بعد بيان بري عن «الفتنة والطعن من الخلف»(1): «حزب الله» يتصدر لائحة الإتهام؟!

حركة أمل
كان لافتا البيان الذي اصدره رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل نبيه بري اليوم، بمناسبة الاعلان عن "صفقة القرن" الذي لم يخرج فلسطينيا عن الأدبيات المعهودة من الاستنكارات والشجب، ولكنه لبنانيا شكل مفاجأة لمتتبعي الأحداث على الساحة اللبنانية وخصوصا الشيعية، بسبب ما اشار اليه البيان من محاولات لطعن حركة أمل من الخلف، فمن هي الجهة الطاعنة؟

فقد توجه بيان رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحركيين بالقول، “لأن الوطن الذي بذلتم من أجله اغلى ما تملكون شهداء وجرحى وما بدّلتم تبديلا، تدبر له فتنة عمياء، أنتم الأجدر والأولى مع كل اللبنانيين المخلصين، العمل على وأدها في مهدها، وبإنتظار اللحظة التي باتت قريبة لكشف مدبريها”.

في تخلّ واضح عن مهمة تنظيم الشارع الموالي ضدّ متظاهري الشارع دعا برّي الى “ترك الشارع لمن اختاره سبيلاً للتعبير عن رأيه”!

وفي تخلّ واضح عن مهمة تنظيم الشارع الموالي ضدّ متظاهري الشارع دعا برّي الى  “ترك الشارع لمن اختاره سبيلاً للتعبير عن رأيه، أو للمطالبة بحقوقه المشروعة، أو حتى للأسف لمن تسلل إلى الشارع مستخدماً إياه منصة للإفتراء والتجني”.

إقرأ أيضاً: علي الأمين يتحدّث عن فساد «حزب الله»: ورّطهم جميعاً وإبتزهم.. والفاسد لا يقوم بإصلاحات!

وأضاف في مقاربة اثارت الجدل حول الجهة المقصودة الحليفة التي تطعن الحركة ورئيسها من الخلف، “اتركوه لهم، وابقوا في امكنتكم التي تشمخ بحضوركم فيها، كونوا حيث ارادكم الإمام موسى الصدر، في الداخل دعاة حوار، وعلى الحدود مقاومين في مواجهة عدوانية اسرائيل حماية وذوداً عن الأرض والانسان من أجل أن يبقى لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه. وأعلموا أنه كلما كثرت الطعنات من الخلف، أنتم في المقدمة وفي المكان الصحيح. وحسبنا وحسبكم حيال كل محاولات الشيطنة المكشوفة للحركة وأبنائها ومجاهديها أن نعمل ونقتدي بما جاء في القرآن الكريم والإنجيل المقدس: بسم الله الرحمن الرحيم “وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (صدق الله العلي العظيم).واضاف: وقال السيد المسيح (ع) (وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ).وقالها الإمام علّي (ع): “كُنْ فِي اَلْفِتْنَةِ كَابْنِ اَللَّبُونِ لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ”.

جميل السيد وتشكيل الحكومة وجلسة الموازنة

ولا شك انه وفي الاسابيع الماضية، تلاحقت محاولات الطعن بالظهر بحق الرئيس بري.

الأولى أثناء تشكيل الحكومة عندما تولى غريم الرئيس بري المحسوب على سوريا والمقرب من حزب الله جميل السيد المشاركة في تشكيل الحكومة وتسمية الوزراء في حكومة دياب واجراء الاتصالات بالسياسيين والاحزاب بكل صراحة وعلنية، وهو الدور الذي كان يمارسه الرئيس بري اثناء تشكيل الحكومات مفوضا من قبل حزب الله وحلفائه في معسكر 8 اذار.

كادت الجلسة ان تفشل لولا تأمين النصاب في اللحظة الأخيرة ، ليسودّ وجه “السيّد” وتنفرج أسارير الاستاذ

أما الطعنة الثانية التي كادت أن تكون قاتلة واستطاع الرئيس بري تفاديها بفضل دهائه المعهود وبفضل مؤازرة الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل فهي “النصاب” الذي كاد ان يُفقد في جلسة الموازنة بداية الاسبوع الحالي بسبب التغيّب المفاجىء لـ13 نائبا هم اصدقاء سوريا حلفاء حزب الله ايضا، وكادت الجلسة ان تفشل لولا تأمين النصاب في اللحظة الأخيرة من قبل نواب المستقبل وانجاحها، ليسودّ وجه “السيّد” وتنفرج اسارير الاستاذ على مرأى من الجماهير اللبنانية التي كانت تشاهد مباشرة وقائع الجلسة عبر التلفزيونات.

تساؤلات كثيرة طرحها سياسيون واعلاميون عن اسباب هذا التوتر المستجد بين حزب الله وانصاره وبين رئيس المجلس وحركته، فهل اصبح حزب الله بوارد فعل ما يحثه عليه كثير من انصاره الاصوليين، وهو ابتلاع الساحة الشيعية كاملة بما فيها حركة أمل واخراج نبيه بري نهائيا من المعادلة الشيعية؟

السابق
الأشغال الشاقة لمجموعة بلال بدر الإرهابية.. أعمال عسكرية وجرائم قتل!
التالي
وزيرة العدل تتحدث عن التشكيلات القضائية المنتظرة.. «متفائلة»!