«إستعراضات ثنائية» جنوباً : «أمل» تُزايد على «حزب الله»..بالشهداء! 

حركة أمل
الإستعراضات الجنوبية لـ"الثنائي الشيعي" بالحضور الامني والعسكري الغير ظاهر، بدأت تتخذ أبعاداً خطيرة مع تحولها الى رسائل امنية وخصوصاً من "حركة أمل" تجاه "حزب الله"!

يبدو أن مع تقدم الأزمة الإقتصادية وإستفحالها في الجسد الجنوبي المترنح، لا يبقى أمام “الثنائي الشيعي” إلا المزايدات والعراضات يميناً وشمالاً، والإستثمار بدماء “الشهداء القادة”، وحيث تكثُر مناسبات إحياء ذكرى الشهداء في شباط.

هذه الإستعراضات لها وفق مصادر شيعية متابعة وظائف عدة: اولها هو “عروض عضلات” كلَ امام جمهوره وايضاً امام الجمهور الآخر، وايضاً له وظيفة شد العصب واستمالة الناس.

ووفق المصادر، فإن الرسالة الاخطر هي ان رسائل “حركة امل” تجاه “حزب الله” والعكس هي امنية، او ربما لخلق “عدو” داخلي لابقاء حالة “الشد القصوى” اي استنفار الغريزة الحزبية كل تجاه الآخر لديمومة الحافز للانتماء والولاء الاعمى.

خلال احياء ذكرى قصير في حسينية دير قانون النهر نفذت عناصر “امل” والكشاف والدفاع المدني التابع لها انتشاراً عسكرياً وامنياً ومن دون سلاح على طول الطريق من مفارق لقرى المؤدية الى دير قانون وفي “لوحة تعبيرية” عن “جهوزية” “الحركة” لأي “طارىء” شيعياً


ما يشهده قضاء صور من إستنفار عسكري وامني غير ظاهر السلاح لـ”حركة امل” لافت، ويشير الى وجود مناخ غير ودي تجاه الآخرين، اكان تجاه “حزب الله” وجمهوره او تجاه الحراك في صور. او تجاه المزاج الشعبي الغاضب تجاه “الثنائي الشيعي”، والذي لم يُشعر جمهوره انه جاد او آبه لما يعانونه من قلة وعوز وفقر حالة وجوع وبطالة.

قضاء متعدد الولاءات تاريخياً!

وما يميز هذا القضاء، انه يشمل ما يقارب الـ60 قرية جنوبية يدين معظمها بالولاء تاريخياً لـ”حركة امل”، وقبلها كانت تتقاسمها الاحزاب اليسارية والحزب الشيوعي والتنظيمات الفلسطينية.
وفي هذه القرى مع مدينة صور، يتمركز “الثقل” الجنوبي الاكبر لموظفي الرئيس نبيه بري و”حركة امل” في الوظائف العامة، وشرطة مجلس النواب، ومجلس الجنوب وباقي وزارة الاعلام.

وفيها ايضاً جزء لا يستهان به من موظفي “الفائض” من وزارة الاعلام، إبان حقبة المدير العام الاسبق ايوب حميد، وجزء كبير منهم مُحال على الفائض، لكنه لا يعمل ويتقاضى الرواتب دورياً وشهرياً .
ومع شعور “حركة امل” بتراجعها الشعبي وفتور وهج حضورها امام “حزب الله” وجمهوره الذي يُحمّل بري، مسؤولية كبرى في الفساد المزمن الى الحراك الجنوبي، الذي صّوب ويصّوب دائماً على فساد بري والحاشية المحيطة به.

زيارات مفتعلة

منذ يقارب الاسبوع تقريباً، لم تترك “حركة امل” مناسبة مفتعلة، الا وقامت بها من زيارة لعائلات شهداء “امل”، الى لقاءات بالفاعليات الجنوبية في هذه المنطقة، وصولاً الى إحياء ذكرى الشهيد حسن قصير، والذي تعتبره احد رموزها، علماً ان شهري شباط وتشرين الاول فيهما الكثير من مناسبات وايام الشهداء لدى كل من “حزب الله” و”حركة امل”.

والخميس الماضي، لم تترك “حركة امل” شخصية، او كادر كشفي وحزبي الا، واحضرته الى مثلث دير قانون النهر لوضع اكليل زهر على نصب ومكان عملية قصير على مثلث دير قانون النهر- العباسية. واستعانت بجهود نجل داوود داوود وزير الثقافة السابق محمد داوود للمناسبة.

وبعد يومين وخلال احياء ذكرى قصير في حسينية دير قانون النهر، نفذت عناصر “امل” والكشاف والدفاع المدني التابع لها انتشاراً عسكرياً وامنياً، ومن دون سلاح على طول الطريق من مفارق لقرى المؤدية الى دير قانون وفي “لوحة تعبيرية” عن “جهوزية” “الحركة” لأي “طارىء” شيعياً، لان لا احداً في هذه المنطقة سوى “حزب الله” وعناصره وجمهوره، والمفارقة ان كل هؤلاء في طليعة “الجائعين” والمخنوقين اقتصادياً.

وفي ما يبدو من اتساع لهوة “التنافر” بين طرفي المعادلة الشيعية، تبقى حلقة الشهداء والاحتفال بهم من الطرفين، حجة او ذريعة لافتعال مناسبة لاستحضار “القُوات” الموجودة حزبياً واستنفارها، في وجه الطرف الاخر، طالما ان العدو الخارجي غير موجود فيبقى امام كل طرف منهما: الطرف الآخر والجوع فقط.

السابق
السنيورة «يُشرّح» حكومة دياب.. ويتحدّث عن دور «حزب الله» في عرقلة الإصلاح!
التالي
الناشط إسماعيل الصياد: الشرعية للشارع!