«كورونا» تضرب الدراسة والحكومة.. «تعليم عن بُعد» من البقاع إلى الجنوب!

طلاب جامعة
يعيش الاهالي والطلاب هاجسين اليوم: الاول الخوف من تفشي "كورونا" في صفوف الاطفال وكذلك الخوف على العام الدراسي في حال إستمرت العطلة القسرية للمدارس والجامعات الى ما بعد الثلاثاء بسبب "كورونا". (بالتعاون بين جنوبية و"مناشير" و"تيروس")

مع إستمرار عطلة المدارس القسرية المستمرة حتى يوم الثلاثاء بقرار من وزارة التربية كتدبير إحترازي لمنع تمدد “كورونا” نحو المدارس الرسمية والخاصة والحضانات والمعاهد والجامعات، لم يتضح بعد قرار استئناف الدراسة بعد الثلاثاء من عدمه.

ويعيش الاهالي والطلاب قلقين كبيرين: الاول الخوف من اصابة الاطفال بالفيروس وخصوصاً في ظل امكانات معدومة واستهتار رسمي بصحة اللبنانيين ومصيرهم كما جرت العادة بالاضافة الى ان لبنان ليس مجهزاً لمواجهة الكوارث والازمات، وكل ثروات البلد وامكاناته استولت عليها طبقة سياسية وكنزتها في البنوك الخارجية واليوم تحاضر بالعفة بدل ان تستثمرها ف بناء بلد بمواصفات وطن.

تعمد بعض المدارس الرسمية والخاصة في بيروت والجنوب والبقاع الى ارسال فروض ودورس الطلاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي و”الواتس اب” لمنع ضياع اي من الدروس عليهم

والثاني تخوف الاهالي والطلاب معاً من ان يؤدي طول التعطيل الى ضياع العام الدراسي او إضطرار اولادهم للدراسة في عطلة الصيف على سبيل المثال.

وبين هذين القلقين، تعمد بعض المدارس الرسمية والخاصة في بيروت والجنوب والبقاع الى ارسال فروض ودورس الطلاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي و”الواتس اب” لمنع ضياع اي من الدروس عليهم ولكن هذا “التعليم عن بعد” هل هو ناجع ومفيد ويوصل الى النتيجة نفسها لمداومة التلاميذ على مقاعد الدراسة ولا سيما ان هذا الاسلوب الدراسي لم يجرب بعد في لبنان.   

إقرأ أيضاً: فضيحة صحية جديدة.. المستشفى الحكومي يرفض استقبال مصاب «الكورونا» القادم من مصر!

ومع إقتراب عطلة المدارس القسرية من نفادها الثلاثاء كيف تبدو الصورة في مدارس صور والبقاع؟

صور

ويقول ناظر ثانوية الشهابية في قضاء صور علي عيد، إن:” بعد تسكير المدارس طلب منّا الوزير متابعة التلاميذ عبر التعليم عن بعد اي إرسال الشرح و المطلوب عبر تطبيق واتس اب. وهذا ليس الا تخبُّط و عدم وجود خطة لدى وزارة التربية لأي طارئ و نحن كطاقم تعليمي و إداري نتواجد في المدرسة و نعمل على تعقيم الصفوف و مبنى المدرسة و لكن كل هذا غير منتج في حال تفشَّى فيروس كورونا.

وتشير والدة إحدى التلميذات الى ان “قرار إقفال المدارس جاء بضغط من الناس، اما قرار العودة فلن يكون الا بإنهاء ظاهرة الكورونا و حسبما نتابع من أخبار يبدو أن القصة ستطول و لا ندري ان كان العام الدراسي قد انتهى اليوم ام سيكون للوزارة رأي آخر”.

البقاع

 بقاعاً وقع المواطن ككل لبنان، بين سندان ارتفاع الأقساط المدرسية والاسعار، مع ارتفاع سعر صرف الدولار الذي لامس 2800 ليرة، ومطرقة وباء “كورونا” الذي يهدد العام الدراسي، وكأن المواطن لا يكفيه العطل القسرية التي وصلت الى حدود الـ٤٠ يوماً تعليمياً، جراء قطع الطرقات التي رافقت الثورة.

وهذا ما يترجم تخبط الحكومة في مواجهة الازمات المتتالية وعدم وضوح في وضع خطة عملانية لتخطي هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الطالب والأهل والمعلمين والمدرسة، ليكون القرار موازياً بين واقع اقتصادي وصحي أليم وبين موعد لامتحانات يناسب هذا الواقع.

اذا ما استمر هذا الوضع هناك مدارس مهددة بالاقفال خاصة المستأجرة لأن العطل تشجع الأهالي على عدم دفع الاقساط خاصة في ظروف اقتصادية صعبة

واذا ما استمر هذا الوضع هناك مدارس مهددة بالاقفال خاصة المستأجرة لأن العطل تشجع الأهالي على عدم دفع الاقساط خاصة في ظروف اقتصادية صعبة.

