من «خذل» الحريري.. الأميركي أو الثنائي الشيعي؟

سعد الحريري

على وقع الغليان الذي يعيشه الشارع السنّي في لبنان بعد تكليف حسان دياب لتشكيل الحكومة الجديدة، جاء معاون وزير الخارجية الأميركية السفير دايفيد هيل الى لبنان لا ليُصعّد بوجه دياب كما توقع مناصرو رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، بل على العكس، قال ما لم يكن في الحسبان أبداً.

وعلى وقع الإحتجاجات وقطع الطرقات في كورنيش المزرعة، برجا، الناعمة، خلدة، وعكّار، زار هيل رئيس الجمهوية ميشال عون، رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، والرئيس “المغبون” سعد الحريري، الذي لم يتوقع أن تنقلب الطاولة عليه بعدما كان قد صعّد قُبيل الإستشارات ووقف بوجه الثنائي الشيعي، الذي أوهمه بأنه لن يرضى سوى به رئيساً للحكومة ومستعد لتقديم “لبن العصفور” له كي يرضى بتولي الحكومة الجديدة، كما ووقف بوجه مُهندس عملية التكليف جبران باسيل، وظل متمسكاً بحكومة تكنوقراط للرمق الأخير، الى أن باتت الحكومة برئيسها وما يمكن لهذا الرئيس يستحضر اليها، بعهدة حزب الله.

إقرأ أيضاً: تكليف دياب يُعبد طريق القضاء على الحريرية!

الملفت كان اليوم الجمعة، كلام هيل، الذي لم يكن متوقعاً، فبعد تكليف دياب، توقعت الأوساط السياسية والشعبية، وصول الرسائل الدولية المنددة بهذا الخرق الميثاقي في الحكم، والتصعيد الأميركي وما يتبعه من رفض تقديم المساعدات أو الدعم لمرشح “حزب الله” كما أطلقت عليه وسائل إعلام أميركية، إلّا أن هيل، لم يقدّم إلّا “كل خير”.. نافضاً يده من الحكومة الجديدة قائلاً من بعبدا ومكرراً في بيت الوسط:” ليس لدينا أي دور في قول من الذي ينبغي أن يتولى رئاسة الحكومة وتشكيلها”، ليذهب أبعد من ذلك ويدعي القوى السياسية ” لترك المصالح الحزبية جانباً والعمل من أجل المصلحة الوطنية ودفع عجلة الإصلاحات وتشكيل حكومة تلتزم بإجراء تلك الإصلاحات وتستطيع القيام بها”، أي بطريقة ما، ليتم التغاضي عن غضب المستقبل والذهاب الى العمل.

كما ومد هيل يده بإسم الولايات المتحدة “لمساعدة لبنان في فتح صفحة جديدة من الازدهار الاقتصادي يتسم بالحوكمة الجيدة الخالية من الفساد. كما اننا والى جانب أصدقاء اخرين للبنان يمكننا القيام بذلك فقط حين يتخذ القادة اللبنانيون التزامات واضحة وثابتة وذات مصداقية للقيام بالإصلاحات”.

وبالتالي، فالرئيس تم تكليفه، والإستشارت المزمع عقدها مستمرة غداً على حد قول دياب المتمسك بالتشكيل قائلاً: “حكومتي لن تكون حكومة حزب الله، وستكون حكومة إنقاذ يساهم فيها كل اللبنانيين”، فهل خذل الأميركيون سعد الحريري كما خذله حليفه سمير جعجع؟ أم أسقطه الثنائي الشيعي الذي ماطل به أسابيع طويلة وأوهمه بوعود كاذبة؟ أم سيتم إسقاط دياب في الشارع ويُعاد تكليف الحريري مجدداً؟

السابق
جنبلاط يستنكر أحداث كورنيش المزرعة: «أمن البلد أهم من كل شيء»
التالي
محتجو كورنيش المزرعة يهدأون.. الحسن تناشدهم الخروج من الشارع!