«صادرات ايران» و«القرض الحسن».. الملاذان الاخيران لـ«حزب الله»

يبدو ان الأزمة المالية التي يعاني منها لبنان مؤخرا بفعل شحّ الدولار في الأسواق اللبنانية وتداعياتها على الأوضاع المعيشية والحياتية للمواطنين، زادت الضغوطات والحصار المالي على “حزب الله” الذي يعاني الأمرين من العقوبات الأميركية، ومع ازمة الدولار بات هامش التحرّك أمام الحزب لمواجهة ما يحصل ضيّقاً، ولم يبق أمامه سوى منفذين مصرفيين لتلبية الحاجات النقدية لأنصاره.

ومع إصرار الإدارة الأميركية توسعت بيكار العقوبات لتشمل حلفاء حزب الله في الداخل اللبناني كما حذرت مرارا وتكرارا اذ أدرجت نائبين لبنانيين على لائحة العقوبات، ناهيك عن إدراج مصرف “جمال ترست بنك”، وامام هذا الوضع لم يبقَ أمام حزب الله سوى خيارات محدودة، وذلك لتغطية احتياجات السوق من الدولار من خلال مؤسسة “القرض الحسن” التي تُعدّ من أهم مؤسساته المالية، وبنك “صادرات إيران”. وذلك بحسب تحقيق نشرته “العربية” .


وفي هذا السياق، أوضح مصدر لبناني مصرفي رفيع لـ”العربية.نت” “أن جمعية القرض الحسن غير موجودة على لائحة المصارف المُرّخصة من قبل مصرف لبنان، ربما لأنها جمعية ما يُحتّم ترخيصها من وزارة الداخلية”، مضيفاً ” لا نعلم طريقة تمويله”.

وأشارت “العربية” الى تعاون الجمعية، مع مؤسسات تابعة للبنية التحتية “المدنية” لحزب الله، منها جمعية جهاد البناء التابعة لحزب الله. ولم يقتصر عمل “القرض الحسن” على النشاطات المصرفية المحلية، بل تجاوز الحدود اللبنانية لرفد المساعدات “للحلفاء”، لاسيما الحوثيين في اليمن.

ففي تشرين الثاني 2018، فتحت الجمعية حساباً لنقل التبرعات للحوثيين في اليمن، وفي نيسان 2019 افتتحت الجمعية حسابين لنقل التبرعات لضحايا الفيضانات في إيران من قِبل الهلال الأحمر الإيراني وجمعية الإمداد التابعة لحزب الله. وتدخلت الجمعية حتى في التمويل العسكري.

وإلى جمعية “القرض الحسن”، شكّل بنك “صادرات إيران” ملاذاً مصرفياً أخيراً لـ”حزب الله” رغم أنه على لائحة العقوبات الأميركية بسبب نشاطاته المالية لمصلحة النظام الإيراني.

وفي العام 2018، طلب مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي خلال زيارته لبنان، إقفاله إلى جانب المصرف التجاري السوري اللبناني، لأنهما يموّلان نشاطات الحزب.

وتعليقاً أوضح المصدر المصرفي الرفيع “أن المصرف موجود على لائحة المصارف اللبنانية المرخّصة التي تخضع لرقابة لجنة المصارف، وهو مُدرج تحت الرقم Part 560- 31 CFR وحجمه النقدي صغير جداً”. وأكد “أن المصرف يعمل حالياً في أطر ضيّقة ومحددة”.

إقرأ أيضا: واشنطن تنشر قانون معاقبة «حزب الله»: نصرالله وبدر الدين و«المنار» و«القرض الحسن» على اللائحة

تأسس “صادرات إيران”، في طهران في العام 1952 . ويملك في لبنان مكتباً إقليمياً، و5 فروع.

يذكر أن مصرف “صادرات إيران” شكل وجهةً مصرفية لـ “مؤسسة الشهيد” التابعة لـ”حزب الله” بعد أن تم إدراج “جمال ترست بنك” على لائحة العقوبات.

فقبل 6 أشهر من إدراج المصرف على لائحة OFAC، نقل حزب الله حسابات “مؤسسة الشهيد” إلى بنك “صادرات إيران” بعدما طلبت منه إدارة “جمال ترست بنك” إقفال حسابات المؤسسة، لأنها كانت قد علمت بأن المصرف مُهدد بوضعه على لائحة العقوبات.
ومنذ ذلك الحين، بات الأهالي يتلقّون عائداتهم الشهرية من بنك “صادرات إيران”.

السابق
اعترف بقيامه بعدّة عمليات سرقة.. هكذا تم توقيفه!
التالي
الحريري يتنصل من موقف باسيل: لبنان ملتزم بالاجماع العربي!