في خطوة هي الأولى من نوعها في العقدين الأخيرين، قررت الدولة اللبنانية كسر احتكار كارتيل النفط، اذ اتّخذت وزارة الطاقة قراراً بالسماح لمنشآت النفط باستيراد مادة البنزين، كاسرة بذلك احتكار استيراد هذه المادة.
في هذا السياق، أعلنت وزيرة الطاقة في حكومة تصريف الاعمال ندى بستاني، ان الاثنين سوف يبدأ فض عروض المناقصة لاستقدام البنزين، لافتة الى أنه بعد 10 الى 15 يوما فان منشآت النفط تستورد البنزين. ودعت بستاني اصحاب محطات المحروقات والشركات المستوردة للتضامن وعدم تحميل المواطن اعباء لا يستطيع تحملها .
وجاءت هذه الخطوة في ظل الأزمة في قطاع النفط بعدما تبيّن أن كارتيل مستوردي المشتقات النفطية يستغلّ قدراته الاحتكارية من أجل الضغط في اتجاه تحميل المستهلك زيادة كلفة الاستيراد على صفيحة البنزين. فالكارتيل يطالب بأن يوفّر له مصرف لبنان التمويل بالدولار لاستيراد كل المشتقات النفطية، من دون أن يفرض عليه إيداع 100% من قيمة الاعتمادات المفتوحة بالليرة و15% من قيمتها بالدولار، في حساب خاص تبقى فيه لفترة لا تقلّ عن 30 يوماً ولغاية تاريخ استحقاق الاعتمادات. كذلك طلب الكارتيل إلغاء الفقرة التي تشير إلى تسديد عمولة لمصرف لبنان بقيمة 0.5% عن كل عملية.
إقرأ أيضاً: الدولة تكسر احتكار كارتيل النفط.. قرار باستيراد البنزين!
وكانت قد نشرت إدارة المنشآت إعلاناً تعرب فيه عن رغبتها في شراء 150 ألف طن من مادة البنزين 95 أوكتان عبر مناقصة عمومية تُفضّ أسعارها عند العاشرة والنصف من صباح يوم الاثنين بتاريخ 2/12/2019، وعلى أن تكون آخر مهلة للعروض قبل نصف ساعة من فضّ العروض والكشف عن نتائج المناقصة
هذا وعلى الرغم من الاتفاق على آلية تأمين الدولار لاستيراد المشتقات النفطية، عادت أزمة قطاع النفط الى الواجهة مجددا مع تنفيذ اصحاب محطات المحروقات إضراباً مفتوحاً بدأ اليوم بعدما قضى ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة على ما تبقّى لهم من جعالة على حدّ قولهم.
