العراق: استبعاد الساعدي يضع «مكافحة الارهاب» في الجّيب الإيراني

انضم الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي نائب قائد قوة مكافحة الإرهاب في العراق الى لائحة الشرف المستبعدة عن المشهد العراقي الذي تطغى عليه الهيمنة الإيرانية في عهد حكومة عادل عبد المهدي.

افاد مصدر مطلع في العراق اليوم إن “رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وقع على كتاب نقل الساعدي من جهاز مكافحة الارهاب الى امرة وزارة الدفاع.

والساعدي خريج الكلية العسكرية الأولی دورة 69 ومن الأوائل في دورته، تدرج بالرتب العسكرية لحين نقله الى جهاز مكافحة الإرهاب وأصبح رئيس أركان قوات مكافحة الإرهاب (يوازي في منصبه رئيس أركان الحرس الجمهوري العراقي سابقاً ) وأشرف علی تخريج الكثير من مقاتلين العمليات الخاصة.

ولعب الساعدي دورا بارزا في عمليات قتال داعش منذ معركة الرمادي مركز محافظة الأنبار في 2014 لحين تحرير مدينة الموصل، وقد لقبه العراقيون بـ “رومل العراق”.

الساعدي: ما حدث اهانة والسجن أرحم!

وأكد الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، الجمعة، إحالته إلى إمرة وزارة الدفاع، وفيما عد القرار “إهانة” له كضابط ومقاتل، كشف عن تفاصيل حواره مع القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي عقب القرار.

وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي في حديث لـ “ناس” اليوم (27 أيلول 2019)، إن “الانباء عن إحالته إلى إمرة وزارة الدفاع، صحيحة”، مبيناً أنه “لا يعرف سبب صدور هذا القرار من قبل القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي”.

وأضاف الساعدي، إنه “اتصل برئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة واستفهم عن سبب القرار

وأوضح الساعدي، أن “عبد المهدي رد أن ما حدث مجرد تدوير”، لافتاً إلى أنه “استغرب حديث عبد المهدي وأجابه بالقول: هل هذا جزاء خدمتي الجيدة إذن؟!”.

كما عد الساعدي، أمر إحالته إلى إمرة وزارة الدفاع “عقوبة وإساءة وإهانة له، ولرتبته العسكرية”، مشدداً بالقول : “لم أجلب رتبتي من الشارع، وجميع الضباط في قيادة القوات الأمنية الآن، تدربوا على يدي في كلية الأركان”.

وأضاف أنه أكد لرئيس الوزراء عادل عبدالمهدي أن “السجن سيكون أرحم من تنفيذ قرار إحالته إلى إمرة وزارة الدفاع”. مبيناً أن “الأولى برئيس الوزراء الكشف عن الأسباب وراء إصداره قراراً هاماً يقضي بإحالتي إلى درجة عسكرية أدنى أو إحالتي إلى المحاكم في حال تقصيري بمهامي العسكرية”. واوضح الساعدي أن “استلامه لقيادة قوات جهاز مكافحة الإرهاب تضررت مصالح البعض، بعد أن اكتشف وجود 200 شخص (فضائي)”.

وأكد الساعدي، أنه رغم كل ذلك “ملتزم بتطبيق أوامر القائد العام للقوات المسلحة باعتباره رجل عسكري”، فيما طالب بـ “حفظ كرامته وإحالته على التقاعد في حال كانت قيادة القوات المسلحة لا ترغب بوجوده”.

وفي تلميح لرغبة إيران بالسيطرة على جهاز مكافحة الارهاب، رجّح الساعدي أن إحالته إلى إمرة وزارة الدفاع جاء بقرار بضغوط خارجية من احدى الدول.

قوة مكافحة الارهاب أو “الفرقة الذهبية” هي وحدة ضاربة تضم أقلّ من 8,000 جنديٍ من قوات النخبة الذين أشرف على تدريبهم الاميركيين، وهي القوة الأكثر موثوقية عسكرياً وسياسياً تحت تصرف الحكومة العراقية، ولم تنقسم طائفيا أو تنهار عام 2014 كما حدث لباقي قطاعات الجيش العراقي عندما سيطرت داعش على ثلث البلاد، فاستخدمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي كنواة اولى لاعادة بناء الجيش العراقي، فكان ضباط “مكافحة الارهاب” يتدربون باشراف اميركي ويدربون باقي قطاعات الجيش، ثم قادت “مكافحة الارهاب” الهجوم النهائي على مدينة الموصل آخر معاقل داعش وحررته، وهي حاليا تقوم بعمليات خاطفة تطارد فيها فلول التنظيم الارهابي البائد.

إقرأ أيضاً: العراق: سباق بين الإنهيار السياسي والإنهيار الاقتصادي

السابق
سقوط طفل من منزله في طرابلس (فيديو)
التالي
إهماله تسبب بوفاة زوجته المريضة بالسرطان