صلاح الحركة لـ«جنوبية»: حبذا لو قاد الشيعة هذه الثورة

صلاح الحركة
صلاح الحركة نائب لبناني سابق عن دورة عام 1996 عن دائرة بعبدا. كما ترّشح عن دائرة بعبدا في دورتيّ 2009 و2018 إلا أنه لم يوّفق بسبب القانون الإنتخابي. ناشط سياسي في اطار المعارضة الشيعية، تعرفه الساحات اللبنانية المعارضة بجهده ونشاطه و "وسطيته".

يرى الحركة إن “الحراك إنطلق، ولم يعد بإمكان أحد إيقافه، وقد جاء بشكل غير متوّقع بأفكار جديدة وبطروحات جديدة يتقاطع مع مبدأ دولة عصرية حديثة بعيدة عن الحزبية الضيقة”.ورأى أن “من يثور ليس عامة الشعب فقط، بل من كل الأحزاب والحركات. وهذه الثورة تركت أثرا، وهو بناء دولة على أساس المواطنة. وأنا على إتصال مع كثيرين منهم، ومن بينهم بعض منسقي الثورة”. وأوضح “أن الحقيقة ليس ثمة مطالب شخصية بل عامة، وهي إصلاح ما أفسده الدهر”.

إقرأ أيضاً: النائب السابق صلاح الحركة يقدم اقتراحين لحل معضلة الانتخابات

وقال: “نحن أفسدنا عبر عشرات السنين بلدنا أوصلناه إلى مرحلة باتت فيه السياحة والضيافة ومصرف الشرق الأوسط في خبر كان. وباتت المصارف تعطينا أموالنا بالقطّارة، وهذا ما قوّض الدولة، لذا المطلوب الإصلاح”.وأكد بالقول “كشيعي، ما تربينّا عليه، وما أورثنا إياه جدي وأبي هو ما نعتز به، فالحسين خرج للإصلاح في أمة جده محمد. وكنت آمل أن نكون كشيعة قادة هذه الثورة. فحزب الله الذي حرر الجنوب ليس فقط لأنها أرضا، بل من أجل الكرامة، وحركة المحرومين خرجت لحفظ كرامة المجتمع. لكن نحن لعبنا دورا عكسيّا. لذا أتمنى أن يُعيدوا التفكير، وارجاع الأمور إلى ما كانت عليه دون أن نكون قد خسرنا المعركة الأساسية”.

جبهة معارضة

وحول الإعلان عن جبهة أو هيئة معارضة ستظهر الى العلن، شدد الحركة بالقول “بصراحة الثورة ليست كلها منسجمة مع بعضها، هي عبارة عن تجربة قطاعات مختلفة، وهي تتناقض في الكثير من القضايا، وخاصة القضايا الماليّة. فهناك مجموعات من اليسار، وأخرى من اليمين لا يمكن جمعها معا. ميدانيا هناك مجموعات كثيرة تجتمع وتتآلف وتؤسس لهيئة موّسعة، وأنا أحد المشاركين فيها، ولكن متى ستظهر لا أعرف”. 

وتابع بالقول “بالنسبة للحكومة الحاليّة لا يمكن أن نأخذ منها موقفا، ولا يمكن مواجهتها. أمس سربوا مسودة رابعة عن البيان الوزاري، يحوي ايجابيات وتتلائم مع مطالب الحراك. وخاصة الإصلاحين القضائي والمالي والاقتصادي، وأنا منذ أكثر من شهر نشرت على صفحتيّ على وسائل التواصل الإجتماعي نصّ كتاب مفتوح الى الرئيس حسان دياب اقترحت عليه عمل “قانون الكرامة”، وفحواه أنه عندنا 100 ألف عائلة تعيش تحت خط الفقر، وبحساب بسيط إذا اعطينا لكل عائلة 250 ألف ليرة شهريا نحفظ لهم كرامتهم. وعلى مدى سنة سندفع 200 مليون دولار، وهو يماثل عجز شهر ونصف كهرباء فقط. وبهذا المبلغ نصون كرامة 100 ألف عائلة لبنانية”.

وأردف “أمس إلتقيتُ أحد المسؤولين، فقال لي إن فكرتك ستطبّق، وأن البنك الدولي قرر تقديم قرض بـ500 مليون دولار كمساعدة إجتماعية. وهو أمر إيجابي. وبحسب البيان الوزاري المسرّب وجدت مشروع الإصلاح القضائي، فإذا أخذت هذه الحكومة الثقة، وحاولت أن تنّفذ المطالب، فمعنى ذلك أنه يجب أن تُعطى ثقة، وهو أمر إيجابي”. وإعتبر أن “الثورة أكبر وأعمق من التكسير ومع الأيام ستفرز الأمور. وما يهمني أن هذه الثورة ستصل إلى مرحلة عبر المسؤولين بعد سنة أو سنتين أن تصل إلى اصلاح فعليّ يخرجنا من الضائقة الإقتصادية عندها االثوار سيتجاوبون، وأنا لا أنظر إلى الثورة بمنحى سلبي، وأنا اعتقد أن الناس ستستمر بمطالبها حتى لو لم يكن أهل الحكم هم أنفسهم غداً. إذ سيرضخون عن قناعة أو مجبرين بالنهاية”.

ولفت الحركة إلى أن “الثوار يواكبون والإجتماعات مستمرة. وسوف ينوجد اطارا لهذا العمل، ونتيجة تجربتي أتأمل نجاح الشباب”. وشدد على انه “لست طامحا إلى أيّ منصب، وكل ما اطلبه أن يبقى أبنائي وأحفادي في لبنان في جو إيجابي. وإن شاء الله سيخرج شيء جديد من هذا المجتمع. ودائما كان بلدنا منارة هذا الشرق منذ مساهمة لبنان بتأسيس الأمم المتحدة”.

الشباب الشيعي

وعن المزاج الشبابي الشيعي وتطوره، قال “هناك شيعة ضمن الثورة بالنبطية وصور وبعلبك، هم منخرطون بالثورة، و مشاركة المئات من هؤلاء الشباب تساوي الآلاف، وهم أكثر بكثير، وفي بيروت هناك كثر من المنتفضين من الشيعة، ولا يغرّنكم من يقول “شيعية شيعة شيعة”. فنحن الشيعة تربيّنا على فكرة قائمة على احترام الإنسان خليفة الله. ونحن شيعة الإمام حسين وشيعة القرآن، والظروف ستفرض عليهم أن يمشوا مع الثورة”.

وشدد على أن “المظهر الذي صار بالعازاريه هو مظهر غير حضاري، ولا يجب أن يتكرر وهو خسارة على مفتعليه، ويعطي ردود فعل عكسية، وعلى صعيد الإجتماعات التي تحصل لا يمكن الضغط على الموجودين في ساحات الاعتصام”. وختاما، رأى أنه “لا مهرب لأركان السلطة الحاكمة، أي كل من حزب الله، والتيار الوطني، وحركة أمل، وأنا لا أرى لهم من مهرب إلا باجراء اصلاحات حقيقية، لأن ثمة دول أكبر من لبنان بكثير سبقتنا إلى السقوط، والنظام اللبناني مصيره إما أن يصطلح أو يتحطم. وأنا لا أتكلم بعدائيّة ضد أحد”.

السابق
حرب التصريحات التركية-الروسية ومصير إدلب المجهول!
التالي
«صفقة القرن» مقابل تحرير الأرض!