من سيخلف المهندس والفياض؟.. تفاصيل «اجتماع قم» وتوجيهات قاآني ونصرالله

ابو مهدي المهندس

كشفت مصادر مقربة من قادة ميليشيات عراقية عن الدور الذي لعبه زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله لتوحيد صفوف الميلشيات العراقية بعد مقتل سليماني والمهندس، فيما أوردت تفاصيل ما جرى في اجتماع قم الذي عقد هذا الأسبوع.

وقال أحد قادة الميليشيات وآخر في الحشد الشعبي حضرا الاجتماع لموقع الحرة إن إيران سارعت عبر قائد فيلق القدس الجديد العميد اسماعيل قآني إلى إرسال إشارات لحسن نصر الله لجمع شتات قادة المليشيات وإجراء مصالحة معهم.

وأضافا أن نصر الله نجح في إقناع قادة الميليشيات بالتوجه إلى إيران للقاء مقتدى الصدر الذي يقيم في مدينة قم الإيرانية منذ اندلاع الاحتجاجات في العراق.

وتابعا أن “قائد فيلق القدس الإيراني الجديد يريد من الميليشيات العراقية طي صفحة الخلافات بين قادتها من جهة ومع مقتدى الصدر من جهة أخرى للتهيئة لإعلان مجلس للمقاومة على المستوى الدولي ضد الوجود الأجنبي في العراق والمنطقة”.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: أبو مهدي المهندس يتمنى الموت والدمار للسعودية وليس لإسرائيل!

وأفاد مصدر آخر مقرب من قائد إحدى المليشيات التي حضرت اللقاء بأن “قآني اجتمع مع الصدر وزعيم منظمة بدر هادي العامري قبل اجتماع قادة المليشيات مع الصدر وطلب منهم وحدة الصف وتناسي الخلافات وتشكيل جبهة مقاومة ضد الوجود الأميركي ليس في العراق فقط بل في عموم منطقة الخليج”.

وأكد المصدر أن “قآني طلب أن يكون لهذه الجبهة مجلس أعلى لقيادة المقاومة الدولية ضد الوجود الأميركي يكون مقتدى الصدر في قمة هذا المشروع”.

وأشار إلى أن “قائد فيلق القدس الجديد طلب من الصدر دعم تولي هادي العامري لمنصب رئيس هيئة الحشد الشعبي في الوقت الحاضر لعدة أسباب منها تاريخه السياسي وقدمه بالعمل مع الحرس الثوري منذ أن كان قائدا لفيلق بدر في إيران إبان ثمانينات القرن الماضي”.

وأضاف أن “السبب الأهم الذي دفع قآني للدفع بهادي العامري يتمثل في قدرته على إيجاد توازن في قيادة الميليشيات وضمان الانسيابية بالسيطرة والتحكم بقادتها ومنع أي تحسس بالعمل، وكذلك إحكام السيطرة على أموال وأسلحة الحشد الشعبي وتوظيفها وفق رؤية فيلق القدس الإيراني”.

وكان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء عبد الكريم خلف كشف في الثالث من الشهر الجاري عن ترشيح زعيم تحالف الفتح، هادي العامري لمنصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي خلفا لأبو مهدي المهندس الذي قتل في ضربة أميركية اسفرت أيضا عن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني قرب مطار بغداد.

ويؤكد المصدر أن “الصدر لم يبد أية ممانعة لترشيح العامري لكنه طلب أن يحصل على نصف المناصب القيادية في هيئة الحشد الشعبي وأن يكون هناك تعزيز لدور ميليشيا سرايا السلام التابعة له”.

كما طلب الصدر، وفقا للمصدر، أن يقوم هو بتعيين خليفة لنائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ورشح لذلك شخصيتين هما: مستشاره الأمني كاظم العيساوي الملقب بأبو دعاء أو المعاون الجهادي أبو ياسر”.

أبو ياسر المعاون الجهادي لمقتدى الصدر
أبو ياسر المعاون الجهادي لمقتدى الصدر
وذكر المصدر أن “العامري تحفظ على خياري الصدر وأبلغه أن المرحلة المقبلة هي مرحلة مواجهة عسكرية كبرى، وأن الإيرانيين في فيلق القدس لديهم رؤية بضرورة أن يتولى هذا المنصب المهم شخص قريب من الحرس الثوري”.

