هل يكون إغتيال سليماني لزوم صفقة قرن سعودية – إيرانية ؟!

قاسم سليماني
تفاجأت الاوساط السياسية العربية والدولية بالتصريحات الايجابية التي صدرت عن المسؤولين الايرانيين مؤخرا تجاه المملكة العربية السعودية عقب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في حين ان المراقبين توقعوا تصعيدا بين الدولتين المتقابلتين على ضفتي الخليج العربي – الفارسي.

أثارت تصريحات مساعدي وزير الخارجية الإيراني أمير إلهيان وعباس أراقچي بالأمس موجة من التساؤلات في العديد من الأوساط السياسية والمخابراتية وذلك فيما يتعلق بمصير قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال الحاج قاسم سليماني الذي تم اغتياله قبل أسابيع في مطار بغداد بواسطة غارة جوية أمريكية استهدفت سيارته لدى خروجه من مطار بغداد الدولي، وقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس الأمريكي دونالد ترامپ المسؤولية المباشرة عن حادثة الاغتيال …

عودة العلاقات  بين السعودية وايران

   فقد صرح بالأمس مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون البرلمانية أمير إلهيان بأن هناك بشائر لعودة العلاقات السعودية الإيرانية والعربية الإيرانية، وكذا صرح بالأمس مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس أراقچي موضحاً بأن هناك باباً قد فتح لعودة العلاقات الإيرانية العربية عموماً والسعودية خصوصاً..

إقرأ أيضاً: إيران «تتخبط» بعد سليماني.. وواشنطن «تُجمد» التفاوض!

    وتأتي هذه المواقف على أثر تداعيات عملية اغتيال الجنرال سليماني لتعود إلى الأذهان الاحتمالات التي تم إطلاقها من يوم الاغتيال الأول، ومفادها أن القيادة الإيرانية ترغب في استثمار روابطها العربية بهذا الاتجاه، خصوصاً وأن الجنرال سليماني كان يعمل على تأسيس قوة عربية مشتركة لتعمل على تحرير القدس وفلسطين تنفيذاً للاستراتيجية الإيرانية العسكرية والأمنية في المنطقة، وكان الجنرال سليماني قد باشر عملية تشكيل هذه القوة بطريقة علنية في كل من لبنان والعراق واليمن وفلسطين وبطريقة سرية في عدد من الدول العربية الأخرى، وهذا الأمر كان الهاجس الأكبر والمقلق للكيان الصهيوني والدول المُطبِّعة معه اقتصادياً ودبلوماسياً، وبرحيل الجنرال سليماني يكون قد تم تجميد هذا المشروع ليفسح المجال للدبلوماسية الإيرانية أن تلعب دورها وتستثمر الحدث المستجد في مجال تحسين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية الإيرانية العربية.

 فهل كانت عملية اغتيال سليماني صفقة قرن جديدة وراء الكواليس بدأت تظهر بشائرها بتصريحات المسؤولين السياسيين الإيرانيين؟ وهل عدم الرد الأمريكي على الرد الإيراني يأتي في إطار فتح المجال لمزيد من تبلور صفقة قرن مماثلة ؟

 أسئلة محيرة تطرح نفسها بقوة أمام تصريحات مساعدي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فهل هناك من أجوبة مقنعة بعدما كانت السعودية هدفاً مركزياً لإيران ولسياسة سليماني العدائية ضدّ المملكة؟

السابق
اسامة سعد ينتقد جلسة «الموازنة»: أين ادعاءات التجديد والتغيير وحكومة المستقلين؟
التالي
اليكم أسرار الصحف الصادرة اليوم 28 كانون الثاني 2020