إيران «تخوّن» ثوار العراق.. و«الحشد» يشدد قبضته

الاحتجاجات في العراق
وفي ختام جلسة استثنائية؛ أعلنت حكومة عادل عبد المهدي، التي تواجه أكبر تحدٍّ منذ توليها مسؤولياتها قبل نحو عام، في وقت مبكر أمس قراراً يشمل 17 تدبيراً اجتماعياً تتراوح بين مساعدات إسكان، وتقديم منح إلى شباب عاطلين من العمل، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

بحسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان الرسمية في العراق، فقد قتل 99 شخصاً على الأقل منذ الثلاثاء وأصيب نحو 4 آلاف. وغالبية المتظاهرين القتلى أصيبوا بالرصاص، وفق مصادر طبية كانت قد أشارت الجمعة الماضي إلى أنّ 6 عناصر شرطة قتلوا منذ بداية المظاهرات.

وانطلقت الحركة الاحتجاجية إثر دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تندد بالفساد والبطالة وتراجع الخدمات العامة في بلد يعاني من نقص مزمن في الكهرباء ومياه الشرب، وخرج في نهاية 2017 بعد إعلان «النصر» على تنظيم «داعش» من نحو 4 عقود من الصراعات. ويتركز هذا الحراك بالأساس في بغداد وجنوب البلاد. ويقدّم المتظاهرون الحراك العفوي على أنّه «غير حزبي» مقارنة بالتحركات السابقة.

اقرأ أيضاً: ما الجديد الذي حملته احتجاجات العراق؟

محافظ بغداد: كبش فداء!

إلى ذلك، ولتقديم كبش فداء يهدىء من غضب المحتجين،  قرر مجلس محافظة بغداد، أمس الأحد، قبول استقالة محافظ العاصمة العراقية فلاح الجزائري من منصبه. وقال رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض إن «مجلس محافظة بغداد صوت على قبول استقالة المحافظ فلاح الجزائري وفتح باب الترشح لمنصب المحافظ لمدة 5 أيام».

وكان الجزائري، الذي ينتمي إلى «حزب الدعوة» بزعامة نوري المالكي، قد شغل منصب محافظ العاصمة بغداد نهاية العام الماضي. ولم يتضح بعد سبب استقالة الجزائري؛ حيث تأتي إثر موجة المظاهرات التي شهدتها العاصمة، فقيل أنها لأسباب صحية، في حين ان المحللين قدروا ان اللاعبين الكبار على الساحة العراقية استنسبوا تحميل مسؤولية ضمنية للمحافظ عن الاحداث بدلا عنهم وعن اعوانهم.

إيران والحشد الشعبي يهددان

وغداة دعوات مثيرة للجدل من صحيفة «كيهان» الإيرانية الرسمية لاقتحام السفارة الأميركية في بغداد، عدّ ممثل المرشد الإيراني في «الحرس الثوري» عبد الله حاجي صادقي أن ما يجري في العراق «حرب حقيقية» مع الولايات المتحدة، محذراً من أنها «تسعي للقضاء على (الحشد الشعبي)».

وكان احد اعضاء مجلس قال مجلس خبراء القيادة في إيران إن “عناصر مندسة” في احتجاجات العراق الأخيرة تلقت تدريبًا “في معسكرات خاصة بأمريكا والسعودية”.

جاء ذلك على لسان عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة في إيران، عباس كعبي، والذي قال: “إن أعداء الشعبين العراقي والإيراني، أي بريطانيا الخبيثة وأميركا والسعوديين، كانوا يخططون منذ أكثر من عام، لإثارة الاضطرابات والفتن لتجيير سلاح المقاومة في العراق لصالح أمريكا والسعودية”.

بموازاة ذلك وفي تصريح خطير أكد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ان الحشد “جاهز” لمساندة الحكومة ضد “المتآمرين” على استقرار العراق، كما أعلن “ان فصائله جاهزة للتدخل لمنع أي انقلاب أو تمرد” في العراق، في حال طلبت الحكومة ذلك.

واشار الفياض خلال مؤتمر صحافي في بغداد الى أن هنالك من أراد التآمر على استقرار العراق ووحدته، مؤكداً أن الحشد الشعبي، الذي يعمل في إطار رسمي، يريد إسقاط الفساد وليس إسقاط النظام”.

اقرأ أيضاً: حين «ترعد» في العراق و«تمطر» في لبنان!

وهذا اول اعتراف رسمي من قبل الحشد الشعبي بدعمه لحكومة عادل عبد المهدي، وانه سوف يستخدم القوة لحماية النظام الذي يعترف الجميع بفساده حتى المرجعية الشيعية العليا.

ويتوقف المراقبون عند تصريح الفياض الذي بدأ يعلو بوصفه رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق المدعوم من ايران، وكأنه المسؤول الحصري عن أمن البلاد، بالتزامن مع الاعلان عن سجب الجيش من مدينة الصدر، بما يوحي ان الارض سوف تكون ممهدة في المستقبل ليتسلّم “الحشد” الامن بمعاونة الشرطة، مع استبعاد الجيش لحين السيطرة على كافة مفاصله واستضعافه خصوصا بعد استبعاد الجنرال عبد الوهاب الساعدي عن قوة مكافحة الارهاب، وهو السيناريو الذي يحصل عادة في الدول التي تهيمن عليها مليشيات ايران، مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، ويتكرر الان مع استقواء الحشد الشعبي في العراق.

السابق
ترامب يغسل يديه من «المنطقة العازلة»: آن الآوان للخروج من الحروب «السخيفة»
التالي
تحذير جديد من نقابات المخابز والأفران