سوق «بيّاع».. الحارة الشامية تضج بنصوص الدراما

مسلسل شامي
ليس سؤالاً عن مدى تخمة الجمهور من المسلسلات الشامية، بل قلق عن نية تحويل هذه الأعمال إلى نسخ مشتركة قد تسيء أكثر لتاريخ أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ

ما يقارب الأربع شهور حتى يعود الموسم الرمضاني للشاشات التلفزيونية، ومع انكفاء الدراما السورية عن الأعمال الاجتماعية وتواجد نجوم الصف الأول في إطار الدراما المشتركة، يجد المنتجون في دراما البيئة الشامية خياراً إنتاجياً مريحاً من ناحية التسويق، لتضج الحارات الدمشقية بكاميرات تستعد لإنتاج مجموعة مسلسلات للموسم القادم وهذه أبرزها:

«باب الحارة»: استثمار في العدم

يمكن تشبيه “باب الحارة” بالمسلسل الصفري في مواسمه الأخيرة، بعدما يئس الجمهور من إغلاق هذه السلسلة التي طاولت العشر أجزاء وانتقلت بين عدة شركات إنتاج، كما استنزفت التاريخ الدمشقي بروايات غير مثبتة نمطّت صورة المرأة بشكل سلبي ولهث صناعها خلف أيدولوجيات الممولين لتظهر الحارة الشامية في أسوء صورها رغم الجماهيرية العالية التي حققتها المواسم الأولى من المسلسل، وجعلت منه المسلسل الأكثر جماهيرية عربياً وبعائد إعلاني كبير دفع شبكة الـMBC لتبني تسع أجزاء منه، قبل أن ينتج رجل الأعمال السوري المقرّب من النظام الجزء العاشر في الموسم الفائت ويبوء بالفشل الذريع مع نيته المتابعة في الاستثمار بعدمية المسلسل بأجزاء جديدة.

«العربجي» محاولة التفاف أخرى

تحاول شركة “غولدن لاين” المملوكة لبيت الأحمر التجار المعروفين في العاصمة دمشق، الاعتماد على المسلسل الشامي حاضراً في قائمة إنتاجها منذ انطلاقها قبل عشرة سنوات، وحيث قدّمت في العام الفائت مسلسل “سلاسل دهب” وعمدت إلى مد حلقاته من 30 إلى 38 لتحقيق ربح أكبر من ناحية البيع، تستعد للدخول في غمار قصة جديدة كتبها السيناريست السوري عثمان جحا، على أن يتولى إخراجه المخرج سمير حسين، ويروي حكاية بائع على عربة جوالة في أحياء دمشق القديمة. في حين تجمع البطولة كلاً من الفنانين سلوم حداد وكاريس بشار وباسم ياخور، تغامر الشركة في تصدير المسلسل عربياً والاستثمار في أجزاء متتالية منه عبر حشر نجوم الصف الأول في مسلسل واحد ستنطلق عمليات تصويره مطلع العام.

وردة ثانية للشام

ومع ذلك لن توقف شركة “غولدن لاين” البحث عن الربح، بل تستعد لإنتاج جزء ثاني من مسلسل “وردة شامية” للكاتب مروان قاووق، والمخرج علي علي. والمسلسل الذي حقق الموسم الأول منه نسب متابعة عالية روى حكاية ريا وسكينة الشهيرة بإطار شامي مع عدد من الممثلين المتميزين واستطاع النفاذ خارج حدود سوريا رغم تأجيل عرضه عام كامل، ليجمع في بطولته كلاً من سلافة معمار وشكران مرتجى وسلوم حداد وسعد مينة. فهل تسعف الأشهر المتبقية قبل الموسم في إنجاز ثاني أجزاء المسلسل؟!

إقرأ أيضاً: «سوق النسوان» بديل «باب الحارة» في الموسم القادم!

