أمهات قتلى حزب الله «يرقصن مذبوحات من الألم».. ماذا يقول الطب النفسي؟

حزب الله

“بمزيدٍ من الفخر والإعتزاز نزف لكم خبر إستشهاد مقاتل في حزب الله”.. تناقضٌ لا يفهمه سوى من يرمي بشباب لبنان في حروبٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فعلى عكس كافة “النعوات” التي تبدأ “بمزيد من الحزن والأسى”، يسعى “حزب الله” لإستغلال ضحيته للرمق الأخير، وكأن أحداً يُغادر هذه الدنيا فرحاً، وكأن أحداً تهون عليه روحه، وكأن الأمهات اللواتي ولدن أبنائهن، ولدنهنّ ليموتوا في سبيل الدفاع عن نظامٍ ديكتاتوري في سوريا، أو لتنفيذ أجندة خارجية في العراق، أو لقتال السعودي في اليمن.

يسعى “حزب الله” لإستغلال ضحيته للرمق الأخير.. وكأن أحداً يُغادر هذه الدنيا فرحاً!

ولا يزيد الوضع سوءً إلّا عندما يبدأ جيش “المقاومة” الإلكتروني المرتبط بمنظومة “حزب الله” العقائدية، بالضحك على عقول الشباب- روّاد مواقع التواصل- من خلال بثه لفيديوهات لأمهات يدّعين الفرح خلال تكفينهن لأبنائهن الذين سقطوا في سوريا وعادوا الى أمهاتهن محمّلين في صناديق خشبية، فهذه الأم المفجوعة بموت إبنئها، المدّعية فرح الشهادة، هي ضحية بيئة موبؤة بالتحريض العقائدي، ومكبّلة بعادة فداء الشباب “قدم السيد حسن”، بدمائهم، وهذا ما يؤكّده الطبيب النفسي عادل ستيفان لموقع “جنوبية” الذي يرى أنه “هناك صراع داخلي بين الحزن العميق لدى الأمهات والفرح المرتبط بالظروف الإجتماعية المحيطة بأهالي الشهداء”.

الأم المفجوعة بموت إبنئها، المدّعية فرح الشهادة، هي ضحية بيئة موبؤة بالتحريض العقائدي!

هؤلاء الأمّهات اللواتي تعذّبن طيلة حياتهن لإطعام اولادهم وتعليمهم، لسن بالطبع أقوياء كما يتم إظهارهم، قد تحمل “الرشاش” وتُطلق الرصاص في تشييع إبنها ولكنها حتماً تتمنى في داخلها لو كانت هذه الرصاصات في قلب من حرمها فلذة كبدها.

هؤلاء الأمهات اللواتي تنشر لهنّ صوراً ومقاطع مصوّرة، لإستغلالهن سياسياً من خلال شد العصب الذي بات متفلتاً من يد الحزب، يتمنين لو كان أبنائهن الى جانبهن، لديهم عائلة وأولاد ووظيفة محترمة تؤمن لهم العيش بكرامة بدون حاجتهم لـ500$ تضعهم يومياً تحت الخطر المدقع من اجل تأمين ربطة خبز.

إقرأ أيضاً: حزب الله «يحصد» الشباب في لبنان.. والخيبة في سوريا!

وعمّا إن كانت مشاعر الأمهات التي يسعى جمهور حزب الله بعرضها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، على أنها سعيدة “باستشهاد” ابنها، قال الدكتور ستيفان: “الحزن موجود في عمق الأمهات لأن الطبيعة الإنسانية تُحتّم ذلك، إلّا أن الظرف الإجتماعي خلق من “الشهيد” شيء معطاء وبالتالي بات على الوالدة أن تتفاعل مع المفهوم الإجتماعي أو التفسير الإجتماعي لناحية أن “الشهيد” قدّم أفضل ما يمكن وبالتالي يجب أن تكون فرحة به”.

الحزن موجود في عمق الأمهات لأن الطبيعة الإنسانية تُحتّم ذلك!

أضاف: “مشاعر الفرح التي تُظهرها الأمهات هي مشاعر إضافية ناتجة عن المفاهيم الإجتماعية الموجودة، مثلاً في السابق كانت مشاعر الحزن تظهر بشكل كبير في المآتم، بينما تغيرت هذه العادات في بعض المجتمعات اليوم حيث بات البكاء غير مقبولاً أو محبّذاً، بالتالي هناك عامل إجتماعي يُساعد في بروز هذه الظاهرة لدى أمهات المقاتلين في حزب الله”.

وعمّا إن كان كبت المشاعر لدى الأمهات سيؤثر سلباً على صحتهنّ النفسية، قال ستيفان: “حسب كل حالة، فمنهن من يعتبرن أن موت الإبن بمثابة عرس له ويقمن بإطلاق النار إبتهاجاً ولكن بالطبع هناك صراع داخلي بين الحزن العميق والفرح المرتبط بالظروف الإجتماعية المحيطة بأهالي الشهداء”.

صراع داخلي بين الحزن العميق والفرح المرتبط بالظروف الإجتماعية المحيطة بأهالي الشهداء!

وعن العقائد الموجودة وأثرها قال: “إذا كان الشخص ملتزم بعقيدة معينة، يتعالى الشخص عن جراحه كما كان يحصل سابقاً في الحروب ومع قادة عسكريين، عندما يخسروا جنودهم أو أبنائهم، ولكن في العمق الجرح هو نفسه”.

السابق
دعوات لتظاهرة شعبية في صور: «مش دافعين»!
التالي
قفزة في عدد وفيات «كورونا» بايطاليا.. ارتفاع العدد الى 79!