لماذا لم ينتفض اللبنانيون في وجه جشع بعض الأطباء والمستشفيات؟

بالرغم من كل المفاسد التي جلبها سياسيو لبنان على الوضع المالي والاقتصادي ، وبالرغم من تحملهم مسؤولية تردِّي مستوى المعيشة عند السواد الأعظم من اللبنانيين مما أدى إلى انعدام القدرة على تلبية الحاجات الحياتية لدى قسم كبير منهم وتسبب كل ذلك بخروج الناس إلى الساحات لتعترض على الواقع الفاسد عبر الحراك الشعبي الذي يعلم الكل كيف بدأ ولكن أحداً لا يدري كيف سينتهي ؟

وقد انطلقت ورشة المطالب الشعبية عبر فتح ملفات الفاسدين على أكثر من صعيد ، إلا أن هناك ظاهرة في الكيان اللبناني لم يتطرق أحد لها بالمعالجة والإضاءة عبر الإعلام من قبل فاعليات هذا الحراك ، ألا وهي ظاهرة جشع قسم كبير من الأطباء ومن المستشفيات اللبنانية الخاصة الذين يستغلون المرضى ولا يرحمون الفقراء والضعفاء ويتلاعبون بأرواح الأبرياء لتحقيق المكاسب المادية ! فهناك طائفة كبيرة من أطباء لبنان أصبحوا من كبار الرأسماليين من خلال استغلالهم المرضى وفرض أكلاف غالية على العلاجات سيما العمليات الجراحية ، وتتواطئ معهم مجموعة من المستشفيات الخاصة التي يعتبر بعضها في لبنان الأغلى في العالم رغم عدم تفوقها على كل مستشفيات العالم من حيث نوعية الخدمات الطبية والاستشفائية التي تقدمها !

ونحن لا ننكر أن كل طب العالم قد يكون موجوداً في القطاع الصحي في لبنان ولكن الطب اللبناني لا يتفوق على طب العالم كله لتكون أكلاف بعض العلاجات والعمليات الجراحية في لبنان هي الأغلى في العالم ! ولدينا العديد من الشواهد ، من مستشفى كليمنصو إلى مستشفى بلڤو إلى غيرها من المستشفيات التي يصح وصفها بالتجارية بضرس قاطع . فمتى يفتح الحراك ملف المفسدين وناهبي المال العام والخاص من الأطباء وأصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان ؟ ومتى يبدأ إعلام الحراك بمتابعة قضايا المرضى المظلومين والذين تم استغلالهم والعبث بأرواحهم والمتاجرة بمرضهم من قبل القطاع الطبي اللبناني ؟ هذه الأسئلة وغيرها تحتاج لفتح باب المحاسبة ، وهناك صفقات الأمصال والبنج الفاسدة المستوردة من جمهورية مصر العربية وصفقات تصدير الپنادول الفاسد إلى العراق التي لم يتطرق لها أحد وغيرها وغيرها من ملفات بحاجة لفتح باب المساءلة على مصرعيه في ظل الانتفاضة التي اشتعلت نيرانها في البلاد هذين الشهرين ، فهل من مستجيب ؟

اقرأ أيضاً: اللبنانيون يثورون على الطبقة السياسية…

السابق
ترامب يُهاجم ايران.. لهذا السبب منعوا الإنترنت!
التالي
مواطنون يحتفلون بالاستقلال على طريقتهم.. موكب «شعلة الاستقلال» إنطلق