بعد احتضانها مليون نازح.. إدلب تودّع ربع قاطنيها!

ادلب

البوصلة إدلب، وليس من اليوم. فالقارئ للحدث السوري جيداً يعلم أن الأسد لا يتحرك بعبث حتى لو كان مسلوب الإرادة سياسياً إلا أن نظامه القمعي اختار لحظة حرجة للهجوم على إدلب.

في البازار السياسي تركيا لن تصعّد فقد دُجّن موقفها في “سوتشي” وأخذت حصتها في الشريط الحدودي وتبحث عن موطئ قدم في المتوسط تتشارك فيه مع الحليف الأحدث “روسيا”. المعارضة السورية ليست إلا بأسوء حال، عجز لا يخرج عنه موقف سياسي يسمعه العالم وانقسام بل تشظي بين من بقي محاصراً في الداخل ومن أرقته الاجتماعات ونالت منه صفقات المؤتمرات في جنيف، حتى باتت اللجنة الدستورية التي تمثل المعارضة ثلثها في مهب الريح تعيش فصلاً آخر يشبه الانفصام عن واقع ما تعانيه آخر قلاع الثورة “إدلب”.

صورة للشاحنات التي تقل النازحين

فإدلب التي هجّر النظام إليها مليوناً من معارضيه باتفاقيات رعتها الأمم المتحدة وباركتها سياسة “مكافحة الإرهاب” فكانت إدلب قلباً اتسع لأهالي حمص وحماة ودمشق واللاذقية ودرعا والرقة وكافة المدن الثائرة، ليحتضن أهلها النازحون في بيتهم، ويغدو بعدها الضيف والمستضيف نازحان معاً لكن إلى المجهول، حيث كشف آخر تقرير للأمم المتحدة عن بلوغ عدد نازحي إدلب 235 ألف سوري عالقون على الحدود التركية مع سوريا.

إقرأ أيضاً: ترامب يطلب وقف “القصف المروع” على ادلب

مشاهد النزوح الأقسى لربما في تاريخ الثورة تمثل بصور مئات الشاحنات المتحركة خلف بعضها تحمل ما تبقى من بيت مهدّم وبعض ذكريات لم يترك الأسد لها الأمل لتبقى حية.

هما أسبوعان فقط قبل عيد الميلاد نتج عنهما ربع مليون نازح سوري جديد في معركة طال أمدها يتقدم فيها الأسد على الأشلاء ويدمر ما تبقى من أبنية صامدة، يستبيحها الروس ويرسلون مقاطع تهنئة لأهاليهم في عيد الميلاد من فوق أطلال الخراب وكأن ليس لهذه الأرض سكان.

السابق
«بلومبيرغ» تحذر المستثمرين: لبنان في دائرة الخطر.. و9 اذار موعد حاسم!
التالي
أطعمة ترفع «ضغط الدم»…عليك تجنبها من خلال إتباع هذه النصائح!