دول الخليج تبحث عن حليف أكثر مصداقية من اميركا.. والعين على روسيا!

بوتين

حظيت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية والإمارات اهتماما اقليميا ودوليا واسعا، حول اسبابها وتداعياتها على كيفية ادارة الملفات.

وقد نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا يؤكد فيه ان الزيارة تدلّ على التنسيق بين هذه الدول النفطية الثلاث، بالإشارة الى تزايد التأثير الروسي في الشرق الأوسط.

ويشير التقرير، إلى أن توقيت الزيارة ربما كان يحمل إشارات سعيدة لبوتين، ففي الأسبوع الماضي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، في وقت ترك تردده تجاه إيران الكثير من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يشعرون بحالة من التوتر.

وتورد الصحيفة نقلا عن بوتين، قوله في مقابلة مشتركة مع قناة “العربية” و”سكاي عربية” و”روسيا اليوم” يوم الأحد: “أقمنا علاقات تعتمد على التوجهات الإيجابية النابعة من اتصالاتنا، ولا نقوم ببناء تحالفات ضد أي طرف”.

ويبين التقرير أن زيارة بوتين لمنطقة الخليج تظهر الدفء المتواصل في العلاقات بين روسيا والدولتين الخليجيتين اللتين كانتا من ضمن التحالف الغربي ضد الاتحاد السوفييتي أثناء الحرب الباردة، مشيرا إلى أن التقارب الروسي الخليجي هو جزء من استراتيجية تضع موسكو في مركز سياسة الشرق الأوسط.

إقرأ أيضا: بوتين في السعودية.. توقيع اتفاقيات وتعزيز التعاون

هذا وقد أعلن بوتين أنه سيزور دولة حليفة لأمريكا في المنطقة، وهي إسرائيل، في بداية العام المقبل، وتشير الصحيفة ان السعودية والإمارات وإسرائيل رأت في رئاسة ترامب وسيلة لإنعاش العلاقات مع الولايات المتحدة، ورحبت بقرار الرئيس الخروج من الاتفاقية النووية التي وقعت عام 2015 مع إيران، إلا أن هناك شكوكا في العلاقة مع واشنطن، في وقت يتزايد فيه التوتر في منطقة الخليج.

ويفيد التقرير بأنه عندما تعرضت المنشآت النفطية السعودية لهجوم أوقف نصف الإنتاج، واتهمت إيران بتنفيذه، لم يتحرك الرئيس الأمريكي، ما أثار عدة أسئلة حول علاقاتها مع الولايات المتحدة والأسلحة الضخمة التي اشترتها منها، لافتا إلى أن الولايات المتحدة قالت يوم الجمعة إنها سترسل 1800 جندي أمريكي إلى السعودية، لكن الرئيس أكد الطبيعة المالية لنشر القوات، وقال إن السعودية ستقوم بدفع كلفة نشر الجنود والمعدات العسكرية الأخرى، وقال للصحافيين: “وافقت السعودية على دفع كلفة كل شيء نفعله”.

وتذكر الصحيفة أن روسيا تحالفت منذ عام 2015 مع الأسد، وقدمت له الدعم العسكري والغطاء الجوي، في حربه الوحشية ضد جماعات المعارضة السورية، مشيرة إلى أن موسكو أدت دورا مهما في المفاوضات، التي استمرت ثلاثة أيام، بين حكومة بشار الأسد وقوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر عليها الجماعات الكردية، وذلك بحسب مسؤول أمني كردي.

وبحسب التقرير، فإن روسيا لا تقيم علاقات فقط مع الأكراد، بل لها علاقات مع تركيا، التي تعد عضوا في الناتو، واشترت من موسكو نظام أس-400، الذي أدى إلى نشوء أزمة مع واشنطن، التي أوقفت التعاون مع أنقرة في برنامج مقاتلات أف-35.

وتقول الصحيفة إن روسيا تظل أضعف عسكريا من الولايات المتحدة، ومن عدة جوانب، ويستدرك التقرير بأنه مع الحلفاء القدامى، فإن أكراد سوريا، يجدون أنفسهم على طرفي النقيض، وحتى أصدقاء واشنطن مثل إسرائيل لم يعودوا يعرفون أين تقف أمريكا، وهو ما يدفع دولا، مثل الإمارات والسعودية، للتعامل مع روسيا بصفتها حليفا أكثر مصداقية، حتى لو كانت منافسة وعدوة لأمريكا وتتعامل مع أعدائها.

وتختم “واشنطن بوست” تقريرها بالإشارة إلى أن بوتين أكد في مقابلته مع وسائل الإعلام، يوم الأحد، علاقات بلاده الإيجابية مع السعودية والإمارات، لكنه لم يخف علاقات بلاده مع إيران وسوريا، وقال إن حكومته لا تحتاج إلى التوسط، ويمكن أن تؤدي دورا حيويا من خلال الحوار معها وتقديم أفكار لها.

السابق
مرة جديدة.. يعقوبيان في مرمى ذكورية التيار الحر وتحقيره للمرأة!
التالي
الفوضى تعود مجددا الى سوريا مع انسحاب ترامب!