الإعلام الروسي يسخَر من مرسوم الأسد.. والنظام يشحذ الليرات من المواطنين

بوتين
بدل أن يجد النظام السوري حلاً لأزمة انهيار الليرة، فتح ناره على المواطنين من صفحاتهم على الفايسبوك ما أثار سخرية الإعلام الروسي حتى!

يتجه الإعلام الروسي في الآونة الأخيرة إلى استفزاز نظام الأسد ومواليه، في حالة تعنت لا تنفصل عن رؤية بوتين في الهيمنة على سوريا وتحويل بشار الأسد إلى دمية لتنفيذ المخطط الروسي للتوسع في المنطقة من بوابة سوريا.

حيث سخرت قناة “روسيا اليوم”، مساء السبت من المرسوم التشريعي الذي أصدره بشار الأسد لمعاقبة من يتعامل بغير الليرة السورية بالأعمال الشاقة والغرامات المالية المرتفعة، ولم يكتفِ المرسوم بالتلويح عن معاقبة المتعامل بغير الليرة بل أيضاً شمل من يزعزع الثقة بها على مواقع التواصل.

وجاء في نص المرسوم: يعاقب بالاعتقال المؤقت وبغرامة من مليون إلى خمسة ملايين ليرة سورية كل من أذاع أو نشر أو أعاد نشر ما أسماها “وقائع ملفقة” أو “مزاعم كاذبة” أو “وهمية” بإحدى الوسائل المذكورة في الفقرتين الثانية والثالثة من المادة 208، أو عن طريق الشبكة المعرفة بما اعتبره “قانون تنظيم التواصل على الشبكة ومكافحة الجريمة المعلوماتية”، الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 17 لعام 2012 أو بأي وسيلة أخرى.

انهارت العملة السورية أمام الدولار الذي تجاوز سعر صرفه العشرين ضعف

وعنون الموقع الإخباري الروسي الخبر بالقول: (بعد المرسوم 4.. عودة اسم “الشوئسمو” بدلاً عن الدولار خوفاً من العقوبات في سوريا) كناية عن أن السوريين التفوا على المرسوم باستخدام كلمة بديلة عن الدولار متل “الشوئسمو” في وقت تشهد فيه الليرة السورية هبوط حاد في أسعار الصرف بلغ 1130 ليرة للدولار الواحد.

وكأن الموقع في صياغته للعنوان والخبر يسخر من حالة الخوف التي أبعدت اسم الدولار عن التداول على مواقع التواصل.

إقرأ أيضاً: صور صادمة.. هل سوريا أمام «انتفاضة جوع»؟!

وكر المراقبة

وتعود صلاحية مراقبة المواطنين على وسائل التواصل إلى فرع مكافحة جرائم المعلوماتية، وجاء ذلك على لسان وزير داخلية النظام محمد الرحمون، وقال الرحمون: “من المؤكّد أن وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصفحات المعادية التي بدأت تتلاعب بسعر صرف الدولار أدت دوراً سلبياً في التداول ونقل أرقام وهمية حول ارتفاع غير صحيح لليرة”.

واعترف الوزير أن لفرع مكافحة الجرائم المعلوماتية أقسام في كل المحافظات بأفرع الأمن الجنائي، من خلال رصد ومتابعة للصفحات وملاحقتها وتقديم المرتكبين إلى القضاء.

ظهرت أوراق عملة قديمة وسط شكوك بفقدانها قيمتها

مطالبات شعبية

لم يكن يتوقع النظام أن يشاهد مظاهر احتجاجية في المناطق التي تحت سيطرته، وإذ فاجئته السويداء في إطلاق صرخة “بدنا نعيش” التي خرجت تطالب بتحسين الوضع الاقتصادي وتعامل معها النظام بلطف حتى أن وكالة أنبائه الرسمية نشرت خبر الاحتجاجات. في حين خشيَ النظام من تمدد الحراك إلى مناطق أخرى، فأسرع إلى إيهام المواطنين بخطورة حديثهم عن أسعار الدولار أو تعاملهم به، في حين أطلق قطاع واسع من فعاليات شعبية وتجارية حملة “ليرتنا عزتنا” ولعلها تكون الحملة الأكثر انضباطاً وتنظيماً في مناطق النظام طوال سنوات الثورة.

شعار حملة “ليرتنا عزتنا”

خديعة الليرة

ومع أن التعامل بعملة ليرة سورية واحدة، خرج من التداول منذ سنوات نتيجة التضخم الاقتصادي وباتت الليرة معدومة من السوق المحلية مع تهديد انتهاء عمر كل من فئات “2 و5 وحتى 10” ليرات سورية. لكن المشاركون في حملة “ليرتنا عزتنا” انتقوا توزيع منتجاتهم وعروضهم للمواطنين مقابل الحصول على ليرة سورية واحدة من المعدن، أمر فسّره كثيرون بأنه غير عفوي ولم يأتِ مصادفة بل قد يكون حدث بضغط من السلطات لبعض التجار ورجال الأعمال للترويج للحملة، كما راح بعض المحللون إلى أنّ النظام يسعى من إعادة جمع قطع “الليرة السورية” إلى غاية لم يكشف عنها، فما الذي أفاقه على جمع الليرة وهو الذي يؤجر قواعده وموانئه لروسيا ويدفع ثمن الأسلحة مقابل ذلك مليارات الليرات السورية؟!

السابق
عاملة اثيوبية تنتحر شنقا من أبراج بيروت!
التالي
الخناق يشتدّ على «حزب الله».. بومبيو: سنواصل حشد الدعم الدولي لمواجهته!