فيسفساء المعرّة وحيداً.. الديارُ لم تعُد دياراً!

معرة النعمان

معرة النعمان مدينة أثرية من عمق التاريخ، ولد فيها الفيسلوف أبوالعلاء المعري، وحين خرجت عن سلطة النظام وثارت من أجل الحرية، كان التطرف يحاول حصار نفَس الحرية وخنق أصوات الناشطين، حتى جرى تحطيم تمثال المعرّي رمز المدينة.

لكن الدمار الأكبر كان على يد قوات النظام التي تركت إدلب حتى النهاية، وكأن العقاب الأكبر ينتظر المدينة الخضراء وحاضرتها التاريخية “معرة النعمان” فوحدها لوحات الفسيفساء الذائعة الصيت بقيت بمعظمها صامدة في المتحف الذي لم يسلم من تداعيات الحرب، ذلك بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من معرة النعمان.

صورة لمتحف المعرة بعد التدمير

قبل أربعة أشهر فقط، كان 150 ألف شخص يقطنون في معرّة النعمان التي باتت اليوم أشبه بمدينة أشباح بعد أن هجرها سكانها، وتقتصر الحركة على بضعة عناصر من قوات النظام.

إقرأ أيضاً: المعرّة سقطت رغم الوعود.. تركيا تأسف والنظام يتوحش!

ولعلّ أكثر ما تُعرف به المدينة متحفها الضخم الذي يضم أكثر من ألفي متر مربع من لوحات الفسيفساء الأثرية العائدة للعصرين الروماني والبيزنطي، ولم يسلم بدوره من تداعيات الحرب.

الدمار لحق بالصناديق والرقم التاريخية

اليوم تبكي المعرة أهلها الذين لم يستطيعوا إلا الابتعاد كيلومترات قليلة في تهجير جديد نحو انتظار موت آخر، وفي حين حمل حقد الميليشات الطائفية على تخريب وحرق مساجد مدينة “الدير الشرقي” قرب المعرة، فئن التاريخ يسجّل كيف غادر البشر وبقي الفيسفساء يروي بدماره إجرام طاغية الشام عندما تجبر.

السابق
دياب يحضر «جائزة ترضية سنية»: إقرار قانون العفو!
التالي
ثوّار بعلبك وبريتال يفنّدون تحرّكهم.. «لأجل الدولة»!