إيران «تتخبط» بعد سليماني.. وواشنطن «تُجمد» التفاوض!

ايران اميركا
ما يجري في العراق وسوريا ولبنان هذه الايام عبارة عن عمليات خلط أوراق متلاحقة غير معروفة النتائج، فاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني مهندس سياسة أذرع إيران العسكرية في الخارج، أصاب تلك السياسة في مقتل، ولو أن المسؤولين في طهران يرفضون الاعتراف بذلك.

في العراق استهدفت أربعة صواريخ أمس السفارة الأميركية في بغداد للمرة الرابعة خلال هذا الشهر، وأبلغت واشنطن عبد المهدي غضبها لتكرار هذه الاعتداءات، واحتفاظها بحقها في الرد، ما دفع عبد المهدي إلى التأكيد أنه وجّه القوات الأمنية بالبحث عن الفاعلين.. بينما سعى الصدر إلى استرضاء المحتجين بعد ساعات من تهديده لهم، في وقت هاجمت عناصر ميليشياوية متظاهري الناصرية وحرقت خيامهم للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام

وخلال وجوده في مدينة قم الايرانية، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حسب موقع فارارو،  تشكيل مجموعة تسمى “المقاومة الدولية”، داعيا إلى تنظيم مسيرة في العراق قوامها مليون شخص للمطالبة بطرد القوات الأميركية، التي جرت في 24 من الشهر الحالي.

اقرأ أيضاً: المرجعية والعبادي.. دعم الثورة بعد تخلي الصّدر لصالح ايران!

ومع ذلك، كما لاحظ موقع جفان أونلاين المرتبط بالحرس الثوري الإيراني، أعاد مقتدى الصدر ترتيب مواقفه السياسية مع الجمهورية الإسلامية واصبح وثيق الصلة بطهران، خاصة بعد هجوم طائرة من دون طيار في السابع من ديسمبر على مكتبه في النجف.

وبحسب مصادر خاصة لـ “جنوبية” فان حسم اسم رئيس الوزراء الذي ينوي الحشد الشعبي والصدر تقديمه للموافقة عليه من اجل تشكيل حكومة جديدة ما زال مستبعدا، والسبب حسب المصدر المذكرر ان الولايات المتحدة لا تعتبر نفسها معنية بأي اسم محدد، وان أول عمل على جدول الحكومة المقبلة يجب ان يكون حلّ الحشد الشعبي المدعوم من ايران واجراء اصلاحات من شأنها تقوية الدولة وكف سيطرة الحرس الثوري والمحافظة على الجيش.

ترامب يرفض التفاوض

وكان ردّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، سريعا بالرفض على عرض بالتفاوض قدمه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف.

وكتب ترامب على حسابه الرسمي بموقع “تويتر” أن “وزير الخارجية الإيراني يقول إن إيران تريد أن تتفاوض مع الولايات المتحدة، لكن مع إزالة العقوبات”. وأضاف ترامب “لا شكرا”.

وكان ظريف أبدى خلال مقابلة صحفية استعداد بلاه للانخراط مجددا في مفاوضات مع الولايات المتحدة لحل القضايا العالقة بينهما، ولا سيما الملف النووي.

سوريا ولبنان

في لبنان وبعد رفض الرئيس سعد الحريري ترؤس حكومة سياسيين، تبنى حزب الله بمساعدة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري تشكيل حكومة أطلق عليها الحراك اللبناني “حكومة مستشارين” برآسة الدكتور حسن دياب المقرب من سوريا، ومؤلفة من شخصيات لا تملك حيثية شعبية وتابعة للمرجعيات الحزبية والطائفية التي يتشكل منها  معسكر 8 آذار، مع عزل شبه كلي لتحالف 14 آذار.

أول عمل على جدول الحكومة المقبلة يجب ان يكون حلّ الحشد الشعبي المدعوم من إيران وإجراء إصلاحات من شأنها تقوية الدولة

ويرى محللون ان هذه المناوره لن تفيد حزب الله وحلفائه في المدى المنظور ولن يشكل بالتالي رافعة لسياسة ايران في المنطقة، وخصوصا ان الحكومة العتيدة فاقدة للثقة دوليا وعاجزة داخلياً عن اجراء اصلاحات فاعلة لارتباطها بالسياسيين زعماء الطوائف انفسهم، وكذلك عاجزة عن الاتيان بمساعدات مالية للبنان، في ظل الازمة السياسية والتدهور الاقتصادي الذي يعانيه البلد، وشروط الاميركيين والفرنسيين الذين يريدون مشاهدة تغيير واصلاحات وترسيم حدود قبل المبادرة لانقاذ لبنان مما هو فيه.

اقرأ أيضاً: «الهلال الإيراني» إذ يتحوّل «هلال بؤس وإفقار»

أما في سوريا، فان الفيتو الاميركي على نظام الاسد ما زال قائما بغض النظر عن مصير ادلب، وبانتظار اقرار دستاور جديد وتطبيقه فان الشرط الاساسي الذي يضعه ترامب هو مغادرة ايران وحزب الله سوريا قبل البحث بأي ترتيبات جديدة مع الروس، وبالتالي عزل ايران وانهاء وجودها، وهو ما تقاومه ايران دون جدوى، وذلك وسط اشارات روسية تشي بتقلبات وتغييرات دلائلها انتشار الالوية السورية الحديثة التشكيل على الحدود مع لبنان بدلا من عناصر حزب الله والقوات السورية الحليفة له.

وكان قائد الحرس الثوري الايراني  محمد علي جعفري قال إن إيران لن تسحب قواتها من سوريا. وتابع جعفري: “ستبقي الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مستشاريها العسكريين، وقواتها الثورية وأسلحتها في سوريا”، وهذا تصريح رسمي بوجود “قوات عسكرية وأسلحة إيرانية” في سوريا.

السابق
تهديد كورونا أصبح «مرتفعا» على المستوى الدولي.. وهذا ما قالته الصحة العالمية!
التالي
تعقب هيفاء وهبي ونجوى كرم.. تفاصيل جديدة عن سارق منزل نانسي عجرم!