خطر «داعش» مجدداً.. هكذا لوح الأكراد في وجه تركيا

قسد
«سجناء داعش» في سجون قوات سوريا الديمقراطية، كان حديث عدة أطراف تتجاذب فيما بينهما السيناريوهات المتوقعة للتوغل التركي في منطقة شرق الفرات وسط رفض كردي واستعداد للمواجهة ومواربة أميركية لم تحسم نتائجها بعد

حيث أفاد بيان للإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، الاثنين، بأن أي هجوم تركي على شمال سوريا سيخلف فوضى تسمح لداعش بالعودة.

وأضاف البيان أن التهديدات التركية عقبة أمام تحقيق الاستقرار والسلام في سوريا، داعياً النظام السوري وروسيا للتحرك بموقف واضح ضد التهديدات التركية.

وكانت تركيا قد أعلنت أنها ستبدأ عمليةً عسكرية شمال سورية قريباً بعد انسحاب القوات الأميركية من بعض نقاط المراقبة قربَ الحدود السورية التركية، فيما دانت قواتُ سوريا الديمقراطية الخطوةَ الأميركية وحذرت من التوغل التركي الوشيك.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في وقت سابق الاثنين أن الولايات المتحدة لا تؤيد العملية التركية المرتقبة في شمال سوريا ولن يدعمها الجيش الأميركي بأي شكل من الأشكال، لتنأى واشنطن بنفسها عن عملية تهدد المقاتلين الأكراد السوريين الذين تدعمهم.

إقرأ ايضاً: «قسد»: طعنتنا في الظهر.. و «ترامب» يرد: قاتلتم مقابل المال!!

وأفاد المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان في بيان أن «وزارة الدفاع أوضحت لتركيا، مثلما فعل الرئيس، أننا لا نؤيد أي عملية تركية في شمال سوريا. القوات المسلحة الأميركية لن تدعم أي عملية من هذا النوع أو تشارك فيها».

وأضاف هوفمان أن وزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك مايلي أبل التحدي الأكبر للهجوم التركي، هو احتمال قيام القوات الكردية، بإطلاق سراح المئات من مقاتلي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية والذين تحتجزهم في سجونها، كرد على انسحاب القوات الأمريكية وتخليها عنهم، بعد أن حققوا نجاحاً كبيراً في مساعدة واشنطن على هزيمة التنظيم المتشدد في شمال وشرق سورية وهو ما سيجعل تركيا في مواجهة من نوع آخر، في حال تسلل هؤلاء إلى أراضيها، أو أعادوا تنظيم صفوفهم هناك.

أما التحدي الآخر، فهو داخلي ويتعلق بموقف أكراد تركيا مما يجري، في ظل احتمال إندلاع أعمال عنف وشغب في المدن الكردية في جنوب وجنوب شرق تركيا، ما يضيف عبئاً جديداً على كاهل المؤسسة الأمنية التركية، في ظل أنباء عن قيام الأمن التركي بتعزيز قواته في المدن ذات الغالبية الكردية، تحسبا لأي طارئ.

تهديدات كردية واستنجاد بالمنقذ

ومن الممكن أن ينعكس شكل المواجهة وطبيعة الرد الكردي على التحركات التركية بشكل سلبي على الاقتصاد التركي وعلى أسعار صرف العملة المحلية، في ظل أزمة اقتصادية تعيشها البلاد منذ أعوام، وهو أمر من شأنه أن يزيد الأمور تعقيداً في حال طال أمد العملية، بحسب مراقبين.

في حين دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المواطنين السوريين للتوجه نحو المناطق الحدودية والوقوف في وجه الهجوم التركي غير المبرر على المنطقة، وأضاف البيان أن التهديدات التركية لم تتوقف منذ بداية الأزمة في سوريا، وأنها باتت «تشكل اليوم عقبة حقيقية أمام تحقيق الاستقرار وتحقيق السلام في سوريا في ظل عدم توفر أية حجج أو أسباب يمكن لتركيا من خلالها أن تهدد وتهاجم شعبنا في مناطقه الآمنة والمستقرة».

