الصدر يحوّل النجف الى ساحة حرب.. والمعتصمون غارقون بدمائهم!

النجف

بعد التوتر الذي حصل في وقتٍ سابق بين مناصري مقتدى الصدر ومتظاهرين، بسبب تعرضهم للخيانة والخذلان من قبل الصدر الذي كان داعماً سابقاً للتحركات الا أنه غيّر موقفه فجأة بعد مقتل قاسم سليماني، الى أن تسبب مناصريه أمس الأربعاء، بحمام دمٍ بين المتظاهرين، إذ أطلقت الميليشيات المعروفة بإسم “القبعات الزرق” التابعة للصدر، الرصاص الحي على محتجين سلميين عزل، ما أدى الى مقتل سبعة متظاهرين على الأقل، وإصابة العشرات منهم بجروح خطيرة، فماذا حدث؟

ماذا حدث في النجف

في الساعة الثالثة وصلت مسيرة لاتباع التيار الصدري الى ساحة اعتصام النجف الرئيسية، ساحة الصدرين، تطبيقا لتعاليم السيد مقتدى الصدر، وبسبب الاشتباكات التي حدثت بين بعض المعتصمين والقبعات الزرق قبل ايام على شارع الكوفة، والازمات السابقة من سحب الخيام، وتاييد رئيس الوزراء الجديد باسم المتظاهرين؛ فان معتصمي ساحة الصدرين رفضوا دخول المسيرة الصدرية، وهتفوا ضد مقتدى الصدر، مما استفز اتباع التيار الصدري الذين رفضوا الانسحاب واصروا على دخول الساحة عنوة.

إقرأ أيضاً: تحوّل خطير في موقف الصدر.. وأنصاره يطلقون النار على المحتجين!

حاولت قوات الشرطة واطراف اخرى الفصل بين الحشدين ومدوا حاجزا من الاسلاك الشائكة بينهما، لكن تصاعد الاحتكاك اسفر عن اشتباك بالعصي والسكاكين بين الطرفين. انتهى بانسحاب الصدريين واحراق خيمتين…

بعد ساعات

وفق شهود عيان: فانه تم رصد رتل من مسلحين مجهولين يعودون غالبا للتيار الصدري، قرب جسر الاسكان (300متر عن ساحة الاعتصام)، وهم بكامل عدتهم وعتادهم.

اعقب ذلك الهجوم على ساحة الاعتصام من محورين، الاول من الشمال، جانب شارع الغدير، والثاني من الجنوب، من جهة بناية الامن الوطني.

استخدم المسلحون فيه بنادق AK-47 ورشاشات PKS بغزارة مبالغ بها اضافة لاستخدام الرمانات الصوتية، ويقال الرمانات الهجومية ايضا، وتزامن هذا مع انقطاع التيار الكهربائي عن الساحة، اما المعتصمون الذين تسلحوا بالعصي والمولوتوف فقد حاولوا التمسك بالساحة وصنع سواتر وحواجز والرد بالحجارة، وتشير رواية للجانب الصدري لاستخدام بعضهم للسلاح.

بعد الضغط الشديد من القوة المسلحة، انسحب المعتصمون وتفرقوا في الشوارع الفرعية لكن العصابات المنفلتة لاحقتهم باصرار واعتقلت بعضهم. كما وردت انباء لم تؤكد ان الجماعات المسلحة داهمت بيوتا لنشطاء من النجف.

حتى الان فان الحادثة قد اسفرت عن 8-13 شهيد و 122 او اكثر من الجرحى منهم 9 من اتباع التيار الصدري واعداد غير معروفة من المصابين بالرصاص الطائش للجماعات المنفلتة.
تبنى مقتدى الصدر العملية عبر حساب صالح محمد العراقي وعليه فانه يتحمل التبعات.

لما تشكله الجهة المتحكمة بتلك الجماعات المسلحة من ضغط ونفوذ سياسي، فان القوات المحلية لم تتمكن من التدخل، ما دفع وزير الداخلية الى الذهاب الى النجف بنفسه على راس قوة للاشراف على عملية فرض القانون.

يتكرر هذا المشهد مذكرا بحادثة مرقد الحكيم حين لم تتمكن قوات الامن الداخلي المحلية من التدخل للضغوط السياسية الهائلة التي تمارس من احدى اطراف النزاع، مما يضطر الحكومة العراقية لتسيير قوات اتحادية لمحاولة احتواء الازمة.

السابق
بالصور: الشارقة تبهر العالم بأضوائها!!
التالي
«ديوانيات أسبوعية» صيداوية تناقش المشاريع التنموية في المدينة