ليس بالذعر وحده تموت «الكورونا»!

كورونا في لبنان

الهلع من فيروس الكورونا

الهلع الذي يشهده لبنان من فيروس الكورونا ليس أمراً مقبولاً، ربما ثمة مغالاة في التعامل مع انتشار هذا الفيروس، والذي كانت قضية نقل إحدى المصابات اللبنانيات من إيران الى لبنان، قد فجرت هذا الهلع وزادت من محاولات المواطنين على وجه العموم، البحث عن وسائل للتحصن من هذا الفيروس، في ظل نوع من الفوضى في تقدير المخاطر وسبل التعامل مع هذه الوضعية التي فجرها الحديث عن الطائرة الإيرانية التي وصلت بيروت قبل يومين.

اقرأ أيضاً: اللبنانيون و«الكورونا».. إنتظروها من الصين فأتت من إيران!

الإهمال في التعاطي الإنساني

ما يجب التوقف عنده ليس الإهمال في التعاطي مع هذا الشأن الخطير، تقول الطبيبة جمال قرّى، بل حيال “ما يمكن أن يسمى بالتواطؤ على البشر”. ذلك إن “سماح سلطات الإيرانية بسفر مصابين مُعلنين بالمرض من مطار مدينة قم الإيرانية الى مطار رفيق الحريري في بيروت، وقيام السلطات اللبنانية باستقبالهم من دون أدنى محاولة لاتخاذ الإحتياطات اللازمة هو ما يثير الريبة والقلق”، بل أكثر من ذلك، “توزيع المرضى والمشتبه بإصابتهم على كل المناطق وبين كل الناس بحرية بإيعاز من وزير الصحة، في وقت تتخذ فيه كل دول العالم أقصى الاحتياطات بمسؤولية كبيرة، وتوقف حركة الطيران مع الدول التي فيها إصابات، وتؤمن المستشفيات الخاصة والأدوية والطواقم الطبية اللازمة.

لماذا لم تقدم السلطة اللبنانية على قرار وقف الرحلات الإيرانية الى لبنان، اليس في هذه الخطوة تخفيفا من المخاطر؟

هنا، تشدد الطبيبة  قرّى على انه  “لا بد من رفع دعوى أمام المحاكم الدولية ومنظمة الصحة العالمية ضد الدولة الإيرانية والدولة اللبنانية لخرقهما أصول التعامل مع ما يقترب من حالة الوباء، بل لمساهمتهما بنشر المرض بين الناس عن سابق اصرار وترصد”. وتختم “وإلا كيف يمكن وصف وزير حكومتنا المصون الذي ليس له علاقة لا بالصحة ولا بالطب ولا بالإنسانية؟

اقرأ أيضاً: لم يكن ينقص لبنان إلا.. «الكورونا المقدسة»!

الهلع الذي يشهده لبنان من فيروس الكورونا ليس أمراً مقبولاً، ربما ثمة مغالاة في التعامل مع انتشار هذا الفيروس

التساؤل المشروع

ما يجعل التساؤل المشروع واجباً، هو لماذا لم تقدم السلطة اللبنانية على قرار وقف الرحلات الإيرانية الى لبنان، اليس في هذه الخطوة تخفيفا من المخاطر؟ واذا كان وزير الصحة لا يريد الذهاب نحو هذه الخطوة التي ذهبت اليها دول عدة منها العراق على سبيل المثال لا الحصر، الا يستحق اكتشاف حالة مرضية تحمل فيروس الكورونا قادمة من إيران، الى تأجيل وصول طائرة ثانية الى بيروت غدا الاثنين ريثما تتثبت الدولة اللبنانية من الوضعية الصحية للقادمين، ومن توفير كامل الإجراءات اللبنانية للتعامل مع هذه الحالات؟ ذلك أن الذين قدموا في الطائرة التي حملت احدى المصابات لم يتم الزامهم بأي إجراءات خصوصا أن بعضهم يمارس حياته بشكل طبيعي!

السابق
بالفيديو: هذه هي مزايا الكمامة n 95 للوقاية من «كورونا»!
التالي
بالفيديو: مسيرة «ستدفعون الثمن» في ساحة الشهداء..إسقاط مُفتِي السلطة أيضاً!