ثوّار بعلبك وبريتال يفنّدون تحرّكهم.. «لأجل الدولة»!

حراك بعلبك

مع مرور أكثر من مئة يوم على ثورة 17 تشرين المطلبية، شكّل حراك بعلبك-بريتال وحراك المناطق الجنوبية، ثورة فريدة لا مثيل لها منذ عشرات السنوات، بإنتفاضتها على الظلم والفقر والتجويع والأهم من ذلك، الثورة على الخوف والترهيب والتخوين، وسط بيئة تسيطر عليها الأحزاب الشمولية الرافضة للرأي الآخر.

إقرأ أيضاً: بعد بيان بري عن «الفتنة والطعن من الخلف»(1): «حزب الله» يتصدر لائحة الإتهام؟!

في هذا الإطار، أشار موقع (البقاع.كوم) أن “لحراك بعلبك خطوط العريضة وأهمها: بسط سلطة الدولة والسلاح الشرعي على مجمل الأراضي اللبنانية وعلى رأسها محافظة بعلبك الهرمل، فضلا عن استقلالية وتفعيل دور القضاء، واقرار قانون عفو عادل، وانتخابات على اساس لبنان دائرة واحدة، فضلا عن تغليب هموم المنطقة المعيشية.بعض الثوار لم يمانعوا اعطاء أسمائهم رغم الضغوط التي يتعرضون لها وهم من كل الطوائف والأعمار: ومنهم سلوى الشمالي… راتب العفي، ازدهار الخرفان، ومن بريتال تحدثنا مع ابو جعفر مظلوم .. وجواد المصري.. وفضل مظلوم”.

الضغوط

وفقاً للموقع عينه يروي الثوّار أن “الأمر ليس مجرّد نزهة الى الخيمة: “الخوف يسيطر على اهالي بعلبك. عندما ننظم لقاء او حدثا، يصل عدد المشاركين الى 2000. ولكننا نتعرض لضغوط كثيرة.. تطاردنا سيارات.. نتلقى تهديدات شخصية على هواتفنا… فضلا عن تعرضنا أحيانا لعنف جسدي.. وآخره منذ اسبوع عندما رمى شباب مسلحون يحملون بطاقات حزبية، البنزين على الخيمة، وكان داخلها عدد من النساء والرجال وأرادوا حرقنا، ثم ما لبث ان تطور المشهد الى تعارك وانهال الحزبيون علينا بالضرب فأصابوا بعضنا برضوض…… الجيش اعتقل اربعة منهم، وما لبث ان اطلقهم. ويقال انه تم استبدال المحتجزين الاربعة بشخصين لم يتواجدا في مكان الحادث….ولا نعرف حتى اليوم ماذا كُتب في محضر التحقيق.. ولكن الجيش ابلغنا شفويا ان الفريق الآخر تعهد بعدم التعرض لنا مجددا.. علما انها ليست المرة الاولى التي يتم فيه مثل هذا التعهد.. حتى ان الاعلام تعرض بدوره لمضايقات، وبعض المصورين اضطر للتوقف عن تغطية نشاطاتنا أو تغطية بعضها بشكل مجتزأ ومبتور وغير موضوعي.

يضيف الثوار: “غني عن القول ان هناك تمييزا كبيرا في تعاطي القوى الامنية.. .. حاولنا مرة اغلاق مسرب واحد على الطريق وبطريقة سلمية فاعتقل الجيش شخصا وحتى الآن لم يفرج عنه”.

السلاح

وعن ماذا يطلبون على صعيد بعلبك-الهرمل أجابوا: نريد دعم الزراعة والسدود والمياه والصحة والأهم من كل ذلك الأمن.. فالأحزاب التي تغطي الشغب تتحمل مسؤولية ما يحصل ضد الثوار، وتغطي الفاسدين الذين يمرون أمام الحواجز الأمنية في الشراونة وخارجها بسلاحهم عندما يبرزون البطاقات الحزبية وبسياراتهم ذات الزجاج الداكن وبلا ارقام..أما السلاح فبمعظمه من دون رخص وحتى الرخص فهي سهلة المنال، وفقاً لموقع (البقاع.كوم).

أضافوا: نريد ضبط السلاح كليا. ووضع حد لمن يحمل سلاحا ويتلطى بالمقاومة.. كلنا مقاومة لاسرائيل والمقاومة سابقة عمّن يتغنى بها اليوم.. ولكن نحن لا نحمل السلاح في شوارع بعلبك. لا نتهجم على المقاومة ولا نريد ذلك، انما سلاحها يجب ان يكون حماية للبنان وصواريخا ضد العدو وليس كلاشينكوف في شوارع بعلبك. وهنا نشدد على ان الحزبيين المنتسبين في المدينة لا يبلغون أكثر من 20 في المئة، وربما أقل يتسلطون على غالبية السكان. لذلك نطالب ان لا يكون هناك سلاح الا في يد الجيش وقوى الأمن.. ومطالبنا معيشية ولن تتحقق إلا عبر تعميم منطق الدولة التي تحمي شعبها وتعزز الإنماء في كل المناطق وعلى رأسها الأطراف. فهل يلطّخون سمعتنا ويخوّنوننا لاننا نطالب بذلك؟؟.

