كل السياسات والقوانيين المرتجاة لن تأتي إلا لحماية نظامهم، هي لم تأت إلا لتحقق مستويات عالية من الإستهلاك المغطى بالنزعة الأنانية التافهة لماديتهم، تلك التي تسببت في توزع فسادهم على الأفراد السابحين في فلكهم، هيكل من ورق سيلحق بالوطن عاجلا أم آجلا المزيد من الأضرار طالما هي لم ولن تتخلى عن مفهوم السيطرة المطلقة الشاملة الملازمة لمطامعهم.
إقرأ أيضاً: بري يستشعر بخطر عن بُعد…فيستنفر كوادره عن قُرب!
بالمقابل ستنشأ طبقة من المناديين بالحياة البسيطة تدعوا الى إختيار حياة يمتلك فيها الناس أشياء أقل تركز فيه على ما تحتاج إليه بدلا مما ترغب فيه، طبقة من اليائسين المستسلمين الذين لا يرغبون إلا بما بين يديهم ولا بشيء آخر غير ذلك، ولأجل ذلك سيوحى للمقيدين فيها أنها ستدخل الى نفوسهم السرور والإبتهاج.
ستتسلل أنواع كثيرة من المذاهب والتقاليد الروحانية على صورة أديان تدعوا الناس الى التزود بالعفاف والأكتفاء بالسؤال عن الخبز كفاف يوم الغلبان، اديان تتقن فن التباكي والدعاء تدعوا الى التخلي في السفر عن الحقيبة وعن المال لأنه زينة والرضى بالموجود والإكتفاء بالتسليم وإنتظار الموعود في عالم ما بعد الحياة.