مكابرة أهل السطة تنهي سلمية الانتفاضة.. وطرق جديدة لمواجهة الثوار!

متظاهر يشعل قارورة عطر في مواجهة القوى الامنية

عاد الزخم الى الانتقاضة الشعبية في ظلّ تفاقم الأزمات المالية والاجتماعية، وإصرارُ السلطة على صمّ اذنيها للشارع ومطالبه ما كان كفيلا ان ينهي الانتفاضة السلمية اذ شهد اليومين الاخيرين مواجهات دامية والأكثر عنفا بين المتظاهرين والقوى الأمنية. اذ دفع إصرارُ السلطة تجاهل مطالب الناس واقع جديد فرض نفسه على الساحة المحلية منذ 17 تشرين، مع تبديل المنتفضين أسلوب تحركاتهم على الارض، فتحوّلت من اعتصامات سلمية ومسيرات ووقفات احتجاجية، وفي بعض الاحيان قطع طرق، الى مواجهات عنفية شهدت مداخل مجلس النواب عيّنة منها في نهاية الاسبوع.

بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، إن ما جرى في اليومين الماضيين ليس الا نموذجا عما سيدور في قابل الايام، اذا ما بقي الاداء السياسي على حاله من التعنت والمحاصصة. فالثوار أعلنوها “لا عودة الى الوراء”. والمعركة التي يعتبرون ان السلطة أعلنتها ضدهم، ستستمر، حتى ينتصر الشعب.

لكن هذه المواجهة ستكون صعبة، وهم يدركون هذه الحقيقة. وقد لمسوا في الساعات الماضية ان اهل الحكم لن يستسلموا بسهولة. فهم سيلعبون أوراقا كثيرة في الكباش: من محاولة تحريك قواعدهم الحزبية ضد المنتفضين لوضع شارع في مقابل شارع، الى اللعب مجددا على وتر الفتنة المذهبية، وصولا الى تحويل المؤسسات العسكرية والامنية من أجهزة لحماية الناس الى أجهزة في خدمتها، دورُها حمايتُها وتأمين أمنها وديمومتها وسلامة مقارها.  

وهنا، تفتح المصادر هلالين، لتحذّر من مغبّة حرف أداء القوى الامنية، عن الخط الصحيح الذي التزمته منذ انطلاق الثورة. وتلفت الى ان نقل اسلحة من العيار الثقيل واستعراضها في وسط العاصمة، فيما هي عادة تُستخدم في الحروب وعلى الجبهات، كصواريخ مضادة للدروع، وأر بي جي، وب 7، ورشاشات متوسطة مضادة للافراد من نوع FN MAG ، لا تبدو خطوة في مكانها ولا تعطي الصورة الحقيقية التي يجب ان تطلّ بها القوى الامنية على شعبها من جهة وعلى المجتمع الدولي من جهة ثانية والذي يمدّها بالاعتدة والاسلحة بملايين الدولارات منذ سنوات، ولا ينفك يشيد بدورها وأدائها… كما ان لجوء قوات مكافحة الشغب وشرطة مجلس النواب الى العنف المفرط في وجه المنتفضين- وإن قام هؤلاء باستفزازهم والتعدي عليهم- من قبيل استخدام الرصاص المطاطي من مسافة قريبة ورشق بعض عناصرها، المتظاهرين بالحجارة من على أسطح المباني، ليست تصرفات مبرّرة وستؤدي الى ردات فعل سلبية من قبل الثوار والمجتمع الدولي ايضا…

إقرأ أيضاً: محامون يواجهون قمع المظاهرات.. دعاوى قضائية بحق مسؤولين أمنيين وسياسيين!

ووفق المعطيات المتوافرة، واذا ما بقيت السلطة تدير ظهرها للناس وشكّلت حكومة لا تلاقي تطلعاتهم، فإن خريطة طريق المنتفضين، ستتطور سريعا، وبنك أهدافها سيتوسّع. وبعد ان اسقطوا حكومة سعد الحريري، ويصرّون اليوم على الدخول الى مجلس النواب، لايصال رسالة واضحة الى النواب كلّهم – لا الى فئة “مذهبية” واحدة منهم، كما تحاول بعض الجهات تصوير الواقع- تقول “كلّكن يعني كلّكن، فقدتم شرعيتكم”، من غير المستبعد ان تصبح وجهتهم في المرحلة المقبلة، قصر بعبدا، للمطالبة برحيل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ايضا. ففي رأي الثوار، الكل مسؤول عن “خراب البصرة”، ولا بد من تغيير الطاقم الحاكم كلّه للبدء بعملية بناء الهيكل اللبناني المنهار، من جديد.. هي مرحلة صعبة تبدو البلاد مقبلة اليها، حمى الله لبنان من الاسوأ…

السابق
في أول تعليق له بعد الحادثة.. زوج نانسي عجرم يستعين بهذه المقولة من «هاري بوتر»
التالي
«اعلاميون من أجل الحرية» يستنكرون الاعتداء على الاعلاميين ويطالبون الجيش بتوضيح!