دراما «القبض على الجمر».. النظام السوري يغلق شركة إنتاج بالشمع الأحمر!

هارون الرشيد

تشكّل الصناعة الدرامية في سوريا واحدة من روافد الاقتصاد المحلي الذي ازدهر في فترة الفضائيات التلفزيونية وتمكنّ من صناعة أثر للدراما السورية في الشارع العربي بلغ أوجه مع انتشار مسلسل “باب الحارة” الذي وصل إلى كل بيت عربي.

لكن سياسات النظام لعبت دوراً سلبياً في تدمير الصناعة، وبدلاً من إنقاذها واستغلال دور الفن في دعم الاقتصاد جاءت قرارات الأسد معاكسة وآخرها منع التعامل في الدولار بالسوق المحلية ما أثرّ بالسلب على قطاعات اقتصادية واسعة أبرزها “الدراما”.

إقرأ أيضاً: سوق «بيّاع».. الحارة الشامية تضج بنصوص الدراما

وحيث تئن الدراما تحت وطأة التخبط في قرارات الحكومة وانهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار، تعاني سوريا من أقسى موسم فني يمر عليها منذ عام 2000 حيث كانت عجلة الإنتاج الدرامي حتى خلال فترة المعارك في محيط دمشق والقصف على الغوطة أكبر من هذا العام الذي يشهد ركوداً اقتصادياً دفع بهجرة كتاب ومخرجين جدد إلى الدراما المشتركة والخليجية.

صورة من مسلسل “وردة شامية” أبرز إنتاجات شركة “غولدن لاين”

في حين نالت شركة “غولدن لاين” لعائلة الأحمر نصيبها من القرار فكانت كبش الفداء بعدما قامت قوات الشرطة بإقفال الشركة بالشمع الأحمر وإغلاق مكتبها الكائن في منطقة الشعلان وسط العاصمة دمشق مع مصادرة أجهزة من المكتب وأموال بالدولار والقبض على مدير الشركة نايف الأحمر.

ومن المعلوم أن عائلة الأحمر هي من العائلات المسيحية المدعومة من قبل النظام على مدى العقود الفائتة، حيث حظيت بحظور قوي في مجلس الشعب والسلك الدبلوماسي وصفوف حزب البعث بمراكز قيادية، ما يكشف أن النظام اتجه للطعن أكثر في المواليين المقربين له للحصول على العملة الصعبة في ظل الانهيار المستمر للاقتصاد.

اتجهت الشركة نحو الأعمال الشامية للهروب من سياسات النظام

في حين حظيت الشركة بتعاطف من قبل فنانين في الوسط الفني ساهموا في نشر البيان الصادر عن مديرة الشركة وشريكة نايف في الإنتاج شقيقته ديالا والتي طالبت بإنصاف الوسط الفني السوري مبررة أنّ الشركة تتعامل مع فنانين عرب يتقاضون أجورهم بالدولار ولها إنتاجات عديدة في عدة دول عربية، كما أنها تعذّرت أن جميع العقود المبرمة بالدولار حدثت قبل إصدار المرسوم الرئاسي الأخير.

https://www.facebook.com/GoldenLineForTvProductionAndDistribution/

وبذلك يُهدد الموسم الدرامي القادم بغياب الأعمال الدرامية السورية بعد سيطرة الدراما المشتركة على المشهد التي وحدت لها طريقاً إلى دمشق، مع تصوير جزء من مشاهد “الهيبة” داخل العاصمة السورية.

فكمن يقبض على الجمر، بات عمل الشركات الفنية في سوريا مع حرق النظام لآخر ما تبقى من الصناعات السورية ذات القيمة الفنية بعد تدمير الأسد الأب لقطاعي السينما والمسرح!

السابق
ميرنا خرجت من منزلها في الضاحية ولم تعد.. هل شاهدتموها؟
التالي
كم بلغ سعر صرف الدولار اليوم؟