«رويترز»: ملك جديد للسعودية بعد انكسارات ابن سلمان!

يبدو ان الصراع السعودي – الإيراني الذي وصل أوجّه مؤخرا مع استهداف طهران وحدتي لمعالجة النفط لشركة أرامكو السعودية العملاقة والتي تمثل خمسة في المئة من إنتاج النفط العالمي، ولّد انقساما في داخل العائلة الحاكمة تجاه سياسية ولي العهد محمد بن سلمان، وشكّا حول قدرته على مجابهة ايران والدفاع عن المملكة التي تعدّ أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم .

وقالت وكالة “رويترز” إن الاستياء داخل الأسرة الحاكمة في السعودية، تجاه ولي العهد محمد بن سلمان، تنامى بعد هجمات الحوثيين التي استهدفت منشآت في أرامكو، ونقلت الوكالة عن دبلوماسي أجنبي كبير، وخمسة مصادر تربطها علاقات مع العائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال، بعدما طلبوا جميعا عدم نشر أسماءهم، إن هذا الأمر أثار قلقا وسط عدد من الفروع البارزة لعائلة آل سعود ذات النفوذ القوي، والتي يبلغ عدد أفرادها حوالي عشرة آلاف، بشأن قدرة ولي العهد على الدفاع السعودية، وقالت المصادر إن الهجوم أثار سخطا وسط بعض الذين يعتقدون في دوائر النخبة أن ولي العهد سعى لتشديد قبضته على السلطة. وقال بعض هؤلاء الأشخاص إن الهجوم أثار انتقادات بين أولئك الذين يعتقدون أنه اتخذ موقفا عدوانيا مبالغا فيه تجاه إيران.

وكان ولي العهد، قال خلال مقابلة تلفزيونية بثتها محطة (سي.بي.إس) التلفزيونية الأمريكية يوم الأحد، إن الدفاع عن السعودية أمر صعب نظرا لحجم المملكة الكبير ونطاق التهديدات التي تواجهها. وقال “من الصعب تغطية كل هذا بالكامل”، داعيا أيضا إلى اتخاذ إجراء عالمي “قوي وصارم” لردع إيران.

وتضررت سمعة الأمير محمد بن سلمان في الخارج بسبب حرب مكلفة في اليمن على جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران. وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وأدت إلى أزمة إنسانية. كما تعرض الأمير محمد لانتقادات دولية بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل عام في قنصلية المملكة في إسطنبول. وقالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إن ولي العهد أمر بقتله، على الرغم من نفيه في  المقابلة مع شبكة (سي.بي.إس)، أنه أمر بقتل خاشقجي”.

وينظر بعض الأمراء إلى الأمير أحمد بن عبد العزيز، البالغ من العمر 77 عاما، وهو الأخ الشقيق المتبقي الوحيد على قيد الحياة للملك سلمان، كبديل ممكن يحظى بدعم أفراد الأسرة والجهاز الأمني وبعض القوى الغربية، على حد قول اثنين من المصادر الخمسة التي تربطها علاقات بالنخبة السعودية.وقال أحد رجال الأعمال الكبار “ينظرون جميعا إلى (الأمير) أحمد ليروا ما سيفعل. لا تزال العائلة تعتقد أنه الوحيد الذي يستطيع الحفاظ على المملكة”.

من جهة ثانية، نشر موقع مجلة “ناشونال إنترست” مقالا لمراسلها للشؤون الأمنية ماثيو بيتي، تحت عنوان “السعودية تعيش حصارا فهل المملكة تنهار بهدوء؟” يقول فيه إن السعودية التزمت بالصمت حول العملية التي قام بها المتمردون الحوثيون داخل الأراضي السعودية، في وقت بدأت تتكشف فيه تفاصيل مثيرة للقلق، مشيرا الى ان “بن سلمان، الذي كان وجه العائلة الواعد، بات متعبا من الهزائم الخارجية، ويواجه ثرثرات مثيرة للقلق في الداخل”.

إقرأ ايضاً: «مجتهد»: هذه تفاصيل اعتقال محمد بن سلمان لشقيقه

 ويشير الكاتب إلى مزاعم الحوثيين في نهاية الأسبوع، حول سيطرتهم على رتل من الآليات السعودية قرب الحدود مع اليمن، ثم ترافق هذا مع قتل الحارس الشخصي للملك سلمان في ظروف غامضة، لافتا إلى أنه “مع المشكلات المتزايدة التي تلاحق ولي العهد، فإنه ربما حاول القيام بمقامرة أخيرة، وهي التحرك من واشنطن نحو طهران، وهي مخاطرة كبيرة، وليس لديه مجال كبير للمناورة”.

 وينقل الموقع عن نائب مدير معهد “كوينسي” تريتا بارسي، قوله: “عدد كبير من السعوديين الذين تحدثت معهم لم يستبعدوا إمكانية قيام عناصر داخل السعودية بالوقوف وراء ما يجري لإحراج محمد بن سلمان؛ لأنهم يرون أنه يضع بلادهم في الزاوية”.

 ويلفت بيتي إلى أن محمد بن سلمان بدأ حكمه بسياسة خارجية طموحة، ودفع ترامب باتجاه التصعيد مع إيران، وصعد من العمليات العسكرية في اليمن، وبدأ حملة حصار ضد الجارة قطر، و”الآن انفجرت سياساته في وجهه”، ففي 14 أيلول/ سبتمبر ضربت طائرات مسيرة وصواريخ المنشآت النفطية السعودية، إلا أن أحداث نهاية الأسبوع تشير إلى أن الأسوأ قادم.

ويفيد بيتي بأنه في عطلة نهاية الأسبوع كان الدبلوماسيون يعملون على الترويج لانتصار محمد بن سلمان على الجبهة الإيرانية، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الاثنين إن حكومته تلقت رسالة من السعودية، وبعد يوم أعلن المسؤولون العراقيون أنهم يعدون لاجتماع مباشر بين السعوديين والإيرانيين، مشيرا إلى أن بعثة إيران في الأمم المتحدة لم تعلق على أسئلة الموقع.

 وينقل الموقع عن سليم، قولها: “إنهم يحاولون منذ وقت عقد اجتماع في بغداد بين طهران والسعودية”، وأضافت: “هناك عدد من المبادرات الجارية حاليا، وعلى خلاف السابق، فإن لدى كل طرف استعداد للتحاور”.

 وينوه الكاتب إلى أن آخر تطور دبلوماسي “فبعد هجوم بقيق شاهدت نوعا من إعادة النظر في ثقة السعودية في إدارة ترامب وإمكانية تقديم الأمن لها في حال تعرضها لهجوم في المستقبل”.

ويختم بيتي مقاله بالإشارة إلى قول بارسي: “كان هذا الخيار متوفرا للسعودية، لكنها لم تهتم به طالما اعتقدت أن الولايات المتحدة ستخوض الحروب نيابة عنها”.



السابق
لقاء نتنياهو – ليبرمان حول تشكيل حكومة جديدة يفشل
التالي
في النبطية: إصابات بإحدى ألعاب النفخ.. والسبب!