وقالت الإدارة الذاتية الكردية إنها حاولت «بكل السبل تجنيب المنطقة حالة حرب وقمنا بواجبنا في العمل على تحقيق اتفاق آلية أمن الحدود بالتعاون مع الأمريكيين».

وأكد البيان أن «التهديدات التركية والهجمات المحتملة جدا سابقة خطيرة ولها تداعيات كبيرة وسلبية على عموم المنطقة وتفتح الأبواب أمام عودة الأمور إلى ما كانت عليه في السنوات الأولى من بداية الأزمة في سوريا حيث الفوضى، أيضا يمكن من خلال الهجمات التركية أن يقوم تنظيم «داعش» وكافة القوى الإرهابية بالاستفادة من الفوضى الناجمة وبالتالي إعادتهم لتنظيم أنفسهم وهذا مهدد لأمن واستقرار المنطقة وعموم العالم خاصة في ظل حدوث هجرة ونزوح مليوني».

إقرأ ايضاً: اللبس بشأن «الهجوم والانسحاب».. تفاصيل المكالمة الساخنة بين ترامب وأردوغان

وجددت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا موقفها بأن الحوار «هو النهج السليم لحل كافة الأمور والقضايا مع كافة الأطراف بما فيها تركيا»، مشددة أنها تركز في عملها «على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا ومجتمعها وتنوعها الموجود».

ودعت كافة القوى الفاعلة في سوريا «بما فيها روسيا والنظام السوري.. أن يتحركوا ويبدوا موقفهم الواضح والصريح حيال هذه التهديدات والهجمات المحتملة، معتبرة أن الهجمات التركية مدمرة للمنطقة وتوجه كارثي يتحمل مسؤوليته العالم كله».

اعتبرت الخارجية الأمريكية أن خطة تركيا بشأن إعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى أراضي شمال شرق سوريا بعد العملية التركية المرتقبة في المنطقة «فكرة مجنونة».

وقال مسؤول رفيع من الخارجية الأمريكية لم يتم الكشف عن هويته، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين لبعض وسائل الإعلام، حول التطورات الأخيرة في سوريا، ردا على سؤال حول نية تركيا إعادة عدة ملايين اللاجئين السوريين إلى المنطقة: «ربما هذه أكثر الأفكار التي سمعتها جنونا على الإطلاق».

مواربة أميركية وتضييق

وشدد المسؤول الأمريكي على أن الولايات المتحدة لا تؤيد «بأي شكل من الأشكال» العملية التركية المترقبة شمال شرق سوريا ضد المقاتلين الأكراد، الذين حاربوا تنظيم «داعش» متحالفين مع القوات الأمريكية.

وأشار مع ذلك إلى أن الولايات المتحدة تتوقع من تركيا تولي المسؤولية عن عناصر تنظيم «داعش» المسجونين في هذه المنطقة إذا سيطرت القوات التركية عليها خلال توغلها المرتقب.

وأضاف المسؤول أن منشآت احتجاز عناصر «داعش» لا تزال تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية»، وأوضح في هذا السياق: «إذا دخلوا منطقة فيها مسجونون وانسحبت قوات سوريا الديمقراطية من المواقع الأمنية حول هذه السجون، فإننا نتوقع من الأتراك تولي المسؤولية عنها».

إقرأ ايضاً: مع بدء الانسحاب الأميركي.. الأكراد مستاؤون والنظام يقامر

فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الإثنين، أن مركز العمليات الجوية المشتركة، أخرج تركيا من ترتيب المهام الجوية في سوريا.

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلت بها المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية كارلا غليسون حيث أكدت أن المركز أوقف تزويد تركيا بمعلومات مراقبة واستكشاف.

وردا على سؤال عمّا إذا كانت هذه الخطوة بمثابة إغلاق المجال الجوي بوجه سلاح الجو التركي، أوضحت غليسون أنه من الناحية التقنية لا يمكننا القول بأن المجال الجوي أُغلق في وجه الطيران التركي، ولكن عندما يتم إخراج آلية جوية من ترتيب المهام الجوية، فإن تحليقها في مجال جوي دون تنسيق أشبه بالمستحيل.

السابق
هدوء حذر في العراق.. بإنتظار القرارات البرلمانية
التالي
بالأسماء.. الضمان يعلّق التعاقد مع 7 أطباء