وفاة مبارك تقسم الشارع المصري.. الرثاء لرئيس «مخلوع»!

حسني مبارك
شكل رحيل الرئيس حسني مبارك حالة غير مسبوقة من التفاعل عبر منصات التواصل.. فهل باتت الشعوب العربية تخلع زعمائها ثم تبكيهم؟!

لم يمر نبأ وفاة الرئيس المصري السابق حسني مبارك مرور الكرام، وكأنه توفي وهو على كرسي الرئاسة ولم تتغير وضع مصر بعد تنحيه باضطراب سياسي ووصول الإخوان المسلمين إلى السلطة وعودة الحكم العسكري ليمسك بالبلاد.

برقيات تعزية من هنا وهناك، رؤوساء دول يعزّون بالرئيس المحوري في تاريخ الأمة العربية المعاصر، والجميع يتجاهل كيف ثار الشعب المصري ضد نظام مبارك لإٍسقاطه بعد تعنته في السلطة ثلاثين عام.

وسط ذلك استذكر بعض الناشطين تفاصيل وفاة الفنان المصري طلعت زكريا في خريف العام الفائت وكان من أشد المواليين لنظام مبارك والمدافعين عن الرئيس حتى بعد خلعه بسنوات، لم يترك حينها زكريا منبراً إعلامياً إلا وخرج للحديث عن ذكرياته مع مبارك ومنها مقابلة شهيرة مع الإعلامي مفيد فوزي جلس فيها طلعت مع مبارك لمدة ساعتين ونصف، كيف لا وهو “طبّاخ الريّس” عنوان الفيلم الذي قدّمه طلعت زكريا قبيل الثورة المصرية وتطرّق فيه إلى كواليس القصر الرئاسي وكيف يعيش الرئيس في حالة هلامية مصطنعة بحيث لا يعرف ماذا يحدث في الشارع.

إقرأ ايضاً: رحيل مبارك.. الرئيس الذي حكم مصر ثلاثين عاماً وخلعَتُه ثورة يناير!

ولكن عند وفاة طلعت، تعرض لهجوم شرس عبر تويتر من قبل عدد كبير من المغردين الذين رفضوا الخروج في جنازته واعتبروه واحداً من “الفلول” أي أتباع النظام المصري السابق، فجاء عزاؤه ضعيفاً للغاية خالياً سوى من أفراد العائلة.

وبعد أربعة شهور توفي مبارك، وانقلب المشهد على تويتر وانهالت التغريدات التي مجدّت بقوة مبارك ودوره “الحقيقي” في الحياة المصرية، فهل يعيش الجمهور ازدواجية حقاً؟ فإذا كانت مشكلة المصريين مع النظام السياسي الحاكم فمبارك كان جزءاً منه وبعلامات سوداء، أما إذا كان ما يحدث هو استذكار لذلك العهد نظراً لتخبط السياسات المصرية في عهد الرئيس الحالي، فهذا لا يبرر العزاء للرئيس وتجاهل موت الطباخ!

السابق
جنبلاط يُغرّد عن «الكورونا».. ماذا قال؟
التالي
في إيران.. عدد وفيات الكورونا يرتفع إلى 19!