فضيحة أكاديمية مدوية: حزب الله «يُصدر» الشهادات.. «على هواه»!

يتدخل حزب الله في كل شاردة وواردة في النظام اللبناني، وفي التركيبة اللبنانية، ويتابع أدق التفاصيل في الشأن العام اللبناني، خصوصاً في الدائرة الشيعية، وهو وإن كان عاجزاً عن المعالجة الكاملة والصحيحة لكثير من الملفات كالملف الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي، ولكنه له اليد الطولى في كثير من الملفات كالأمنية والعسكرية والقضائية.

ففي الملف القضائي مثلاً يتدخل حزب الله بثقله أحياناً في القضاء الشرعي والمدني والجزائي والإداري، ويؤثر على سير المحاكمات والأحكام القضائية في صغار الدعاوى وفي كبارها، ولدينا مجموعة لا بأس بها من المتضررين من هذه التدخلات القضائية، قد نكشف عن أسماء بعضهم في حينه، كما يتدخل الحزب بوضوح في إدارات الكثير من الشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية والاستثمارية والصحية والاجتماعية والثقافية والتربوية الأكاديمية وغير الأكاديمية خصوصاً في الدائرة الشيعية.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» لن يواجه العقوبات وحيداً.. سيزج بالمصارف!

وبالطبع تدخله من المُسَلَّمات في جميع الأنشطة الدينية، فهو يحاول احتكار الدين ومظاهر التدين في الدائرة الشيعية فيُفسِّقُ – وقد يُكفِّر في الدائرة الشيعية – من يشاء ويُعِزُّ – في الدائرة الشيعية – من يشاء ويذل من يشاء، بيده الشر وهو كل شر في البعد الإمكاني قد يكون قدير! وكل ذلك لتحقيق مصالحه ومصالح محازبيه، كما يتوسط الحزب لمساعدة عناصره والموالين لحزبه في أكثر دوائر الدولة من أعلى الهرم إلى أسفله! وقد تضاعف تدخله في دوائر الدولة مع وصول الرئيس العماد ميشال عون إلى سدة رئاسة البلاد الأولى، وهذه الأمور لا تخفى على كل المتابعين للشأن العام في لبنان.
 ومن أوجه التدخل الحزبي لحزب الله من أوجه ذلك الضغوطات الكثيرة التي يمارسها الحزب في إدارة مجموعة من الملفات في العديد من الجامعات الخاصة وفي الجامعة الحكومية، فعلاوة على فرضه قبل ثلاث سنوات كل أسماء محازبيه للتفرغ للتدريس في الجامعة اللبنانية.

وعلاوة على تدخلاته المشابهة في المدارس الخاصة والحكومية في المناطق الشيعية، أفاد بعض المقربين من الحزب بأنه يعمد من خلال محازبيه ومؤيديه والمنسقين معه من إداريين وموظفين وبعض المستقلين إلى التأثير على نتائج التقديرات الجامعية، بحيث يحاول عدم انجاح مخالفيه في الرأي السياسي ويسعى لعدم حصولهم على أعلى التقديرات التي يستحقونها بجدارتهم وذكائهم خوفاً من تعاظم شأن هؤلاء اجتماعياً وسياسياً.

فالحزب يُقْحِم السياسة في الاقتصاد والاجتماع بهدف محاصرة مناوئيه، تماماً كما تفعل السياسة الأمريكية والصهيونية، ثم تأتي أبواقه الفكرية والإعلامية لتهاجم السياسات الأمريكية والصهيونية، حتى وصل الحال بالمتضررين والمراقبين للاعتقاد بعدم وجود ما يُسمَّى بالحالة الإسلامية في الدائرة التي يتحرك فيها الإسلاميون الحزبيون، حيث لا منهجية دينية في التعاطي من حزب الله مع مخالفيه في الرأي السياسي تماماً كما هم الأمريكان والصهاينة!

وهذا أمر يستدعي مراجعة دقيقة للأيديولوجية والمنطلقات الفكرية والثقافية التي يتحرك حزب الله من خلالها.

فالحزب يضغط باتجاه تسجيل الكثير من الأطروحات والرسائل الجامعية لمحازبيه تماماً كما فعل في عهد ترؤس الدكتور طلال عتريسي للمعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية حيث تم تمرير أكثر من ثلاثماية أطروحة دكتوراه ورسالة ماجستير لمحازبيه في عهد ولاية الدكتور عتريسي كما تم رفض تسجيل بعض الأطروحات والرسائل الجامعية لأشخاص مستقلين ولآخرين مخالفين للحزب بحجة تطبيق بعض الضوابط الإدارية، مما دفع لفرض قرارٍ إداري لاحقاً لتلافي النقد والفضيحة لجهة تحديد العدد التي ينبغي قبوله في الجامعة الحكومية في عهد ولاية من خلف الدكتور عتريسي، وهذا نموذج واحد من نماذج تدخلات الحزب في الشؤون الأكاديمية! وثمة  اعتراضات من مجموعة من الدكاترة والحائزين على الماجستير واجهوا هذا النوع من المعاناة بسبب عدم انتمائهم للحزب!

اقرأ أيضاً: سياسة جنون حزب الله: ساعدونا مالياً.. لنستعمركم

فهل هكذا يكون العدل الاجتماعي المنشود لو كانت للحزب الحكومة المطلقة في البلاد؟
وهذا يدفع بكثير من الشيعة المستقلين للبحث عن البدائل التي قد تكون موجعة للحزب في الاستحقاقات القادمة تماماً كما يتوعد السياسيون أن تكون بنود الموازنة الجديدة موجعة بمرأىً ومسمع من الحزب وقيادته الذي يقف موقف المتفرج أمام الأزمات التي تعصف بالبلاد..

السابق
جولة جديدة للعراقيين بعد «الأربعين».. تعديلات دستورية وحلّ المليشيات
التالي
بالصور والفيديو.. النار «تأكل» لبنان!