«درون» كادت تستهدف السفارة الأميركية في عوكر.. داعشي في حلب يُدير العملية و«حزب الله» التالي!

السفارة الاميركية في عوكر

أثارت تقارير أمنية صدرت منذ فترة هلعاً بعد الحديث عن إحباط عملية إرهابية على السفارة الأميركية في عوكر، وسط التوتر المحتدم بين إيران والولايات المتحدة بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وبالتالي زج لبنان في لعبة دولية لا تُحمد عقباها.

إذ نجحت المديرية العامة للامن العام في تجنيب لبنان خطرًا محتومًا بعد إلقاء القبض على “داعشي” كان يُحضر لعمل إرهابي على السفارة الأميركية وتواصله مع تنظيم “داعش” في حلب، الذي طلب منه قتل أحد المسؤولين في “حزب الله”، ولكن عاد ليغير الخطة ويوجهه لإحضار درون ويزوّدها بالمتفجرات لتنفيذ عمليته في عوكر.

وورد في مجلة الأمن العام، عدد 77 شباط 2020، “تعزز الانجازات التراكمية والنوعية حقيقة أن الأجهزة الأمنية اللبنانية، وفي مقدمها الأمن العام، في حربها المفتوحة على الإرهاب وخلاياه النائمة، إنما تشكل خط الدفاع الأول عن الدول الشقيقة والصديقة، وتمنع تمدد الإرهابيين بمخططاتهم الدموية والتدميرية من الوصول إلى هذه الدول وعواصمها واستهداف الأمن والاستقرار فيها”.

إقرأ أيضاً: لبنان ينجو من عملية إرهابية.. «درون» كادت تستهدف السفارة الأميركية في عوكر

وذكَّر الأمن العام ببيانه الصادر في 15 كانون الثاني 2020 عند الساعة الأولى ظهراً، لافتةً إلى أنه “لم يتم الانتباه إلى خطورة ما تضمنه نتيجة انشغال وسائل الإعلام بالتطورات الداخلية اللبنانية”.

وتضمن البيان الآتي:

“أوقفت المديرية العامة المدعو (أ. س) من الجنسية السورية لانتمائه إلى تنظيم داعش الإرهابي. في التحقيق معه اعترف بما يلي:

  • بايع تنظيم داعش من خلال مشغله الإرهابي عبدالله التونسي، وتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع عناصر التنظيم، وقام بتحريض أشخاص على مبايعة التنظيم وخطّط لإعداد خلايا أمنية والسعي إلى تأمين الأسلحة الحربية لها.
  • قام بالتخطيط للقيام بأعمال امنية لصالح التنظيم ضد مراكز أحد الأحزاب اللبنانية الفاعلة وقتل عناصره، إضافة إلى القيام بعمل تفجيري يستهدف إحدى السفارات الغربية بواسطة طائرة مسيّرة.

بمداهمة منزله، تم ضبط مواد أولية لصناعة المتفجرات كان قد أحضرها لتنفيذ مخططاته. بعد انتهاء التحقيق معه أحيل مع المضبوطات إلى القضاء المختص، والعمل جار لتوقيف باقي الأشخاص المتورطين”.

وأشارت مديرية الأمن العام إلى أن “من يدقق في مضمون البيان، يكتشف حجم التهديد الذي كان يشكله هذا الإرهابي الموقوف. فهو عمل على ثلاثة مسارات:

  • تشكيل خلايا إرهابية تعمل لصالح تنظيم داعش الإرهابي.
  • العمل على خلق فتنة داخلية لبنانية من خلال استهداف مراكز وكوادر أحد الأحزاب الفاعلة.
  • تهديد علاقات لبنان الخارجية بشكل مباشر من خلال استهداف إحدى السفارات الغربية التابعة لدولة كبرى، في ظرف وتوقيت خطيرين نتيجة التطورات على صعيد الإقليم، مع ما تعنيه هذه العملية لو نفذت من توجيه الاتهام إلى طرف لبناني، ما يرتب تداعيات خطيرة على لبنان تطاوله في استقراره الامني والسياسي والاقتصادي والمالي.

ونشر الأمن العام في “مجلة الأمن” معطيات ومعلومات “المتوافرة، والمسموح بنشرها من مصدر مسؤول مأذون له.

