هكذا تعمل اسرائيل على زيادة قوتها الناعمة في الصين!

اسرائيل الصين

في وقت انتعشت العلاقات الاقتصادية بين الصين وإسرائيل بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة، وإضافة إلى الروابط التجارية، يعمل اللوبي الإسرائيلي أيضاً لزيادة التفاعل السياسي والثقافي بين البلدين.

وكتب سليم هان ينياكو، وهو باحث تركي في درجة الدكتوراه بجامعة شنغهاي الصينية، ان التأثير الاجتماعي والثقافي المتزايد لإسرائيل في الصين مع تطور العلاقات التجارية بدأ، فمع دخول مؤسسات ذات أصول إسرائيلية الصين، قطعت تل أبيب الخطوة الأولى نحو علاقة سياسية أكثر حميمة مع بكين.

وباتت إسرائيل تمتلك قدرة على إظهار نفسها كعامل جذب للصين، وذلك بالاستفادة من الصفات التي تجعلها “أمة ناشئة” في العديد من المجالات.

وتتمتع إسرائيل بمكانة عالية في السوق الصينية بفضل التكنولوجيا العالية والخدمات ذات القيمة المضافة.

التأثير الثقافي الإسرائيلي

من الصعب القول إن أنشطة المناصرة التي تقوم بها إسرائيل في الصين ومجال الدبلوماسية الثقافية والأكاديمية ليست سوى نشاط دعائي من جانب واحد، وتتحمس الصين لتحسين علاقاتها مع إسرائيل بدافع مصالحها الوطنية.

وتنظر الصين نظرة إيجابية لأنشطة المناصرة الدعائية لإسرائيل، في مقابل رغبة الأخيرة في أن تستخدم الصين تكنولوجياتها اقتصاديا وعسكريا، فضلا عن أن إسرائيل أصبحت نجما ساطعا في سياسة الصين في الشرق الأوسط.

ونوعت الصين، التي أقامت علاقات جيدة مع الدول العربية وإيران لسنوات عديدة، سياساتها في الشرق الأوسط من خلال جعل إسرائيل محطة هامة لمشروع طريق الحرير البحري. وأدى هذا المستوى العالي من العلاقات المشتركة إلى إقامة شراكات ثقافية وأكاديمية، فزادت إسرائيل من استثماراتها في الصين من خلال الاستفادة من هذا الجو المرحب.

اقرأ أيضاً: لماذا خصّت الصين اسرائيل بهدية الباندا؟

وتحقق الأنشطة التعليمية والثقافية لإسرائيل العديد من المكاسب في الصين. فهي من ناحية، تزيد من فعالية إسرائيل في الصين، وتحشد من ناحية أخرى المبادرات الثقافية المستقلة لمواطنيها في الشتات. وقد أثرت التطورات فى مجالات مثل برامج تبادل الطلاب، وبرامج التعليم الدراسي، والأنشطة السياحية بشكل إيجابي على التعاون بين البلدين.

فبعد أن خطت إسرائيل العديد من الخطوات في مجال التعليم في الصين، شجعت على فتح العديد من البرامج الأكاديمية الجامعية لتقديم نفسها. وافتتحت تل أبيب أقسام ومراكز للدراسات الإسرائيلية واليهودية والعبرية في مؤسسات أكاديمية مرموقة في الصين، مثل جامعة نانجينغ وجامعة هنان وجامعة شاندونغ.

وعلاوة على ذلك، هناك 100 زمالة دراسية في مرحلة ما بعد الدكتوراه سنويا تقدمها إسرائيل في مؤسساتها التعليمية و350 منحة دراسية للطلاب الصينيين والهنود.

ووفقا لإحصائيات عام 2017، كان هناك 1000 طالب صيني يدرسون في إسرائيل ضمن برنامج التبادل الطلابي.

من ناحية أخرى، تقوم المؤسسات التعليمية الإسرائيلية بتوسيع فروعها في الصينن فقد أنشأت جامعة تل أبيب عام 2014، مركزًا مبتكرًا للبحث والتعليم مع جامعة تسينغهوا.

وبالإضافة إلى الأنشطة التعليمية، تزيد السياحة عامل آخر من الجاذبية الثقافية لإسرائيل.

وبلغ عدد السياح الصينيين إلى إسرائيل حوالي 123 ألف عام 2017، وهناك أيضا رحلات مباشرة من تل أبيب إلى بكين وشنغهاي وقوانغتشو وشنتزين وتشنغدو عبر شركات طيران مختلفة. وإجمالا فإن العلاقات الاقتصادية تؤدي إلى توطيد العلاقات الثقافية، حيث عمل السكان اليهود في الصين، الذين تواجدوا فيها منذ عدة قرون، على إبراز الثقافة اليهودية. ورغم أن الشراكة الاقتصادية والسياسية بين إسرائيل والصين أثارت ردود فعل واسعة من الولايات المتحدة، إلا أن البلدين يواصلان استثماراتهما وتعزيز علاقتهما علاقتهما.

السابق
اتفاق إسرائيلي أميركي على جعل سوريا «فيتنام» إيرانية!
التالي
خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط تكشف الحقيقة البشعة