مخطوطات توراتيّة تكشف حقيقة.. «لفائف البحر الميت»!

غلاف كتاب

ما هي حقيقة “لفائف البحر الميت”، المعروفة بـ”مخطوطات قمران”؟ إنّ الجواب التفصيليّ عن هذه الحقيقة سطَّره، وباستفاضة بحثيّة تشريحيّة (علميّة)، الكاتب والنّاشط السياسي والاجتماعي والباحث اللبناني، وجدي نجيب المصري، في كتاب جديد له، صادر مؤخّراً تحت عنوان تفصيليّ، أيضاً هو: “حقيقة لفائف البحر الميت (مخطوطات قمران)، هي التي تكوِّنها “نصوصٌ توراتيّة تثير جدلاً حول أقدميّتها واختلافها عن العهد القديم”.

مناقضة جدليّة

وهذا الكتاب الذي يناقض، وعبر الجدل النقدي، ما جاء في نصوص كثيرة من التّوراة (أي العهد القديم)، هو كتابٌ من منشورات “شركة المطبوعات للتوزيع والنّشر”، في بيروت، في طبعة أولى 2020.

اقرأ أيضاً: أسعد حيدر مع الخميني: زمن الذكريات الإيرانيّة «الرسمية».. الجميلة

ويحتوي هذا الكتاب على: تقديم بقلم وزير الإعلام اللبناني السابق ملحم الرياشي؛ تليه مقدمة، ثم مدخل كلاهما بقلم الكاتب.

عشرة فصول وخاتمة

وتمّت المناقشة الكاشفة لموضوع الكتاب، إجابة على السؤال الضمني أعلاه، على مدار عشرة فصول. تليها خاتمة الكتاب. الفصل الأوّل يضمّ أربعة أبواب: ألباب الأول: يلقى “أضواء على الاكتشاف، وعلى كتبة هذه المخطوطات، وتاريخ كتابتها”؛ الباب الثاني: يتمحور حول: “كتبة المخطوطات”؛ والباب الثالث يسرد “تاريخ وضع المخطوطات”؛ والباب الرابع يدور حول: “اللغة: الترجمة والتعريب – النشر وردود الفعل”؛.

ينقُضُ هذا الكتاب بوضوح تاريخ العهد القديم في مفاصله الأساسية

أما الفصل الثاني فهو متعلّق: “بشأن مسألة الأنبياء وصحة تنبؤاتهم”؛ ويتناول الفصل الثالث: “مناقشة موضوعية لمحتوى المخطوطات”، وهو من أحد عشر باباً: وبابه الأول يتمحور “حول نسبة المخطوطات إلى الأسِّينيين”؛ وبابه الثاني: يناقش: “دستور الجماعة”؛ وبابه السادس متمثل بـ”شروح حول بعض الأسفار”؛ وبابه الثامن: هو “شرح المزمور رقم 37″؛ والفصل الرابع هو من بابين: وبابه الثاني يدور حول “كتاب أخنوخ”؛ والفصل الخامس، قوامه أبواب أربع: وبابه الثاني يُظهر “التطابق والاختلاف مع العهد القديم”؛ وبابه الرابع يتناول: “ولادة بني إسرائيل الأسطوريّة”؛ أما الفصل السادس فيستعرض: “وصايا الشيوخ (شيوخ بني إسرائيل) الإثني عشر”؛ والفصل السابع: يتحدث عن “مزامير سليمان”؛ على أن الفصل الثامن: يدور حول “وصيّة موسى واستشهاد إشعيا”؛ و”التّوراة المنحول” يعالجه الفصل التاسع؛ والفصل العاشر: يُجري “محاولة الرَّبط بين المذهب الأسِّيني والمسيحيّة”.

