هذا ليس الترشيح الأول لفيلم سوري إلى جوائز الأوسكار، فقد سبق ووصلت مجموعة أفلام خلال السنوات الأخيرة إلى الترشيحات النهائية إلى الجائزة العالمية الأهم في السينما، وذلك من خلال دعم شركات أجنبية أو صناديق مانحة.
حيث بدأت الحكاية في عام 2017، مع الفيلم الوثائقي “غاندي الصغير” للمُخرج السوري الأمريكي سام قاضي، كأول فيلم سوري على الإطلاق يتم اختياره بشكل رسمي للحصول على جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي، ولكن لم يتم ترشيحه.
يتناول الفيلم قصة الناشط السياسي غياث مطر عام 2011 في محاولة من المخرج لإيصال صوت الثورة السورية إلى العالمية. قاضي قام بإخراج الفيلم من غرفة فندق في اسطنبول عبر السكايب، بينما كان فريق التصوير متواجد في مدينة داريا في دمشق، ومنع الفيلم من العرض في الأراضي السورية لأسباب واضحة.
إقرأ أيضاً: بالأسماء: هذه هي قائمة جوائز الأوسكار لهذا العام!
وكان الفوز في ذاك العام عن فئة أفضل فيلم وثائقي من نصيب “الخوذ البيضاء” من إخراج وإنتاج بريطانيّ وتم توزيعه وبثّه من قبل شركة نتفليكس.
يتحدث الفيلم عن منظمة الدفاع المدني السوري التي أثارت الكثير من الجدال حيث يصوّرها الإعلام الغربي على أنهم أبطال حقيقيون، في الوقت الذي يراها النظام السوري على أنها فبركة وأن الخوذ البيضاء عملاء للخارج ليس أكثر.
وفي عام 2018 ترشح فيلم “آخر الرجال في حلب” للمخرج السوري فراس فياض ومن إنتاج سوري دنماركي عن فئة أفضل فيلم وثائقي ليكون أول فيلم سوري يترشح رسمياً لجوائز الأوسكار.
العام الماضي، تم ترشيح فيلم سوري آخر لفئة أفضل فيلم وثائقي وهو “عن الآباء والأبناء” للمخرج السوري طلال ديركي من إنتاج سوري ألماني مشترك.
أما في دورة هذا العام فقد جرى ترشيح “لأجل سما” الفيلم التسجيلي الوثائقي من إخراج وعد الخطيب والبريطاني إدوارد واتس وإنتاج سوري بريطاني. ويتناول الفيلم قصة وعد في حلب بين الحب والحرب والأمومة، وأحدث الفيلم ضجة عالمية حيث حصد العديد من الجوائز العالمية منها جائزة “بافتا” لأفضل فيلم وثائقي وجائزة “العين الذهبية” في مهرجان كان.
يشاركه في ذات الفئة فيلم “الكهف” من إخراج فراس فياض مرة أخرى من إنتاج دنماركي بالاشتراك مع ناشونال جيوغرافيك. يتناول فيلم الكهف قصة مستشفى تحت الأرض في الغوطة الشرقية ذا طاقم نسائي كلياً وقصص الطبيبات وما يتعرضون لها تحت القصف من أزمات وقذائف وتمييز جنسي.
المثير في كل ذلك أن كافة هذه الأفلام لم تعرض داخل سوريا، ولم يعترف بها إعلام النظام بل لاحق وتابع كل من يتحدث عنها في الإعلام واعتبرها معادية مصنفاً إياها ضمن مشروع المؤامرة الكونية الذي يتشدق به منذ سنوات، في حين يجد طيف من المعارضة أن هذه الأفلام في غاية الأهمية كوثيقة سينمائية لتوثيق المرحلة الراهنة لأن الأخبار والتقارير المصوّرة تنسى وتحترق، في حين تبقى الأفلام شاهدة على هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ سوريا. خاصة أن أكبر مؤسسة للتحكيم السينمائي في العالم هي التي تنتقي هذه الأفلام لتكون ضمن قائمة الترشيحات.