العقوبات «تخنق» حزب الله صحياً.. وآخر الدواء في سوريا!

شهداء حزب الله
العقوبات الاميركية على "حزب الله" تتفاقم نتائجها، وتطال منذ اشهر القطاع الصحي والاستشفائي والرعائي في الحزب. ومع شعوره ان قطاعه الصحي يفلس، يفتش الحزب عن بديل للدواء من سوريا لتغطية النقض الحاصل والشح بالمال.

يؤكد اكثر من مورد للدواء الاجنبي وأكثر من شركة ادوية معروفة في لبنان، ان مؤسسات “حزب الله” الصحية في حالة موت سريري منذ اشهر عدة قد تتجاوز الستة اشهر. ويقول هؤلاء ان على سبيل المثال “مؤسسة الشهيد” لم تدفع ولا فلساً واحداً ثمناً للادوية التي تشتريها وتقدمها بدورها مجاناً لعوائل الشهداء وامهاتهم واراملهم واولادهم.

 وهذا الجانب الصحي معروف انه “حساس” عند “حزب الله”، ولا يُمكن ان يتخلى عن هذا الدور ابداً لما له من اهمية معنوية، وان “حزب الله” لا يترك الشهداء حتى بعد موتهم ويهتم بطبابة وتعليم اولادهم ايضاً.

المشكلة المالية ليست وحدها مرتبطة بقطاع الدواء، اذ تشير معلومات مستندة لشهادات مقاتلين سابقين في صفوف “حزب الله”، وهم اليوم إما جرحى او معوقين وبالتالي هم خارج “الخدمة” الفعلية في الحزب.

هناك حالة من الغليان في اوساط بيئة “حزب الله” ومؤيديه ومن المرجح ان ترتفع حالة الاستياء وتخرج الى العلن مع تعذر السبل امام هؤلاء وعددهم بالالاف الى الاتكال على تقديمات صحية اخرى شبه مجانية

 ويقول بعض هؤلاء المقاتلين وخصوصاً من الذين شاركوا في معارك سوريا في السنوات الخمس الماضية، ان جرت العادة ان جريح “المقاومة” ووفق حالته الصحية: اي من يخسر عيناً او طرفاً او يداً او رجلاً او الاثنين معاً، اي فقد كامل النظر وكلتا اليدين او الرجلين، وبالتالي لم يعد قادراً على أداء اي عمل في صفوف الحزب. كان يتلقى راتباً شهرياً بين 300 و400 دولاراً شهرياً قبل ازمة الحزب المالية بالاضافة الى تلقيه العلاج والرعاية الصحية.

وبعد الازمة المالية الحادة وتعاظمت الى درجة الاختناق منذ 6 اشهر، توقفت رواتب معظم معوقي الحرب السورية في صفوف الحزب، ومنهم من تقلصت رواتبه الى النصف، كما تقلصت التقديمات الاجتماعية من المساهمة في دفع ايجار المساكن وكذلك الطبابة والتعليم.

اما في حالة الجرحى ومن يمكنهم العمل فهؤلاء تعرضوا لنكسة كبيرة، اذ استغنى الحزب عن معظمهم وتم تسريحهم الى البيوت ومن دون بدلات مادية او تقديمات شهرية، لدرجة ان معظمهم فقد مسكنه المستاجر او من كان الحزب يقدمه له المسكن كمزايا مع “الوظيفة” .

تراجع التقديمات الصحية

هذه الحالات وغيرها من تراجع التقديمات الصحية والداوئية لـ”حزب الله” وخصوصاً للجرحى وامهات وزوجات الشهداء واولادهم، باتت تشكل عبئاً كبيراً على هذه الفئة وممن خسروا معيلهم ومن كان يعوض عليهم هذه الخسارة. وبالتالي هناك حالة من الغليان في اوساط بيئة “حزب الله” ومؤيديه، ومن المرجح ان ترتفع حالة الاستياء وتخرج الى العلن مع تعذر السبل امام هؤلاء وعددهم بالالاف، الى الاتكال على تقديمات صحية اخرى شبه مجانية.

ويتردد هنا ان “حزب الله” يحاول ايجاد صيغة صحية في بعض المستشفيات الخاصة، عبر نظام “كارت التعاضد” او دفع فرق الوزارة لكنها تقديمات صحية بسيطة، ولا تشمل الدواء اي ان المشكلة مستمرة.

توقفت رواتب معظم معوقي الحرب السورية في صفوف الحزب ومنهم من تقلصت رواتبه الى النصف كما تقلصت التقديمات الاجتماعية من المساهمة في دفع ايجار المساكن وكذلك الطبابة والتعليم

اما بالنسبة للدواء فيتردد ان الجهاز الامني في “حزب الله”، بدأ ينفذ خطة لإدخال الدواء السوري عبر المصنع عن طريقة “الخط العسكري” لسد النقص الحاد في الادوية الذي تعانيه مؤسسات ومستشفيات الحزب. ولكن وفق المعلومات هذه ليست الا غيض من فيض الازمة المالية، التي يعيشها الحزب بفعل العقوبات الاميركية، وهي أكبر واضخم مما يتصوره البعض، ولو خرج قادته وامينه العام للمكابرة والتبجح بالاستمرار بدفع الرواتب وبالدولارات لان هذا الامر غير صحيح ابداً وللازمة تتمات ستظهر قريباً! 

    

السابق
دياب يعد بتغيير المسار الانحداري.. والهيئات الاقتصادية تؤكد دعمها الحكومة في الإصلاح
التالي
الفساد.. «كرة نار» يتقاذفها أهل السلطة!