سيناريوهات ثلاثة تحكم الصراع الروسي التركي في سوريا

مخيم ادلب
دخلت المواجهة الروسية التركية في إدلب مساراً تعصيدياً أنذر باحتمالية الصدام العسكري في معركة إذا بدأت لا يُعرف متى تنتهي!

مشهد إقليمي صعب تشهده مدينة إدلب السورية آخر معاقل المعارضة المسلحة، مثارهُ استعار التصريحات الروسية التركية بشكل حاد وصل حد السؤال عن إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين الطرفين على الأراضي السورية.

الباحث في الشؤون السورية خالد العزي صنّف لـ”جنوبية” في اتصال هاتفي ما يحدث بأنه عملية إعادة توازن في العلاقات الروسية التركية، بعدما اختلت جراء الأحداث الأخيرة في إدلب، كاشفاً عن جزء مخفي من اتفاق سوتشي تعهدت به روسيا لتركيا بأن تضمن لها التقدم إلى شرق الفرات، مقابل سماح تركيا لقوات النظام السوري بالتوغل في إدلب من خان شيخون جنوباً حتى سراقب شرقاً للتحكم بالطرق الدولية.

إلا أن انطلاق المعركة على الأرض وسيل التصريحات خلق نقاشاً حاداً بين البلدين مع شعور تركي متزايد بالخسارة، على مبدأ أن تركيا تعطي الكثير ولكنها لا تأخذ إلا القليل، ولتحصيل هذا الأكثر أقحمت تركيا قواتها البرية في سوريا بعتاد وصل إلى 8 آلاف عسكري ما زاد من احتمالية حدوث المواجهة العسكرية.

إقرأ أيضاً: تركيا تحشد 8 آلاف جندي في إدلب.. فهل توقف روسيا المعركة؟!

ومع قرع الطبول لمعركة قد تغيّر شكل العملية السياسية في سوريا، رأى الغزي أنها قد تقوم على ثلاثة سيناريوهات: الأول وهو الأقل احتمالاً بالوصول إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين الطرفين الروسي والتركي، ويشير إليه التعزيزات العسكرية التركية وقصف النظام السوري المتواصل بما يحمله من رسائل مباشرة إلى تركيا.

أما السيناريو الثاني فيقوم على مواجهات تجبر الطرفين إلى وضع شروط جديدة لاتفاق سوتشي، لكنه صعب الحدوث بحسب الغزي نظراً لأن تركيا لن تستطيع الدخول في مواجهة روسية في ظل غياب الضمانات الأميركية الداعمة والموقف الدولي المساند، أما روسيا فلن تتدخل لأنها لن تتحمل الخسائر العسكرية والمالية نظراً لفرق القدرات على الأرض بين الطرفين من ناحية، والتكلفة المالية الهائلة لنقل الأسلحة الروسية عبر مسارات لا تشمل تركيا، وذلك في ظل حصار سياسي قوي على روسيا، كما أن روسيا لن تتحمل إمكانية وصول أسلحة نوعية إلى المعارضة ما سيغير من موازين القوى ويدفع بالمعارضة إلى دحر النظام من مناطق كانت روسيا قد استشرت في دعمها الأسد للسيطرة علهيا.

وهذا لا ينفصل عن نية روسيا التقدم في إدلب وشرق الفرات لضمان استلامها الملف السوري بشكل كامل والتفاوض عليه في مرحلة إعادة الإعمار وشكل الدولة الجديد.

إقرأ أيضاً: جحيم الأسد أم مطامع أردوغان.. إدلب آخر قطع الكعكة السورية!

ليأتي السيناريو الثالث حسب العزي وهو في التصعيد نحو ترتيب شروط جديدة بين الأتراك والروس كأن تضمن روسيا لتركيا تواجدها في أي عملية تسوية ضمن إدلب وشرق الفرات ما سيؤدي بدوره لحدوث تنسيق عسكري بين تركيا ونظام الأسد لأول مرة بشكل علني، وفي حال حدوث هذا التنسيق يرى العزي أن الهيبة ستعاد إلى روسيا ويخف قلقها من الضغط التركي القائم في الشمال عبر خطر تسليح المعارضة المسلحة بالنسبة لروسيا وتوغل القوات التركية في جيوب روسية النفوذ داخل سوريا.

وهنا تجدر الإشارة إلى الدعم الروسي المقدّم لتركيا في ليببا والذي ضمنت من خلاله تركيا نقل مجنديها إلى ليبيا، وعملت روسيا على تحقيق ذلك لنقل التجربة السورية إلى طرابلس وبناء سوتشي جديد “ليبي” هذه المرة.

وفي ظل قلق الغرب من أردوغان وعدم ثقتهم به، لا يمكن تجاهل دور روسيا في توسيع الهوة بين تركيا والغرب عبر استقطاب تركيا لعقد قمة تركية روسية إيرانية جديدة ترسخ اكثر التعاون الروسي التركي وتحدد شكل النفوذ العسكري الذي سيعلن عن انطلاق مرحلة جديدة من العملية السياسية في سوريا.

السابق
بالفيديو: مسيرة «ستدفعون الثمن» في ساحة الشهداء..إسقاط مُفتِي السلطة أيضاً!
التالي
الوطنية والفخر في شعر بولس سلامة ونثره