لكل «إنتفاضة» مقال.. ومقام فني وثقافي

التظاهرات في لبنان
ليست الانتفاضة باحتقان وتوتر ومحاسبة وعقاب وانفعال جماهيري خاضع للنقاش وللتحليل فقط انما هي لحظة لتحولات نفسية-ثقافية ،تبدلات لنمط تفكير وطني جديد وصحيح.

بعد لحظة الحراك “الصفعة” فقدت الاغاني الوطنية القديمة دورها ومهمتها لان الاحداث في الساحات والشوارع طبقت مضمونها وسبقتها بمسافات الى الامام إذ ما عاد صحيحا ان “يا علي، أن حطام ابنائنا وأسلحتهم يغطي السفوح ونحن نرى ذلك بصمت” فقد غاب الصمت وحلّ مكانه ضجيج المنتفضين، زال الخوف وحلّت مكانه الشجاعة.

اقرأ أيضاً: «حراك طرابلس خارطة طريق» ندوة في «عروس الثورة».. الأمين: فرض أجندته على الإعلام ووحد الساحات

كل النصوص والروايات والمقالات وكل الأراء والمسرحيات والاغاني وكل الايحاءات والاشارات التي كانت تؤسس وتحرّض الناس على التعبير والانتفاض ضد الفاسد والسارق والمحتال والدجال والمجرم في الحكم اصبحت في لحظة سابقة وقديمة للاحداث الحالية وما على المثقفين والفنانين والكتاب والشعراء الا البدء بنصّ جديد يواكب اللحظة الثورية العابرة  لان ما كان تحفيزا وتحريضا من اجل حماسة ثورية لقلب الشارع ما عاد يصلح اليوم لان الشارع والساحات والاذهان والرؤى قد انقلبت فعلا وسار الطلاب والتلامذة والشبان والشرفاء من كل الاعمار باتجاه كتابة ثقافة جديدة، ثقافة تنفيذ الامنيات وبلورتها ، باتجاه ثقافة وطنية تحققت بالفعل بعدما نزل اللبنانيون الى ميدان القتال من دون سلاح متجاوزين احلام اليقظة وصانعين للمعجزات.

ما عدنا نكتب من خوفنا بقلم رصاص، اصبحنا نكتب ونقول ونصيح جهاراً وعلى الشاشات: ليسقط حكم المجرم والفاسد والسارق والشبيح والدجال والازعر.

اقرأ أيضاً: ما أوقح السلطة وهي تحاضر بـ«العفة»!

انتظرت حميدة التغلبية مئة فارس شجاع وملثم فجاءها الآلاف ومن دون اقنعة  لينفذوا أحلامها.

سقطت الاغاني الثورية القديمة وكل النصوص العتيقة لان هدفها قد تحقق وبقي الحنين لها فقط وفتحت الافاق اليوم لثقافة ولنمط تفكير جديد ليصنع ذكرياتنا في المستقبل وليس في الماضي.

ايها المنتفضون ،لقد طويتم صفحة ثقافية مشبعة بالنواح والعزاء والتحريض وبداتم بكتابة صفحات ثقافية مشرقة في تحقيق العدالة والازدهار والرقي والمحاسبة.
“إنكم يا اخواني الثوار مثل موج البحر متى وقفتم انتهيتم”.

السابق
ديوان المحاسبة في مرمى المحتجّين!
التالي
«التوك توك» رمز الاحتجاجات في العراق وسيارة إسعافها