نشر الدكتور أحمد بيضون على صفحته على الفايسبوك، منشورا حول اداء السلطة السياسية الذي أوصل لبنان الى الافلاس والخراب.
إنْ كانَ من فائدةٍ تُرْجى في البحثِ عن أصْلٍ تاريخيٍّ للأَزْمةِ المطبقةِ على أنْفاسِ اللبنانيّينَ فمِنَ الكذبِ الفَجِّ قولُ البعضِ أنّها بدأَتْ مع نهايةِ الحربِ واتّفاقِ الطائف. فمرحلةُ التسعيناتِ وإعادةِ الإعمارِ مرحلةٌ ثانيةٌ من طريقنا إلى الإفلاسِ والخّرابِ وليست المرحلةَ الأولى. المرحلةُ الأولى هي الحربُ نفْسُها وما حمَلَتْهُ من تدميرٍ للبلادِ فرَضَ إعادةَ الإعمار. وليس أبطالُ الحربِ والدمارِ غيرَ أطرافِ الحكمِ اليوم، وهم أنْفُسُهم الذين خرجوا من الحرب إلى نعيم الحكمِ والمناهبةِ عوضَ الخُروجِ منها إلى المحكمةِ فالسجن. وهم ما يزالونَ هم إيّاهم مخيّمينَ فوق رؤوسنا ورازحينَ على صُدورِنا، وقد انضمَّ إليهم غداةَ الحربِ طرَفٌ واحدٌ هو الطرَفُ الحريريُّ فأصبَحَ واحداً منهم لا أكثَرَ ولا أقَلّ.
إقرأ أيضاً: القطاع المصرفي شريك النظام الطائفي
عَليهِ يتّضحُ أنّ العودةَ بالكارثةِ الراهنةِ إلى أصولِها البعيدةِ لا تبرّئُ أحداً من الذين يتّخذونَ هذه العودةَ ملجأً لهم من الحساب. بل هي توقِفُ جميعَ الأطرافِ صفّاً واحداً (كلّنْ يعني كلّن!) مُسْتأهلينَ الحسابَ العسيرَ كلّاً بحسبِ ما جنى في هذه المرحلةِ أو تلكَ من مراحلِ المحنةِ اللبنانيّة: المحنةِ التي تمادَتْ إلى الآنِ نحواً من نصفِ قرن…
