدارس الرسمية والخاصة، ودور العبادة من كنائس، مساجد وحسينيات شملت الحملة مراكز الجيش اللبناني في محيط البلدة، وضمن قرى الاتحاد في (بريتال – الانصار- الطيبة حورتعلا -طليا) حفاظا على السلامة العامة من جهة، والوقاية من انتشار مرض “كورونا” من جهة اخرى.
والعمل جار على استكمال التعقيم وسائر التدابير الصحية في كل قرى الاتحاد.
اتحاد بلديات جنوب بعلبك
وأكد رئيس الاتحاد علي ابو محسن “أهمية الحملة بهدف الوقاية من خطر الكورونا في الاماكن العامة ومراكز التجمعات الرسمية”.
زحلة والبقاع الاوسط
أما في زحلة والبقاع الاوسط، بدا واضحاً خوف الناس من خلال تخفيف التجمعات، كما تبين من خلال الجولة أن المطاعم والمنتزهات في زحلة تشهد تراجعاً ملحوظاً وقبل صدور قرار الوزير رمزي مشرفية المتوقع بإقفال المنتزهات والمطاعم والمقاهي، وأكد أصحابها أنهم مستعدون للالتزام بالاقفال بدءاً من الاثنين، بحسب ما صرح به جورج سمعان صاحب مقهى في زحلة وأنه مع القرار ولو أن زبائنه ليسوا من الوافدين من ايران.
اتحاد بلديات البقاع
اما في البقاع الاوسط، فأكد رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط محمد البسط، أن “اجراءات الوقاية واجب وطني، وأن الاتحاد بصدد بدء حملة تعقيم على الاماكن العامة والتي تشهد تجمعات، واقفال الحدائق العامة لمواجهة وباء “كورونا”. وبصدد القيام باجراءات للحد من العدوى.
وفي بلدة مجدل عنجر الحدودية، قامت البلدية بحملة تعقيم على جميع مساجد البلدة والمدارس.
وأكد رئيس البلدية سعيد ياسين ان “هذا الوباء خطر داهم لا نعرف من هو الذي يحمله، لذا علينا تنظيف الاجواء”.
اتحاد بلديات البقاع الاوسط : اجراءات الوقاية واجب وطني وأن الاتحاد بصدد بدء حملة تعقيم على الاماكن العامة والتي تشهد تجمعات، واقفال الحدائق العامة لمواجهة وباء “كورونا”
وعن وضع المطاعم في الاوسط شرح صاحب مطعم “فوود “66 خالد صالح، الاجراءات التي اتخذتها كافة المطاعم.
وقال “قمنا منذ بداية ظهور حالات “الكورونا” في البلد وفي ظل الغياب الكامل للدولة وتشريع الحدود الجويّه والبريّة بإجراءات سريعة في مؤسساتنا عبر التعقيم المستمر، لكل الأسطح والمعدات، وأجرينا تدريب لموظفينا لتفادي المحظور”.
وتابع معترضاً على اداء الحكومة، “إلّا أنّ اللا مبالاة الرسمية والكذب الممنهج من قبل السلطات الصحيّة، إضافة الى الضياع العام للسلطة ومن ورائها”.
ويقارب صالح المسألة أنهم يدفعون ثمن سلطة فاشلة” ونجد نفسنا اليوم أمام معضلة قوامها السلطة الفاشلة والحدود السائبة والفيروس المتفشي وجنون الأسعار وإستغلال الموردين والإقتصاد المنهار. وسنتخذ القرار بناءاً لهذة المعطيات”.
