مطار سوري يعود للعمل بعد 8 سنوات.. الضجة في حلب والمأساة في إدلب

مطار حلب

لم يتوانَ النظام السوري عن تسخيف قيمة الجرح الذي يصيب قلوب السوريين مع كل نكبة جديدة تحل عليهم، بل تعتد مؤسسته التجارية بتبشير المواطنين عن نيتها إدراج “السردين” على البطاقة الذكية.

وحيث شكلت حلب نقطة صراع إقليمية خلال سنوات الثورة، كان لا بد للنظام من الافتخار أنه أمنّ محيط حلب بالكامل كما تفيد الرواية الرسمية، فالمركز الاقتصادي الأكبر في سوريا سينسى جحيم الإرهاب كما يدّعي النظام الذي بسط سيطرته بدعم الميليشات الإيرانية والطيران الروسي على ريف المدينة الغربي وتمكنّ من استعادة الطريق الدولي بالكامل.

أما رئيس النظام فظهر في تسجيل تلفزيوني مسلوب الإرادة، لم يتوجه إلى حلب كما فعل في جوبر، ولم يخرج إلى الجموع عبر مجلس الشعب أو وفود نقابية أو حزبية، بل كانت كلمته في “تحرير” حلب أشبه بحديث شخص عبر اليوتيوب تفتقد إلى كافة الدلائل الوطنية بما فيها العلم أو شعار الجمهورية.

إقرأ أيضاً: «التعفيش» على أجساد السوريين.. نهج قوات الأسد في حرق القلوب

وخارج قصره حيث يقضي الأسد عزلته، كان الإعلام الموالي يحتفل بهبوط أول طائرة مدنية في مطار حلب منذ ثمانية سنوات متجهة من دمشق وعلى متنها وفد إعلامي ووزيري النقل والسياحة كما أفادت وكالة سانا الرسمية.

يحدث ذلك وسط تعتيم دولي على كارثة النزوح الأقسى في سوريا من حيث العدد والمدة الزمنية، وسط أجواء قارصة يقضي مليون نازح سوري جديد لياليهم على الحدود التركية حيث المعابر مقفلة والمخيمات المقامة هناك لم تعد تتسعى لنازحين جدد، وأهل المعرة وسراقب الذين استقبلوا نازحي حلب وحمص وحماة والغوطة في منازلهم هم اليوم نازحين نحو المجهول حيث لا صوت دولي ينصف مآساتهم ولا حل سياسي واضح يلوح في الأفق.

فماذا ينبؤ آذار المقبل في تاسع ذكرى للثورة السورية حيث تصعد تركيا نحو إبعاد النظام بالقوة من إدلب وتستفحل روسيا في توغلها العسكري وتهيمن إيران بمدها الشيعي وتقصف إسرائيل أجواء دمشق دون أي رادع؟!

السابق
بالصورة.. استدعاء ناشطة والسبب: ركلة لأحد مرافقي شهيب!
التالي
تعرّف على الزينوبوت(Xenobots): أول روبوت حي في العالم!