«حرملك» في حضرة الغيّاب

المسلسل الأكثر بذخاً في الإنتاج الفني خلال الموسم الفائت كان “حرملك”، ودخل شبكة الـMBC ليحل بديلاً عن “باب الحارة” لكن العدد الكبير من النجوم لم يسعف قصة سليمان عبد العزيز في صناعة حالة جماهيرية للمسلسل، ما أوقع شركة “كلاكيت” في مطبات إنتاجية أخرت تصوير الجزء الثاني من العمل عدة مرات. ورغم إنجاز قسم جيد من مشاهد الموسم الثاني إلا أن قرار إكماله لعرضه في موسم رمضان القادم لم يتخذ بعد، في حين تلعب ظروف لبنان دوراً في تأجيل بقية المشاهد، يبدو أن هناك عمل ثانِ قد يطيح بمستقبل “حرملك”.

للنسوان سوق هذا العام!!

لم يتردد المخرج بسام الملا من اختيار اسم مستفز ليعود به إلى الدراما، فانتقى اسم “سوق النسوان” لمسلسله الذي يعود به هذا العام بعدما فشل في إعادة ملكية حقوق “باب الحارة” لصالحه، والملا الذي يعد أبرز مخرجي البيئة الشامية اختار الحديث عن حقبة كانت محظورة في الدراما السورية وهي خمسينيات وستينيات القرن العشرين والتي لم يسبق للدراما السورية أن تطرقت لها منذ مجيء بشار الأسد للحكم.

وبينما دافع الملا عن رؤية مسلسله الجديد بأنها تنصف المرأة السورية وتدخل في إطار التوثيق، يحشد لبطولة المسلسل نجوم من الصف الأول كسلوم حداد وبسام كوسا وسلافة معمار، ولكن هل يوحي الاسم الذي جرى اختياره بأمل إنجاز عمل منصف لتاريخ دمشق ولنساء الشام.

إقرأ ايضاً: سوس الفساد ينخر «باب الحارة» ويحوّله الى «باب الصالحية»!

«بروكار» دمشقي مستعجل

العمل الأكثر ثباتاً في الإنجاز هو “بروكار” عن نص لسمير هزيم والمخرج محمد زهير رجب، والذي انطلق تصويره مطلع كانون الأول الجاري. ويرصد المسلسل النموذج التقليدي للحارة الشامية مع نمط الشخصيات المكرر مع إخفاق الشركة المنتجة في إقناع نجوم الصف الأول بالانضمام للعمل ما يعني اقتصاره على ممثلين اختبرهم الجمهور في الدراما الشامية واكتشف مدى إخفاقهم في “حمل” العمل على أكتافهم.

«الزبال» يتأخر عاماً آخر

بالمقابل، كان مقرراً عودة النجم السوري تيم حسن إلى الدراما الشامية بعد غياب طويل منذ إنجاز مسلسل “أسعد الوراق”، عبر مسلسل “الزبال” للكاتب فؤاد حميرة الذي باع حقوق العمل لشركة الصباح، مع نية الشركة اللبنانية دخول السوق السورية بعمل ضخم يوري قصة قائمة على أحداث حقيقية عن شخصية تاريخية لرجل كان يعمل في الزبالة وحكم مدينة دمشق لعدة سنوات. إلا أن المسلسل تأجل للعام القادم دون أي تفاصيل تؤكد الاستمرار في قرار إنتاجه.

«سفر برلك» في التلفزيون!

بعيداً عن الحارة الشامية قليلاً وليس بشكل نهائي، تحاول شركة “إيغل فيلمز” تنفيذ مسلسل سوري لبناني بصيغة عربية ما يلّوح بتدجين الاعمال المحلية ذات النكهة البيئية لصالح دراما مشتركة متعددة اللهجات، ورغم إخفاق التجربة السابقة من هذا القبيل في مسلسل “بنت الشهبندر” الذي صور في لبنان بعناصر سورية ولبنانية، يبدو أن الاستعدادات أضخم من ناحية اختيار المخرج حاتم علي لدفة الإخراج والاتكاء على قصة “سفربرلك” الأثيرة لدى الجمهور العربي من خلال الفيلم الذي حمل نفس الاسم للسيدة فيروز، والتخطيط لتصويره بتونس بميزانية ضخمة. فهل يمر خط سفرلك من اسطنبول إلى قرطاج بدلاً من دمشق وبيروت؟!

السابق
صرخات الصيادلة تعلو: عاجزون عن متابعة العمل!
التالي
ملف «استراحة صور»: إطلاق سراح جميع الموقوفين!