وفي المعلومات المحققة التي نشرتها المديرية، أنه “استناداً إلى أبرز الاعترافات، أن الإرهابي الموقوف هو السوري إبراهيم السالم من مواليد بلدة عربيد في ريف حلب (1999). انتقل مع أهله إلى لبنان بطريقة شرعية في العام 2013 وأقاموا في محلة الأوزاعي عند المدخل الجنوبي للعاصمة بيروت، وما زالوا حتى تاريخه”.

ولفتت إلى أن “السالم عمل في شركة لاستيراد وبيع الادوات الكهربائية. وكان لا يزال يعمل فيها حتى توقيفه، براتب شهري مقداره مليون ليرة لبنانية من دون المبالغ الاضافية. هذا الراتب لا يتوافر لعدد كبير من الشباب اللبنانيين الذين لا يجد معظمهم فرصة عمل حتى براتب اقل من ذلك بكثير. الجدير ذكره، انه في خلال عمله لم يلفت اليه الانظار الى ميوله وتوجهاته”.

وتابع الأمن العام سرده المعلومات “التي تكشف للمرة الأولى”: “في العام 2015، عاد الى سوريا بمفرده ومن دون اهله، بهدف زيارة عائلية لاقاربه. قصد بلدته عربيد التي كان يسيطر عليها في حينه تنظيم داعش الارهابي، والتقى رفاق الطفولة وجميعهم بايعوا داعش وحملوا السلاح وارتدوا اللباس العسكري للتنظيم الارهابي، وابلغوه انهم ينتمون الى “اشبال الخلافة” لصغر سنهم. ثم حاولوا اقناعه بالانضمام الى صفوفهم والخضوع لدورة عسكرية، وتحدثوا معه عن المغريات التي تتوافر لهم. لكن بحسب زعمه رفض ذلك، وعاد الى لبنان بعدما امضى في بلدته نحو شهر”.

وقالت أنه “بعد عودته، استمر التواصل بينه في لبنان وبين ابناء بلدته في سوريا، واقنعوه بأن يحمّل على هاتفه الخليوي تطبيق (Telegram)، ففعل ذلك. بدأوا عبر هذا التطبيق الهاتفي تزويده كل اصدارات داعش من فيديوهات ورسائل صوتية وتوجيهات مكتوبة، وركزوا معه على الاسباب التي ادت الى نشوء داعش وتحديدا ظلم الجيش الاميركي في العراق. عبر هذا التطبيق تعرف الى مناصرين منتمين الى داعش. كان التركيز في المواد المنشورة على هذا التطبيق على فيديوهات عن كيفية تصنيع المواد المتفجرة واعداد المتفجرات والعبوات الناسفة من مواد عادية موجودة في الاسواق والمحال التجارية والصيدليات، وان شراء هذه المواد لا يثير الشبهة على الاطلاق”.

ولفت الأمن العام الى أن “الارهابي السالم تدرَّج في تورطه، من خلال تعرفه عبر التطبيق الهاتفي على قياديين في التنظيم، منهم القيادي الارهابي عبدالله التونسي الموجود في تونس”.
وبحسب اعترافات الموقوف، جرى بينهما الحديث التالي:

  • التونسي: اين تقيم؟
    -السالم: في محلة الاوزاعي قرب بيروت.
  • التونسي: لماذا لا تذهب الى طرابلس او صيدا حيث اهل السنة؟
  • السالم: لا استطيع لانني اقيم مع اهلي.
  • التونسي: هل ثمة مكاتب ومقار وعناصر تابعة لحزب الله قرب مكان اقامتك؟
  • السالم: اكيد، واعرف احدهم قتل شقيقه في سوريا.
    -التونسي: هل تستطيع قتله؟
    -السالم: بالتأكيد.
    -التونسي: اقتله.

وبحسب الأمن العام فإن “الارهابي السالم، زعم بأنه لم يستطع الحصول على السلاح الذي يمكنه من قتل الكادر المشار اليه في حزب الله”. وقالت أنه “بعد هذا التحريض العلني على القتل، غيّر الارهابي عبدالله التونسي الاسلوب مع الارهابي الموقوف ابراهيم السالم، وطلب منه الاتي:

  • التونسي: هل في امكانك ان تحدد لي موقع السفارة الاميركية في العاصمة التونسية عبر تطبيق (Googel maps) لانني لا استطيع ذلك، كون هذه الخدمة غير متوافرة في تونس؟
  • السالم: بالطبع، ساحدد لك مكانها وارسل اليك الصور والخرائط. (عمد السالم الى تحديد موقعها وارسل اليه صورا عنها وعن خريطة موقعها).
  • التونسي: هل السفارة الاميركية في لبنان قريبة من مكان اقامتك؟
  • السالم: كلا، ليست قريبة.
  • السالم: الهدف هو السفارة الاميركية وانا جاهز.
  • التونسي: قم بشراء “درون” (طائرة مسيّرة من دون طيار) وزودها المتفجرات ونفذ العملية”.

