اشتباكات في مناطق النظام السوري.. من يدير البلاد؟!

حماة

لم يحظَ النظام السوري باستقرار زمني بعدما فرض هيمنته على المناطق الثائرة ضده، بل وقع في شرك الحليفين وامتداداتهما على الأرض. مجموعات مقاتلة ما زالت تحمل السلاح وعشوائية في السيطرة على المناطق، فضلاً عن هيكلية جيش مهترئة لم تنفع المحاولات الروسية في إصلاح بنتيها وإعادة تصدير الجيش السوري كقوة موحدة قادرة على إدارة البلاد.

في ريف حماة الذي شهد نزاعاً طويل الأمد استمر لسنوات لموقعه الجغرافي الحساس والتداخل الطائفي في تركبيته السكانية، شهد للمرة الثالثة على التوالي في غضون عشرة أيام، اشتباكات عنيفة بين بقايا مجموعات الشبيحة المنحلة وبين “قوى الأمن الداخلي” وذلك في قرية “سلخب” الموالية. وتسببت الاشتباكات بمقتل ما يزيد عن عشرة أشخاص، سبعة منهم من قوى الأمن، وبينهم مدير الناحية، بالإضافة إلى جرح العشرات ومنهم رئيس فرع الأمن الجنائي في حماة.

وجرت الاشتباكات لأول مرة قبل عشرة أيام إثر مواجهة بين عناصر قيادة ناحية سلحب وبعض الشبيحة المطلوبين على خلفية جرائم قتل وسطو وخطف، وسقط على إثرها أربعة قتلى من عناصر الأمن واعتقال بعض المطلوبين.

إقرأ أيضاً: معادلة الانسحاب الأميركي من سوريا: أرقام متضاربة ومحاولة جذب الناتو

وليست الاشتباكات بين الشبيحة وأجهزة أمن النظام بالأمر الجديد في المناطق الموالية، لكنها تعتبر تطوراً نوعياً، فهي المرة الأولى التي يشن فيها الشبيحة هجوماً دموياً معاكساً على مقر رسمي لاستهداف الرتبة الأعلى فيه. وغالباً ما كان الشبيحة يكتفون بحصار المراكز الأمنية، أو إخضاع مسؤوليه لشروطهم، من دون التورط المباشر والعلني في قتلهم.

هل فلت زمام الأمور؟

يبدو أن النظام بالمقابل يحاول جاهداً أن يكتم الفوضى في الداخل قبل أن تهتز الصورة التي رسمها للانتصار بأعين مواليه، ولو علم الموالون مثل المجتمع الدولي أنه انتصار على ركام الناس وبقايا الاقتصاد السوري المنهك، لذا عاد للتعامل بعقلية القمع القديمة والتي تقوم على زج قواته في مدينة مضطربة لتلقينها درس قاسي ولو كانت من البطانة الموالية له.

وتعتبر سلحب واحدة من أكبر خزانات الشبيحة في سهل الغاب، وتتباهى بعدد القتلى الذين سقطوا منها دفاعا عن النظام، وينتمي معظم الشبيحة المطلوبين فيها إلى خليط من المليشيات الموالية المنحلة، وغالبيتهم أفراد سابقون من مجموعات سهيل الحسن، وكان قد تراجع دورهم ما أدى إلى تجفيف مواردهم المالية، ما جعلهم يكثفون من أعمال السلب والخطف في مناطقهم للتعويض، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالسوريين.

وفي محاولة لتجنب الارتدادات وعمليات الثأر سواء من عائلات القتلى أو من النظام، سارعت عوائل الشبيحة إلى التبرؤ من أفعالهم واعتبارها أفعالاً شخصية لا تلزم سوى مرتكبيها.

وحرص النظام على الاهتمام بجنازة النقيب مهند وسوف، وإبراز الحشد الجماهيري فيها. وفي حركة غير اعتيادية ألقى رجل دين مسيحي كلمة في الجنازة بالإضافة إلى شيخ علوي. غير أن اللافت بشدة، هو غياب الشيخ شعبان منصور، رجل الدين العلوي الأبرز في سلحب وفي المنطقة، عن الجنازة.

السابق
شوفير فان سوري ضحية سرقة في البقاع.. هكذا تم استدراجه
التالي
الانتفاضة اربكت «حزب الله».. سطوته في خطر!