«صفقة القرن».. جعجع يكسر «حصرية» حزب الله!

سمير جعجع
كان وما يزال حزب الله وفريقه السياسي وحلفاؤه ، كانوا كلما ضاقت بهم سبل المواجهة الحقيقية الشجاعة لمن يخالفهم الرأي والموقف السياسي ، كانوا وما زالوا يلجأون إلى الأساليب "الغوغائية" بتخوين الخصوم السياسيين، وهذا الأمر من المناهج الواضحة في سياسة الحزب الميدانية التي عانى ويعاني منها آلآف المعارضين في لبنان عموماً وفي الدائرة الشيعية خصوصاً، فالحزب يفتقد لديناميكية استيعاب الخصوم، فهو يساعد بمنهجيته وأسلوبه الخشن والمتصلب على تحوُّل هؤلاء إلى أزمة فعلية يدفع الحزب لاحقاً فاتورتها في الانتخابات وسائر الاستحقاقات .

ومن جملة الذين عانوا ويعانون من تداعيات هذه المنهجية رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، فمنذ وجد حزب القوات اللبنانية ، ومنذ انخرط رئيسه الحالي في العمل السياسي في فترة ما بعد وجود حزب الله على الساحة السياسية اللبنانية، فمنذ ذلك الحين وليومك هذا كان وما زال حزب الله يطلق حملات التخوين لرئيس حزب القوات اللبنانية ، سيما في البعد الإسرائيلي !

واليوم يأتي موقف الدكتور سمير جعجع من صفقة القرن ليدحض مزاعم حزب الله في العقود الماضية، والتي لم يألُ فيها حزب الله جهداً في تخوينه فيها، وفي ربط وجود حزب القوات اللبنانية بالمشروع الإسرائيلي في المنطقة منذ أيامها الأولى، والوقائع الميدانية قد تثبت خلاف ذلك .

إقرأ أيضاً: العقوبات «تخنق» حزب الله صحياً.. وآخر الدواء في سوريا!

وقد عبَّر الدكتور سمير جعجع باتصاله اليوم برئيس السلطة الفلسطينية في فلسطين المحتلة الرئيس محمود عباس، ليظهر له في هذا الاتصال موقفه الرافض لصفقة القرن الأمريكية الإسرائيلية وإصراره على حل الدولتين وعودة الفلسطينيين إلى ديارهم ، وعبَّر الدكتور جعجع بموقفه هذا عن حرية رأي حزب القوات اللبنانية وموقفه المبدأي الوطني الرافض لتوطين اللاجئين الفلسطينيين وبقائهم في استضافة الدولة اللبنانية ، هذه الاستضافة التي دامت أكثر من سبعين سنة، وقد تجلى بموقف الدكتور جعجع هذا عدم انخراطه في أي من المشاريع الإسرائيلية في المنطقة ، خلافاً لما أمعن حزب الله في الترويج له في العقود الماضية، وإن كانت تحالفات حزب الله وحزب القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية في أكثر من نقطة ومحطة في العقود الثلاثة الماضية ومع حملات التخوين التي يطلقها حزب الله ضد القوات ورئيسها تضع حزب الله نفسه في قفص الاتهام ، فكيف يمكن أن تجتمع حملات التخوين مع التحالفات الانتخابية ؟

ثم لو كانت القوات ورئيسها ينسجمون مع المشروع الإسرائيلي – ولسنا في مقام الدفاع عن أحد بل في مقام تحليل الأحداث وقراءة الوقائع – لكانوا استغلوا صفقة القرن لتوجيه الضربة القاضية في مشروعهم،  والذي لن يكون إلا على حساب الدولة اللبنانية واللبنانيين عموماً والمسيحيين في لبنان على وجه الخصوص .

ولو كانت القوات ورئيسها تريد التماهي مع المشروع الإسرائيلي والصهيوني – بحسب النظرة التحليلية – لما أصرَّت على عودة اللاجئين الفلسطينيين منذ انطلاقتها الأولى ، بل كان الهدف من وجودها الأوَّلي هو إخراج المنظمات الفلسطينية المسلحة من لبنان هذه المنظمات التي كانت قد ألغت كيان الدولة اللبنانية مدة من الزمن، وكل ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار بأن المشروع الإسرائيلي يرفض عودة اللاجئين الفلسطينيين  ويعمل على بقائهم في دول الشتات .

فهل ستتغير منهجية التخوين العشوائي في سياسة حزب الله ضد من يخالفهم الرأي السياسي، أم ستحتاج القضية كل مرة لتتكشَّف الحقائق عن صفقة قرن جديدة ؟

السابق
بعد بيان بري عن «الفتنة والطعن من الخلف»(2): هل يسعى «حزب الله» إلى تحجيم رئيس المجلس؟
التالي
أسرار الصحف الصادرة ليوم السبت 1 شباط 2020