وأكدت المديرية أن “السالم بدأ البحث عن شراء طائرة “درون”، لكنه ما لبث ان اكتشف ان اسعارها مرتفعة. الا انه استحصل عبر البحث على (Google) على كيفية تجميع طائرة مماثلة وتزويدها متفجرة تقتل اكبر عدد ممكن. استحصل على مواد اولية لتصنيع المتفجرات، وذهب الى احدى الصيدليات القريبة من مكان اقامته مع اهله في محلة الاوزاعي، واشترى المواد وبدأ تصنيعها قبل ايام من توقيفه”.

اما خطته لتنفيذ العملية الارهابية ضد السفارة الاميركية في بيروت، فكشف الأمن العام أنها “كانت تقضي بأن يذهب الى نقطة لا تثير الشبهات قرب السفارة في محلة عوكر، وان يقوم بعملية استطلاع محكمة، ثم يتحين مناسبة يكون فيها اكتظاظ داخل السفارة، فيعمد الى اطلاق الطائرة ويقوم بتفجيرها”.

ولفتت الى أنه “لدى مداهمة المنزل المقيم فيه ضبطت كل المواد المصنّعة والتي هي قيد التصنيع، والخرائط والمستندات التي تعلّم عبرها كيفية تصنيع المتفجرات وبدء تركيب الطائرة”.

وأفادت أنه “من خلال المضبوطات والتدقيق في محتوياتها، تبين ان تواصله لم يقتصر على تونس، بل شمل ايضا ارهابيين في الجزائر ومصر وسوريا. وقد حاول اعداد خلايا ارهابية وطلب الاستحصال على السلاح من مصادر عدة. وعمد احد اصدقائه من الارهابيين في بلدته عربيد في ريف حلب الى ربطه بارهابي يدعى (ابويوسف الاوروبي) ووعده بأن هذا الشخص قادر على ارسال المال اليه في لبنان. الا ان الارهابي السالم زعم انه لم يتمكن من التواصل معه لانه لا يجيد اللغة الانكليزية. وتبين ان الاتفاق بينه وبين صديقه السوري هو ان يصل المال اليه في لبنان، ثم يتم توزيعه بناء على توجيهاتهم من سوريا”.

وأوضح الأمن العام، “لأن ملف الاعترافات وما تم الكشف عنه من المضبوطات خطير جدا، وبعد ان انجزت المديرية العامة للامن العام كل التحقيقات اللازمة واعدت الملف الكامل، تمت احالة الارهابي الموقوف ابراهيم السالم مع الملف الى النيابة العامة العسكرية بشخص مفوض الحكومة القاضي بيتر جرمانوس”.

وقال المديرية أن “هذا الانجاز الجديد للامن العام، يدق ناقوس خطر لحماية الاجيال الصاعدة من خطر التنظيمات الارهابية التي تستخدم التقنيات الحديثة ووسائط التواصل الاجتماعي على انواعها، في عملية اجرامية خطيرة تتمثل في غسل ادمغة الاطفال وتسيطر على الوعي لديهم وصولا الى جعلهم ارهابيين خطيرين، بدليل ان الارهابي الموقوف ابراهيم السالم عندما تم تجنيده كان في سن الـ14”.

كما أشار الأمن العام الى انه “ليست المرة الاولى التي يكشف فيها عن كيفية تجنيد اطفال ومراهقين في صفوف داعش. اذ سبق واوقفت المديرية العامة للامن العام شخصا في العمر نفسه كان يحضّر عبوات لاستهداف الجيش اللبناني، وقتل اكبر عدد ممكن من ضباطه وعسكرييه”.

السابق
بعد دياب.. فهمي يزور دريان والأخير يوصيه بالمتظاهرين!
التالي
أوهانيان تستقبل منتخب لبنان: «سأكون دائمًا معكم»!