جحيم الأسد أم مطامع أردوغان.. إدلب آخر قطع الكعكة السورية!

ادلب نزوح تركيا

خرج من التصريحات الروسية والتركية حول إدلب في الأسبوعين الفائتين أكثر مما تحدثت الدولتين عن سوريا خلال سنوات الثورة الثمانية، فأردوغان الذي هدد الأسد أكثر من مرة وتوعد بعدم تكرار مجزرة حماة مرة ثانية شهد بالصمت على عشرات المجازر التي ارتكبها النظام بحق الشعب السوري وتحولت المنطقة العازلة التي نادى بها لحماية المدنيين إلى اقتطاع لأراض سورية وبسط الهيمنة التركية برفع العلم التركي على المرافق العامة وكتابة اسم المؤسسات والمراكز باللغة التركية مع افتتاح فرع لجامعة غازي عنتاب في الشمال السوري، فضلاً عن حكومة شكلية تجتمع في تركيا وتدير ما سمّي بالمناطق المحررة في إدلب وريفي حلب واللاذقية.

تغيرت الخارطة وعاود النظام الالتفاف على اتفاق سوتشي وميثاق أستانة واستعاد السيطرة على طريق حلب الدولي متوغلاً في عمق إدلب حتى بلغ سراقب، ما دفع أردوغان للغيظ مجدداً وإطلاق سيل من التصريحات بعد صدامات عدة بين القوات التركية وجيش النظام خسر فيها الأسد طائرتين عسكريتين خلال أسبوع واحد.

ليعترض توغل النظام المخطط التركي الروسي حول منطقة خفض التصعيد ونقاط المراقبة التركية المنتشرة في إدلب، والتي ما أن تجاوزها النظام حتى أنذر أردوغان الأسد بسحب قواته إلى ما قبل النقاط وإلا سيتعرض الجيش التركي لقوات النظام في كل مكان.

إقرأ أيضاً: «التعفيش» على أجساد السوريين.. نهج قوات الأسد في حرق القلوب

روسيا التي تراقب بصمت رفعت نبرتها العالية في وجه تركيا، ولم يرضخ بوتين للقاء أردوغان بل تركه يغرق في سيل التصريحات، ليرد الكرملين بالسيناريو المعتاد ملقياً اللوم على تركيا التي عدتها روسيا عاجزة عن فصل المعارضة المسلحة عن الفصائل المتشددة وأن روسيا لا تجد في عملية النظام لمحاربة الإرهاب في إدلب تناقضاً مع اتفاق سوتشي، معتبراً الكرملين أن مواجهة القوات التركية لجيش النظام السوري ستشكل أسوء سيناريو في الحرب السورية.

في حين تناشد تركيا المجتمع الدولي لحل مشكلة مليون نازح جديد على حدودها الجنوبية لا يجدون مكاناً يبيتون فيه، وسط إحصائيات عن حاجة لدعم بقيمة 336 مليون دولار لتوفير المواد الاساسية والماء والملجأ للنازحين العالقين على الحدود.

تركيا لن تسمح بالمقابل بدخول مليون نازح جديد إلى أرضها بل تعارك لاقتطاع منطقة من إدلب تصلها بالشريط الحدودي الذي امتدت عليه من منبج بريف حلب نحو القامشلي أقصى الشرق في ثلاثة عمليات نفذت فيها تركيا مطامعها، فبدلت جحيم الأسد بمستقبل لا يقل ضبابية عن مصير مناطق النظام، لتكون إدلب آخر قطعة في الكعكة السورية التي ستحدد شكل النظام السياسي وحجم نفوذ الدول الكبرى في سوريا.

السابق
شبح المرض يُخيم على إيران.. البلد الآسيوي يُصارع الـ«كورونا»!
التالي
ما بين الأميركي والإيراني.. الصناعة اللبنانية تحتضر!