ووفقا للمصدر فقد “طرح العامري اسم أبو مصطفى الشيباني ويلقب أيضا بالحاج حامد ويشغل حاليا منصب المستشار الأمني لوزير الداخلية إضافة لعمله في هيئة الحشد الشعبي”.

الشيباني يقف خلف وزير الداخلية الأسبق محمد سالم الغبان
الشيباني يقف خلف وزير الداخلية الأسبق محمد سالم الغبان
ويؤكد المصدر لموقع الحرة أن “الشيباني شخصية غامضة وتحب العمل في الخفاء وليس له ظهور إعلامي وهو أحد ضباط الحرس الثوري الذين تمت زراعتهم داخل وزارة الداخلية”.

ويتابع أن الشيباني لا يقل خطورة عن أبو مهدي المهندس وهو أحد الذين أسسوا وأشرفوا على عمل عدد من الميليشيات العراقية ومن بينها كتائب حزب الله” .

ويضيف أن “العامري رشح شخصية أخرى لخلافة أبو مهدي المهندس في حال تم رفض الشيباني، حيث أبلغه أن الخال وهو قيادي كبير في كتائب حزب الله يمكنه أيضا شغل منصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي”.

والخال، واسمه الحقيقي كريم محسن الزيرجاوي، يعد الرجل الثاني في كتائب حزب الله وهو نائب الأمين العام ومسؤول الشورى في هذه الميليشيات المرتبطة بالنظام الإيراني، على غرار معظم ميليشيات الحشد الشعبي.

وكانت مصادر مقربة من مسؤول أمني وقيادي كبير بالحشد الشعبي أكدت لموقع الحرة في الثاني من الشهر الجاري، أن الخال كان أحد المخططين للهجوم الذي استهدف السفارة الاميكرية في بغداد في الـ31 من ديسمبر الماضي.

ويؤكد المصدر أن “موضوع حسم منصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي بقي محل تداول ومناقشة مع قائد فيلق القدس الجديد الذي طلب من قادة المليشيات استغلال الغطاء القانوني لهيئة الحشد الشعبي باعتباره مؤسسة رسمية والاعتماد الكامل على موارده المالية لمواجهة القوات الأميركية في العراق”.

ووفقا للمصدر فإن فالح الفياض الذي يتولى رئاسة هيئة الحشد الشعبي حاليا سيبقى في منصبة مستشارا للأمن الوطني، وفي حال نجح الإيرانيون في إبقاء عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء سيتم منح الفياض منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية لكي يشرف على وزارتي الداخلية والدفاع وجهاز المخابرات والأمن الوطني تقديرا لمواقفه ووفاءه إلى إيران.”

وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” الأميركية نقلت الخمييس عن نصر الشمري وهو متحدث باسم إحدى الميليشيات الخاضعة لإيران قوله إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن من سيحل محل المهندس، مضيفا أن هيئة الحشد الشعبي لديها مئات الرجال القادرين على خلافته.

اجتماع قم
وفي ما يتعلق بأهم ما دار في اجتماع قم ذكر المصدر أن “قائد فيلق القدس الإيراني أسماعيل قآني الزم قادة الميليشيات الحاضرين بالظهور العلني في الإعلام لإظهار قوتهم كقادة ميليشيات موحدين”.

ويضيف أن “الحاضرين أجبروا نتيجة للأوامر الإيرانية إلى التقاط صورة جماعية بعد أعوام من العمل في الخفاء”.

وذكر أن اجتماع قادة المليشيات ركز على إعادة ترتيب هيكلية قيادة المليشيات واعادة التموضع ورسم خطط عسكرية وتجميع وتحشيد صفوف الميليشيات والتهيئة لما يسمى المقاومة العسكرية ضد الوجود الأجنبي والأميركي”.

ويتابع أن عددا من قادة الميليشيات غابوا عن الاجتماع لأسباب غير معروفة لأن بعضهم كان متواجدا في بغداد وقسم آخر في بيروت”.

السابق
ترامب «يستعجل» محاكمته: يجب ان تتم سريعا جدا!
التالي
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الاخبار لليوم 16/01/2020