حكومة نعيم قاسم.. ضبط الانتفاضة وإحباط «المؤامرة»

كشف نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، خلال “لقاء شبابي حواري” ببلدية الغبيري عن نوايا حزبه في ضبط الانتفاضة الشعبية حين قال أن “الحراك الشبابي له ميزة قادرة على أن تحدث التغيير والإصلاح، والانتقال من حال إلى حال، إذا أحسن الشباب الإمساك بمفاصل الأداء الميداني”.

وبما يدل على ما يعنيه، قال قاسم عن ما اقترفته مجموعات مؤيدة للحزب في وسط بيروت بهجومها على خيمة “الملتقى” كما في غارتها التهويلية على منزل لقمان سليم في حارة حريك: “أنتهز الفرصة لأحيي الشباب والشابات الذين رفعوا رؤوسنا عالياً بالأمس، عندما واجهوا داعية ودعاة التطبيع مع العدو الإسرائيلي، سواء في محاضرته في البلد، أو من خلال بعض الصور التي انتشرت في البحرين أو في أماكن أخرى، هذا يبين أن الأزمة مهما كانت كبيرة على المستوى الداخلي، فهي لا تنسينا أن عدواً إسرائيلياً يتربَّص بنا لينتهز الفرص ويأخذ منا بالسلم والجوع ما لم يأخذه بالحرب”.


“الحراك” وعقلية الحزب

أما عن أحوال البلد الكارثية فقال عنها الشيخ كمن يفسر الماء بالماء: “هي أزمة كل مواطن لبناني لأن الجوع والحالة الصعبة اقتصادياً قد وصلا إلى كل بيت، إلى كل شاب وكل شابة، من هنا أهمية أن يكون خطابنا منطلق من هذا الواقع الأليم الذي نعيشه. للأسف فشلت الحكومات السابقة في القيام بواجباتها، أنا لا أقول أنها فشلت في المعالجة، هي فشلت في القيام بواجباتها.. والحكومات المتعاقبة فشلت، وكانت الحكومة الأخيرة أيضا حكومة فاشلة. ولذا حصل الانفجار الكبير وتحرك الشعب اللبناني”!

وأطنب قاسم بكلامه المدائحي والإنشائي (مع إصراره على استخدام كلمة “حراك”): “الحراك الشبابي هو صرخة مؤثرة ومحفزة، وقد أيقظت النائمين وأخافت المستهترين، ورسمت طريقاً للمحاسبة لم يعد بالإمكان أن يخرج منه أحد بعد الآن. يعني أن أي حكومة ستتشكل ستحسب حساباً أن هناك شباباً ورجالاً ونساء في الشارع، يمكن أن يتحركوا، ويمكن أن يحاسبوا إذا قصر المعنيون”. لكن من غير المفهوم كيف يكون هذا الاطناب من الحزب نفسه الذي لا يكل عن محاولات التنكيل بما يسميه “الحراك الشبابي”!

إقرأ أيضاً: ضربة جديدة لـ«حزب الله».. تجميد حسابات لبنانيين مرتبطين بـ«التنظيم الإرهابي»!

وأوحى الشيخ أن ثمة حكومة جديدة ستتشكل لربما على نحو مختلف عن صيغة الحكومة السابقة من ناحية التمثيل السياسي، فقال: “ألفت النظر إلى أن عقلية حزب الله في الدخول إلى الحكومة والمشاركة في إدارة البلاد، ليست عقلية عدد الوظائف التي يحصل عليها، أو عدد الوزراء الذين يحصل عليهم، عقليته عقلية مصالح الناس، تربيتنا وقناعتنا الدينية أن نفكر بالناس أولاً، لذلك خطواتنا العملية تأخذ بالاعتبار هذه النظرة”.



فرز وتدوير


يعاود الشيخ نعيم الرواية المفضلة لحزب الله عن مجريات الأمور. فيقول: نواجه اليوم أزمتين كبيرتين، واحدة أكبر من الثانية. الأزمة الكبيرة الأولى لها علاقة ببلد ينهار اقتصادياً واجتماعياً ومالياً. الثانية، هي مشكلة التدخل الخارجي المتمثل بشكل رئيسي بأميركا، التي تحاول أن تفرض أجندتها السياسية بركوب موجة الغضب الشعبي”.

ويكمل بمعرض إصرار الحزب على رفض مطالب الانتفاضة الأساسية، بذريعة “المؤامرة الأميركية”، وبفرز بين أصحاب النوايا الحسنة (السذج ضمناً) وبين المتآمرين، فيقول: “بعضهم طرح مشروعاً متكاملاً، أي سيشكلون حكومة. وتكون حكومة اختصاصيين، وتأخذ صلاحيات استثنائية بتعطيل المجلس النيابي ودوره التشريعي وتصيغ قانون انتخابات، وتقره لأنها تملك الصلاحيات، ثم تجري انتخابات مبكرة وبعد ذلك نغير مجلس النواب والرئاسة ونذهب لانتخابات جديدة. الأمل المنعقد عند أصحاب النوايا الحسنة عند هذا الطرح أن يتغير الطاقم الموجود لمصلحة طاقم آخر عله يكون أفضل، لأننا لا نعلم أحيانا الكرسي ماذا تفعل، أما أصحاب النوايا السيئة الذين حاولوا الاندساس في داخل الحراك، أو ما تصرح به أميركا علناً، هم يريدون تغيير الأكثرية النيابية وإيجاد منظومة جديدة تتمكن سياسياً من أن تستوعب المطالب الأميركية وتنفذها. لذلك حساسيتنا البالغة من هذا الطرح له علاقة بأنه طرح غير قابل للتحقيق، يمكن أن يهدم الهيكل”.

الاستشارات والحكومة

ويستنتج: “من هنا نعتبر أنه علينا أن نعمل للحل. ونحن كحزب الله جزء من الحل، لسنا الحل وحدنا، نحن جزء من الحل”. بما يفيد أن الحزب لن يخرج أبداً من الحكومة.

وشكل هذه الحكومة ومواصفاتها، حسب قاسم، “قادرة على الانطلاق للعمل. حكومة تستطيع أن تعمل بلحاظ الوضع الداخلي وبلحاظ الوضع الدولي، وبلحاظ التعقيدات الموجودة على الساحة اللبنانية.. وأن لا ننجر من خلال تشكيل الحكومة إلى فتنة مذهبية أو فتنة طائفية”!

الأمر المهم في كلام نائب الأمين العام لحزب الله، أنه يتوقع إنجاز الاستشارات النيابية يوم الإثنين، ويتم اختيار رئيس للحكومة. و”نحن كحزب الله لم نحدد إلى الآن ما نعلنه للناس، لكن إن شاءالله موقفنا من الاستشارات سنعلنه في وقتها، وأما شكل الحكومة وتفاصيل الحكومة فهذا أمر متروك إلى ما بعد الاستشارات. ليس هناك اتفاق على شيء لكن هناك قواعد سنعمل بوحيها. طبعاً، نتمنى ونرغب أن يكون جميع الفاعلين وعلى رأسهم التيار الوطني الحر مشاركاً ومساهما بشكل فعال في الحل”.

السابق
أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 14 كانون الأول 2019
التالي
اليكم الطرقات المقطوعة بسبب تراكم الثلوج