غلاف كتاب
غلاف كتاب

حقائق برهانية

يأتي هذا الكتاب بعد “البعد التوراتي للإرهاب الإسرائيلي” لوجدي المصري، ليتابع تشريح النصوص التوراتية والنصوص الأقدم التي استُلّت التوراة منها، طارحاً المزيد من الأسئلة ومقارناً بين النصوص المتوفرة، ولا سيما مخطوطات قمران التي تعد من أقدم المخطوطات لكن أجزاء منها بقيت مخفية بعناية حتى نهاية القرن العشرين، وتضم نصوصاً ظهرت فيما بعد في الكتاب المقدس، وأخرى لم تعتمد في أي من الكتب السماوية الموجودة بين أيدينا.مرة أخرى، يتطرق الكاتب إلى مواضيع معتم عليها عن قصد، ليضيء عليها ويربطها بما يحدث في بلادنا اليوم، مثيراً موجة من الاستنفار لدى المؤسسات والجمعيات الصهيونية، التي حاولت جاهدة منع انتشار الكتاب السابق “البعد التوراتي للإرهاب الإسرائيلي” في العالم العربي والعالم كله، مستعينة بثقلها الإعلامي والسياسي والمادي.وفي هذا الكتاب الجديد حقائق دينية وتاريخية، وبرهان على أن باقي الديانات السماوية براء مما ادّعته التوراة على صعيد القِيَم وسِيَر بعض الأنبياء، وبرهان أيضاً على ارتكاز الصهاينة على بطولات ملفّقة وأساطير، ومعارك لم تنشب، وشخصيات ملوك وأنبياء وحكّام لا وجود لها.

أضواء كاشفة تخالف السائد

ونورد هنا نص تقديم الكتاب: وجدي المصري، المختلِف المختلَف! كتاب أضواء على حقيقة لفائف البحر الميت (مخطوطات قمران) للصديق وجدي المصري، يفتح كوة خاصة ومختلفة، ومن وجهة نظر مخالفة للكثير من السائد على صفحات قمران، التي أخذت حيّزاً مهماً في عالم الأبحاث الأركيولوجية، وفي التاريخ الديني والأنثروبولوجيا. أهمية صفحات وجدي المصري، أنها لا تمر مرور الكرام، بل تعمل على استفزاز المهتمين لتصبح كل صفحة من البحث مشغلاً جديداً للبحث؛ من تاريخ الكنيسة وعلاقة المسيح يسوع بمسيح التوراة، إلى النقد والنقض الواضح لتاريخ العهد القديم في مفاصله الأساسية، علماً أن الرمزية التي يرتكز عليها علماء الكنيسة تختلف عن نظرة وجدي، مما يُفيد أكثر فأكثر في تسعير جدلية فلسفية وتاريخية من نوع آخر.

اكتشف المصري في صفحات قمران نكهة جديدة هي مدعاة لإعادة نظر تاريخية في هذه المخطوطات

قلّب الكاتب بثقة العالِم، صفحات قمران، واكتشف فيها نكهة جديدة هي مدعاة لإعادة نظر تاريخية، وأداة لمشرحة العلم والعلماء من جديد. تناول خلفية الخلق والألوهة وحضارات الهلال الخصيب، وتناول مواضيعه بخصوبةٍ وموقفٍ له، واضح منها.استفاض وجدي المصري ليخلق حالات بحثٍ مختلفة، عارضاً النصوص في مقابل النصوص، لينتقل إلى خلاصات الدور للدعاية الصهيونية في الاستفادة والتوقيت وحتى النشر لتلك اللفائف.

اقرأ أيضاً: تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى: هكذا أنهت الديبلوماسية الفرنسية «عناقيد الغضب»!

وجدي لم يلحق نعجته لينقذها فاكتشف، بل هو عمل ويعمل بجهد واضح وجليّ وجهيد وفريد للإحاطة بقضايا شعبه وحماية انتمائه والتاريخ، واستعادة “نعجته الضالة” وحمايتها حتى الرمش من أي تشويه.قد لا تتفق مع وجدي في بعض مقاربات أو تختلف معه في إسقاط بعض رمزيات، لكن لا يمكن إلا أن تقرأ وتنهم في القراءة وبشغف الراغب في جديد هادئ ورصين، لم يعد يشبه أيامنا.من القلب ومن العقل ومن صفحات لم تكتب بالكامل بعد، عن تاريخ ضارب في أقصى أعماق السنين، ألف تحية وتحية لمن قدّم كنزاً للمكتبة العربية والإنسانية… وللخلود: وجدي المصري!

السابق
باسل خياط ينحت ذاكرته في رمضان القادم!
التالي
إيران تسجل ثاني أكبر عدد وفيات بـ«كورونا» بعد الصين!