حزب الله «يُحابي» الإنتفاضة.. و«يضرب» المنتفضين!

حزب الله جسر الرينغ

تعودنا على حزب الله أن يكون أكثر تماسكاً في عرض أفكاره وفي سلوكه ولكن شيئاً ما قد طرأ عليه وغير هذا الواقع. يدعي انه مع مطالب الانتفاضة ولكنه ينتفض بمواجهتها، يدعو المتظاهرين إلى الاعتصام في الساحات ولكنه يغزوهم فيها ويدمر خيامها، يعلن ان الانتفاضة وسيلة فعالة لفرض الإصلاحات ولكنه يتهمها بالتبعية للسفارات، يدعو للوحدة الوطنية والتآخي و جمهوره يهتف (شيعي، شيعي) ويكسر السيارات والمحلات أينما مر، وشارع مونو نموذجاً. يهاجم الفاسدين ويتهمهم بالعمالة، ويؤكد وجود ملفات فساد تطال المرتكبين ثَم يدعوا من لديه معلومات حول الفساد ان يقدمها للقضاء ،وفي ذات الوقت يتحالف مع رموز الفساد من كل الاتجاهات.

اقرأ أيضاً: هل قرر حزب الله فض التظاهرات بالقوة، وما فحوى الرسالة التي وجهها للجيش اللبناني المتعاطف مع الثورة؟

يؤكد على أهمية تأمين لوازم الصمود وحليفه يرفض العرض الكويتي لتأمين معامل ولوازم تأمين التيار الكهربائي. يهاجم حاكم مصرف لبنان والبنوك، وكبار سياسيي البلد يهربون أموالهم عبر المصارف إلى خارج البلد وأمام عينيه. يتهم معارضييه بالعمالة ويصر على مشاركتهم بالحكومة، يدعو الثوار إلى الأحتكام إلى القضاء الذي لم يصل في أية دعوى فساد إلى خواتمها، يدعوا إلى الاعتماد على الصين التي لم تتردد بإبداء عدم ترحيبها بالاقتراح.     

الخطوة العملية الوحيدة التي قام بها هي التعدي على الثوار اللذين وحدهم من الممكن أن يقدموا حلولاً لمنع الانهيار التام. والآن بتنا وسط الانهيار وما زال الحزب يعادي محاربي الفساد ويحالف اربابه، يدعوا إلى منع تقسيم المناطق بالحواجز وقطع الطرقات، ويهاجم الجيش وقائده وهو يعلم أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة القادرة على لم وسخ السياسيين والحفاظ على وحدة البلد. أي تخبط وضياع هذا، وأي رمال متحركة يسبح فيها الحزب!، وهل هذا الضياع مرده إلى أسباب داخلية ام إلى املاءات الولي الفقيه، أم هوالطموح إلى امساك أشلاء البلد عبر “باسيليي الطوائف”؟

السابق
«غزوة» عين الرمانة.. حجارة ومولوتوف وشائعات
التالي
الأزمة تطال العمال الأجانب أيضاً!