«وصية».. إقامة حدّ العمر!

تسألني لماذا وضعت حدًا لعمري؟ لانك قتلت نصفه الاول، سأحرمك من قتل نصفه الثاني.

هو التخلي هل شعرت به؟ هو الجوع، هل عرفته يوماً؟ هذا ما فعلته يدك بي، أيها السيد النبيل، يا  صاحب القصر والحرس الكثير، ومواكب العربات الشبحية.

هو انسدادُ الأفق وانسدادُ الطريق، هو الضيق.
انسدادٌ في الجهتين، في الذهاب وفِي الإياب، الى الهنا والى الهناك.
لا أرى شيئاً، كلّ شيء يحجبه ما يشبه الليل. صفيح أسود كنوافذ موكبك المهيب حين يخترق المدينة، وتنبح أبواق الحرس على المارة… وتنال من الشتائم  مقدار شتاء غزير.

لماذا انت مختبئ؟ تخاف مني؟ انا لا أعرفك، ولا أريد قتلك، كنت كما الناس اريد عدلك. لا تخاف مني صرت انا القتيل.

اقرأ أيضاً: احصاءات صادمة تكشف ارتفاع حالات الانتحار في لبنان

من البيت والى البيت تطالعني صورتك العملاقة على جدار المدينة، منذ ولدت هي هناك  ثابتة لا تتبدل ولا تشيخ. 
قالوا انها المفضلة عندك لانك في تلك المرحلة تمت ترقيتك من رتبة مواطن الى رتبة زعيم، هكذا تم التعميم على الحزب والطائفة. يومها صارت أمي خائفة قالت لي الوطن ام، ماتت أمي  وبقيت صورتك على جدار المدينة.

أذكرك، كنت صديقًا  لأبي أو مجايلا له وكنت منحازًا للفلاحين ولمزارعي التبغ من بنت جبيل الى سهل عكار، وكما سلف الذكر في علقت للقدس صورةً على الجدار، وفي سياق  الطريق الى الثورة يوم اردتم  تحرير  البلاد من الطغمة المالية، تسللت اليها من مجلس الأمة بغفلة عنه وصرت  منها، وتخففت من الشعر الثوري ومنه وبعت بيتك في الحي  الشعبي،
وأقفلت علي الطريق الى  بيروت
وتركت لي خيارين: بين الهجرة والتابوت …
وتسألني!!!

اقرأ أيضاً: حالة انتحار جديدة: خمسينيّ أنهى حياته في تبنين!

تذكّر:
ايها السيد النبيل يا صاحب القصر والحرس الكثير ومواكب العربات الشبحية، أن شبحي سيطاردك في قصرك في مواكبك مخابئك السرية، في كل ما تملك من بيوت،
تذكر
أنا متُ قبلك اليوم وأنت بعدي، غداً ستموت.

السابق
بالصور والفيديو.. سيول تغمر اوتوستراد الناعمة وتدخل المنازل!
التالي
بيروت التراثيّة في قبضة توقيع ميشيل ‏إدّه