«حراك طرابلس خارطة طريق» ندوة في «عروس الثورة».. الأمين: فرض أجندته على الإعلام ووحد الساحات

علي الامين

عُرفت ب “عروس الثورة”، منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية التي تعمّ لبنان ومناطقه، منذ 17 تشرين الأول وتحتضنها عاصمة الشمال بأبهى الصور. تُسجل طرابلس أروع مشاهد الثورة بحراكها المنظم والراقي، ولا يزال المعتصمون في ساحة عبد الحميد كرامي يحافظون على الزخم والإصرار نفسه منذ اليوم الأول لبدء الحراك وسط هتافات وصوت واحد ″الشعب يريد إسقاط النظام″ وعلى وقع الأغاني والأناشيد الثورية.
وعلى خط مواز، وأمام هذه الصورة النموذجية التي تقدمها طرابلس، أطلقت عاصمة الفيحاء فاعليات الثورة عبر نشاطات ثقافية وفنية، فضلا عن ندوات كان آخرها تحت عنوان “حراك طرابلس خارطة طريق”، التي نظمتها مؤسسة فرح ورشة عمل حول ثورة طرابلس، اليوم الأربعاء في مطعم الـ
” EBS” الميناء.
حضر الندوة رئيس تحرير موقع جنوبية الصحافي علي الأمين، والإعلامية راشيل كرم والمحلل السياسي أحمد الأيوبي، والخبير الاقتصادي توفيق كاسبار، إضافة الى ممثلين عن حراك طرابلس وغيرها من الوجوه الاقتصادية والقانونية والإعلامية. وتضمن برنامج ورشة العمل 6 محاور.
وفي المحور الإعلامي، أشار الأمين ان “أحد أبرز وجوه هذه الثورة فرادة، صرخة الوجع اللبنانية الموحدة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ضد الجوع والذل والمحسوبيات، والتي تمارسها الأحاديات والثنائيات السياسية والمذهبية والطائفية المستبدة”. وتابع”: وفتحت الساحات على بعضها البعض وكسرت الهواجس والقيود المناطقية والطائفية وتحولت ساحات لبنان إلى ساحة لبنانية واحدة”، والى جانب الصحافي علي الأمين كان لكل من الأيوبي وكرم كلمة تحدثا فيهما فيه دور الاعلام بنقل الصورة وصوت الناس”.

والى جانب الشق الإعلامي، تتخلل ورشة العمل مناقشة الوضع الاقتصادي، ناقش خلاله الخبير الاقتصادي توفيق كاسبار والدكتور محمود رواس الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان والتي تفاقمت مؤخرا لا سيما وان الأزمة الاقتصادية هي التي سرعت انفجار الاشرع بوجه السلطة السياسية القائمة.

إقرأ أيضاً: ندوة في طرابلس عن أزمة الحراك المدني والرئاسة مع الصحافي علي الأمين

ولا شك ان الحراك في طرابلس، كان محور الحديث لا سيما وان عاصمة الشمال تميزت عن سائر المناطق من حيث التنظيم والشكل والأعداد الهائل وطريقة التعبير، اذ تحدث عدد من حراس المدينة عن تجربتهم إضافة الى الباحث الاجتماعي أديب نعمة، والنشاط الاجتماعي أحمد حلواني.
وكان أيضا للشق القانوني حيزا مهما في ورشة العمل هذه وقد شارك في هذا المحور، المحامي والنائب السابق غسان مخيبر، إضافة الى المحامي والحقوقي رامي إشراقيه.
أما في المحو ر العربي فتحدث الدكتور جاسم الحلفي قيادي في الحزب الشيوعي العراقي، عن التجربة العراقية في الحراك الشعبي، ونائب وامين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الإعلامي أحمد الهاشمي عن التجربة التونسية.

كذلك حظي المحور النسوي بأهمية كبيرة في ورشة العمل لا سيما وان المرأة شكلت عاملا أساسيا في الانتفاضة الشعبية، وتولت الناشطة والباحثة الاجتماعية في المجال النسوي الأستاذة لورا صفير الناشطة الاجتماعية سارة الشريف.

وفي مداخلته ، أكد الأمين انه “لأول مرة في تاريخ الإعلام في لبنان، يفرض حدثاً جللا مثل الحراك الذي تحول إلى إنتفاضة فثورة حقيقية أجندته على وسائل الإعلام، التي إستنفرت للحاق به وفتحت الهواء مباشرة كقضية مركزية حتى ولو لم يكن على هواها، بعد أن كانت لسنوات طوال عبر اللعبة التلفزيونية الفضائية هي من تحدد أجندتها على المشاهدين عبر برامجها الموجهة والمكثفة وحملاتها السياسية لخدمة شريحة من المشاهدين في إطار تنافسي”.
كما اشار الأمين ان ” وسائل الإعلام لم تفتح الهواء للثورة على مدار الساعة “مجانا”، وهذا لا يعني انها كما أشيع أنها تتلقى تمويلا محليا أو خارجيا، في محاولة لتهشيم صورتها كما صورة الثورة برمتها، لافتا ان” الحقيقة أن وسائل الإعلام بمعزل عن ان معظمها يؤمن بالثورة ويدعمها، تورطت إيجابا بالحدث وهي ” تستثمر” به للأيام المقبلة، على قاعدة ان أيام الثورة الإعلامية ولعبة ” الرايتنغ” التي تتحكم بها، ستعوضها بعد الثورة إذا حجزت لنفسها مكانا خلالها”.

اما المقارنة الإعلامية البديهية مع لحظة ١٤ آذار، قال الأمين “ربما تكون محقة للوهلة الأولى، لكن تقادم الأيام أظهر ان أوجه الشبه ليست بكثيرة شكلا ومضمونا، إذ أن مكونات ١٤ آذار كانت تلتف حول قضية سياسية أبطالها الأحزاب المشاركة في السلطة، وقد إندفعت إلى ساحة واحدة، بينما ثورة ١٧ تشرين الأول، ضد السلطة بالكامل وتدفع نحو إسقاطها وقد عمت كل الساحات”.
كذلك رأى الأمين انه “لعل أحد أبرز وجوه هذه الثورة فرادة، صرخة الوجع اللبنانية الموحدة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ضد الجوع والذل والمحسوبيات، والتي تمارسها الأحاديات و الثنائيات السياسية والمذهبية والطائفية المستبدة، ففتحت الساحات على بعضها البعض وكسرت الهواجس والقيود المناطقية والطائفية وتحولت ساحات لبنان إلى ساحة لبنانية واحدة”.
ختاما أكد الأمين انه “هذه الثورة لقنت دروسا جدية وجديدة في الإعلام، ونسفت نظريات في فن الإعلام وحلت مكانها أخرى، لعل أبرزها أفتح الهواء على حراك الناس وأمزجتها، و دع الإعلاميين الهواة والمحترفين يتعلمون ميدانيا من الناس حول كيفية الوقوف على وجعهم وحقوقهم و مطالبهم في عين الثورة وعنها”. 

علي الامين طرابلس ندوة
السابق
نصرالله: ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني وعون من احفاد علي بن ابي طالب!
التالي
اليكم أسرار الصحف اليوم (7-11-2019)