المدارس الرسمية

أما المدارس الرسمية وضعها ليس أفضل حالاَ فطلابها مهددون بعامهم الدراسي بسبب أيام العطل التي تصل مع “كورونا” الى شهرين.

وخلال جولة “مناشير” تبين أن هناك مدارس اردات القفز فوق قرار وزير التربية القاضي باقفال المدارس جميعها لمكافحة “كورونا” ، حيث كشفت مدى قلق الاهالي على مصير الامتحانات الرسمية، وعن قلق المدارس من الاستمرار في العطل وفي هذه الظروف من دون خطة متوازية.

خوف الاهالي

ولا يخفي جهاد علي أحمد والد طالبة “بريفيه” أنه يمتنع عن ارسال ابنته الى المدرسة للدروس الاضافية خوفاَ من التقاطها عدوى فيروس كورونا، وتمنى ان تنظر وزارة التربية بحال الطلاب، الذين شهدوا عطل بشكل واسع وصلت الي 50  يوماً، واليوم عطل بسبب “كورونا”، ان تؤجل الامتحانات الرسمية لأن ظروف الطلاب النفسية صعبة جداً”.

ويشرح صاحب مدرسة افروس كوليج الدكتور بلال الحشيمي الوضع السائد، ويقول: “أنا في التعليم منذ أكثر من عشرين عام، ولأول مرة ينعكس تفشي وباء على العام الدراسي، في وقت معاناة طلابنا من عطل بسبب الثورة” ، ليردف أن من حق الحكومة اتخاذ تدابير وقائية ولكن هذه التدابير يجب ان ترفق بخطة متكاملة خاصة من وزارة التربية حيث يقتضي مع اقفال المدارس قرار بتأجيل الامتحانات الرسمية، والعمل على تخفيف بعض المواد الممتحن غيها من تسعة الى خمسة مواد الاعتماد على الاساسيات”.

وينتقد الحشيمي وزير التربية كونه أبقى الامتحانات على موعدها، وقال” القرار  أجبرنا أن نتابع مع طلابنا المناهج عبر شبكات التواصل، كما يمكن للطالب أن يأتي الي المدرسة للاستفسار عن بعض المواضيع الني يواجهها الطالب، لأننا ألزمنا المدرسين الحضور اليومي. كل هذه الاجراءات التي نقوم بها كمدارس ليست كافية بالنسبة للوضع النفسي الذي يعيشه الطالب والاهل والمدرسين. وهذا ما يوجب على وزارة التربية القيام بدراسة احصائية موثقة لمعرفة ما اذا الطالب مؤهل نفسياً بعد عطل قسرية ووضع اقتصادي مزري ووباء الكورونا، وهل ذلك يجيز باجراء امتحانات”.

عدم إنتظام

وإعتبر مدير مركز عمر المختار التربوي محمد نجم الدين، ان الاشكالية “منذ بداية العام الدراسي، نعيش ازمة الانتظام في الدوام المدرسي بسبب الحراك وقطع الطرقات، وحالياً بسبب الكورونا”.

وأشار الى اننا “قمنا بحملات توعية لتلاميذنا عبر الندوات والمنشورات والتوجيهات اليومية، عن مخاطر الفيروس وكيفية تجنبه”، وتابع “جهزنا كل مباني المؤسسات بما يلزم من أدوات تعقيم وتنظيف لتكون بمتناول التلاميذ اضافة الى القيام بحملة تعقيم لكل مرافق المؤسسات من خلال شركة خاصة تقوم بذلك وسنعتمد التعقيم اليومي من خلال الجهاز العامل في المؤسسات”.

وسائل التواصل

اما على المستوى الدراسي، قال” لقد لجأنا للتواصل مع تلاميذنا عبر وسائل التواصل المعتمدة وارسلنا نشاطات لهم كي لا تسلخهم العطلة عن المناخ الدراسي. ونحن بانتظار قرارات وزير التربية بخصوص استئناف الدراسة.

علما بان ادارات المؤسسات مستمرة بالدوام لإعداد النشاطات والفروض والدروس وارسالها للتلاميذ في كل المراحل والصفوف.

أما بخصوص صفوف الشهادات يشير الى اننا “جزء من المؤسسات التربوية اللبنانية ولن نغامر بدوام اي طالب ما لم تأذن وزارة التربية بذلك وما تقرره الوزارة نلتزم به” .

السابق
مصارف لم يشملها قرار القاضي ابراهيم.. من هي؟
التالي
قرار إبراهيم «شعبوي».. يُلبس المصارف لبوس الافلاس!