علي الشيخ خضر طليس: الإنعزال ليس من مصلحة الشيعة

علي الشيخ خضر طليس
المسألة الشيعية في لبنان شائكة، فما زال المشروع الاقليمي المسلح بفائض القوة الذي يجسده حزب الله يضغط باتجاههم من اجل الانخراط فيه على حساب الخيارات الوطنية.

على الرغم من ظهور مشهد موحّد في ثورة ” 17 تشرين” شمل جميع اللبنانيين بجميع طوائفهم، وعلى الرغم من بروز شريحة وازنة من المستقلين الشيعة الذين طبعوا عدد من النشاطات في الحراك الشعبي بطابعهم الخاص، ما اضطر خصومهم ان يسفروا عن انفسهم ويبادروا بالهجوم الهمجي عليهم مستعينين بالرعاع والشبيحة، على غرار الهجوم على خيمة اللقاء وحرقها في ساحة الشهداء قبل حوالي اسبوعين، على الرغم من كل ذلك فان الثنائية الشيعية الحاكمة المتمثلة في حزب الله وحركة أمل، لا تألو جهدا كل يوم لاثبات ان شيعة لبنان هم جزء من محور يمتدّ من ايران وحتى مياه البحر المتوسط في سوريا ولبنان.

يرى الناشط السياسي المعارض، علي الشيخ خضر طليس، ردا على سؤال وجهته له “جنوبية” يتمحور حول ” محاولة عزل الشيعة عن المحيط العربي بسبب الاحساس بفائض القوة او خوفا من ذوبان الهوية الخاصة بهم في محيط كبير؟ فقال “الشيعة في لبنان ينقسمون بين تأييد حزب الله بشكل أساسي وحركة أمل بنسبة أقلّ وبين معارضين للتنظيمين المذكورين، ولكل من هؤلاء رؤيته لموضوع العلاقة مع المحيط العربي”.

إقرأ أيضاً: من يقحم «الشيعة» في أعمال «البلطجة» ضد الحراك السلمي؟

ويتابع، طليس، بالقول”أما حزب الله فهو لا يملك قراره في الأمور الاستراتيجية ومنها ما يخص علاقاته الخارجية عامة والعربية على وجه الخصوص، باعتبار أنه تنظيم ذو صناعة ايرانية بحتة بماله وعتاده وعقيدته القائمة على الايمان بنظرية بولاية الفقيه، وهو يقترب من محيطه بقدر قرب ايران من الدول العربية، ويعادي هذا المحيط بقدر خلاف ايران مع العرب، وكل ذلك طبعا يقدم للجمهور (الجاهز اصلا لتلقف اي قرار) بمبررات سياسية تتعلق بالتطبيع العربي مع اسرائيل أو مذهبية تتعلق بالاختلاف السني الشيعي، ونحن لذلك نرى -على سبيل المثال لا الحصر- أن جمهور الحزب اليوم لا يتعاطى مع قطر بنفس حدة تعاطيه مع السعودية نظرا للتقارب القطري الايراني، رغم الاتهامات السابقة لقطر بدعم جزء من المعارضة السورية الإخوانية خلال سنوات الحرب”.

ويتابع بالقول “أما حركة أمل فهي تحرص على عدم الانسلاخ عن المحيط العربي رغم الكثير من الاختراقات الايرانية لصفوفها واعتمادها على بعض الدعم المالي الايراني الذي يشكل جزءاً منه الاستثمارات المتاحة لرئيس الحركة نبيه بري في ايران، ومع ذلك فقد سعت قيادة الحركة للتمايز عن الموقف الايراني ولو بصعوبة، كما سعت لربط نفسها بالمرجعية العراقية خوفا من العقوبات الامريكية أولا وتأكيدا على بعدها العربي ثانيا، ولكن ذلك -برأيي- مرشح للتلاشي بعد بري وستلتحق الحركة بالسياسة الايرانية عاجلا أم آجلا”.

إقرأ ايضاً: رغم الإضطهاد..«رجال الدين الشيعة» يشاركون في الحراك

في حين ان “الطرف الشيعي الثالث المعارض للثنائي هو بطبيعة الحال -رغم الانقسامات داخله والتناقضات- يؤمن بالعلاقات المميزة مع محيطه العربي ويرفض العمالة للايراني”.

ويختم طليس بالقول “من هنا أرى أن فائض القوة الشيعية اليوم لا علاقة له بالانعزال عن محيطه، وكذلك موضوع الحفاظ على الهوية الشيعية، خصوصا أن الوجدان الشيعي اللبناني يؤمن بأن الدعم الايراني (في مقابل التجاهل العربي) هو الذي رسخ الوجود الشيعي في لبنان وأعطاه الدور الريادي القوي وربما أدخل لبنان في حقبة الشيعية السياسية”.

السابق
جندتهُ روسيا.. وحجز الأسد على أمواله.. قصة أيمن جابر «زعيم» الميليشا الأشرس
التالي
هذا ما كشفه وهاب عن اسماء الوزراء في الحكومة الجديدة.. 8 اذار ستسهّل!