وردّ الثوار على من يروّج ان الخارجين عن القانون هم مجرد عناصر غير منضبطة بالقول: “اذا كانت غير منضبطة لم يحمونها؟؟ نريد دولة مواطنة مدنية لا نشعر معها اننا بحاجة للاتصال باي جهة او حزب لنحصل على أبسط حقوقنا في الصحة والتعليم والعيش..وللتوضيح، لو خدمت الأحزاب الناس حقا، لما كان هناك ثورة.. معظم الوعود كانت كاذبة اطلقت قبل الانتخابات لأسباب معروفة واليوم نوابنا غائبون”

المطالب المعيشية

من أهم المطالب الشعبية لبعلبك الهرمل إقرار قانون العفو خصوصا مع وجود اكثر من 46 الف مطلوب من المنطقة. وردا على سؤال عن موقف الثوار من القانون، أوضحوا ان هناك علامات استفهام كثيرة عليه كما طرح مؤخرا، ولكن من ابسط حقوق الموقوفين تسريع المحاكمات.. فمن يزرع حشيشة ليس كمن يقتل… ولا يمكن ان نشبّه من يسجن بسبب مخالفة بناء مثلا لمجرمي العصابات.. فنحن في حاجة لقانون عفو عادل وليس عام.. وهنا نطالب باهمية استقلالية القضاء الذي يجب ان يحاكم الكبير والصغير… معطوفا على تفعيل دوره وكف يد السياسيين عنه واعطائه سلطة تتخطى الحصانات…

مسألة اخرى يطالب الثوار بمعالجتها على صعيد بعلبك، تتمثل بالضم والفرز… فالى الآن لا قانون يرعى هذه الأزمة المتفاقمة..وكذلك ملفا الزراعة والصناعة…

يقول الشباب: لدينا ثروات ضائعة.. اسعار الأراضي زهيدة واليد العاملة رخيصة وشبكة المواصلات موجودة وبيوتنا مفتوحة للجميع. تبقى معالجة مشكلة المياه والأهم من كل ذلك الأمن … كيف سيأتي من يستثمر في الزراعة والصناعة اذا علم انه سيتلقى تهديدات ويخضع لابتزازات متواصلة..

وعلى الصعيد الصحي وماذا يطلبون من وزير الصحة حمد حسن ابن بعلبك، يقول أحدهم: ليس لدينا أمل فيه. وبكل الأحوال ..هو يعلم وضع المنطقة.. نحن في حاجة لدعم المستشفى الحكومي في راس العين وتفعيلها. فهي تعاني نقصا في المعدات.. احيانا لا نستطيع معالجة جروح غير خطيرة بسبب النقص في الشاش وادوات التطهير…انها أشبه بالمستوصف منها بالمستشفى.. من غير ان نتحدث عن افضلية الحصول على سرير، وفيها 16 سريرا فقط مقابل 250 موظفا!!

وتابع: هناك خمس مستشفيات خاصة في بعلبك ولكن لسنا مقتدرين لدخولها..كما أن سقف التغطية الذي توفره وزارة الصحة محدود وعدد المرضى كبير.. وهناك مستشفيات لا تلتزم دائما بالفرق في الفواتير الذي تعترف به الوزارة.. من جهة ثانية، ثمن الأدوية باهظ، وكثير منها غير متوفر في المنطقة.. علينا ان نقصد مدنا اخرى او ننتظر الى حين استطاعة الصيدليات تأمين الدواء عبر شركات الادوية.

على الصعيد العام، يسأل الثوار: ماذا نتأمل من حكومة اللون الواحد؟! انها ليست حكومة تكنوقراط ولا مستقلين بل فيها اسماء مستفزة كوزير الصحة مثلا الذي تبوأ سابقا مسؤوليات هنا في المنطقة ولم نر انجازات باهرة. لا نرفض حكومة دياب لمجرد الرفض.. لقد اعطيناها الفرصة الأولى، ولكن النتيجة كانت مهزلة وخير دليل على ذلك تبنيها موازنة حكومة النهب السابقة.

وطنيا ايضا، معظم الثوار مع انتخابات على اساس لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي مع تعزيز دور الرقابة منعا للتزوير.. فضلا عن محاربة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة وباقي المطالب..

ثوّار بريتال: لسنا سارقين!

ووفقاً للموقع نفسه، يقول الثائران ابو جعفر مظلوم وجواد المصري (من ثوّار بريتال): كنا في بريتال اول من انفجر في ثورة الجياع عام 1997 …وما زلنا ندفع الثمن الى اليوم وكان الإطباق علينا محكما ووقع شهداء كثر منعا للنهضة الحقيقية ولللحؤول دون إحياء حركة المحرومين وما يستتبعها من اصلاحات. وما زلنا نتعرض لاعتقالات عشوائية من دون مذكرات توقيف.. فنحن في منطقة شبه عسكرية.. لذلك بتنا نفضل اليوم المشاركة في نشاطات ساحة الشهداء في وسط بيروت، اكثر من ساحة خليل مطران في بعلبك… فليس من السهل على مستوى الطائفة ان نعبّر ببساطة عن رأينا في الفساد مثلا بوجود الثنائي الشيعي.. لقد صادروا رأي الناس في الانتخابات وخارجها. وحاسبوهم على لقمة عيشهم، واشتروا العسس برخصة Fume ،، لذلك نفهم الأسباب الرئيسية وراء تراجع الظاهرة الثورية.. فبمجرد رفع صوتنا، كلنا مهددون بخسارة وظائفنا او تلطيخ سمعتنا…او وقف الطبابة والخدمات عن عائلاتنا”.

السابق
فيسفساء المعرّة وحيداً.. الديارُ لم تعُد دياراً!
التالي
سعودي بقبضة أمن المطار.. كوكايين وحشيشة!