«المستقبل» شاشة من الماضي: وداعاً للترفيه العائلي

تلفزيون المستقبل
مطلع الألفينات وحين كان البث الفضائي يمتد، عبر تلفزيون المستقبل بمربعه الأزرق اللون إلى خارج لبنان. وحينها تعرّف الجمهور في سوريا والأردن على الأقل على قناة تلفزيونية تحاول أن تصنع له سهرة يومية ملأى بالترفيه خارج نطاق الخطاب الإعلامي الحكومي. التلفزيون المتوقف قبل أيام والمنتظر لعودة متبلدة يشهد أصعب مرحلة في مسيرته والسؤال ماذا تبقى من "مستقبل" الماضي؟!

بدءاً بـ “عالم الصباح” شكلّ ظهور كارمن شمّاس خبيرة الأبراج موعداً يومياً للانضمام إلى شاشة “المستقبل”. وانطلاقاً في برنامج صباحي استطاع النفاذ للعائلة العربية بمواضيع اجتماعية متنوعة مع عشرات المذيعين الذين تناوبوا عليه لكنّه ظلّ محافظاً لسنوات على نكهة برنامج الصباح الغني بالمعلومات دون الهبوط للإسفاف أو اللهاث خلف الترند السياسي، حتى أنّ تلفزيون “المستقبل” تمكنّ من كسر قاعدة البرامج الصباحية بتجزئة الفترة الصباحية لقسمين الأول يبدأ عند السابعة ليواكب فئة الموظفين الذاهبين لعملهم، وثانية تبدأ بجو عائلي مختلف وتتوجه أكثر للمرأة في المنزل.

اقرأ أيضاً: موظفو«المستقبل» لـ«جنوبية»: نتواصل مع الإدارة وقضيتنا ليست سياسية أو للاستهلاك الإعلامي

لعلّ نقطة تلفزيون “المستقبل” الثانية كمنت في الترفيه العائلي المتوازن فلم تلجأ القناة لتقديم محتوى جنسي أو هابط، بل حتى أيام التلفزيون الأخيرة كانت متابعاتها الفنية لا تخلو من الحس النقدي. في حين كان البرنامج شهرة الذي قدمته القناة لست مواسم هو “سوبر ستار” ومن خلاله تابع الجمهور العربي نموذجاً حقيقياً لبرنامج هواة مع كادر أساتذة موسيقين مختصين في المجال الغنائي، فساهم في صناعة نجوم للأغنية العربية مثل عبير نعمة وملحم زين ورويدا عطية وهادي أسود وشهد برمدا وابراهيم الحكمي.
وعلى صعيد البرامج الحوارية حمل التلفزيون في أرشيفه إرث مقابلات فنية أجراها الإعلامي زاهي وهبة لعدة سنوات مع كبار الفنانين والمثقفين العرب الذين بقيت مقابلاتهم شاهدة على حوار تلفزيوني أثير كلقاء الفنانة الراحلة ذكرى، أما برنامج “سيرة وانفتحت” مع زافين كان السباق لطرح القضايا الخدمية في برنامج يناقش مواضيع الشارع قبل أن تسبق “المستقبل” أي قناة ثانية في هذا النوع من البرامج.

اقرأ أيضاً: مأزق الإعلام اللبناني بين التمويل والتضليل

وعلى صعيد البرامج السياسية تمكنّ برنامج “انترفيوز” مع النائب بولا يعقوبيان من حجز اهتمام واسع لا سيما خلال فترة احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية.
اليوم تقفل “المستقبل” مؤقتاً على أن تعود الشاشة تدريجياً للبث مع كادر يستأنف مع خمسين موظف مع توجه لجعل القناة مساحة لعرض إنتاجات من قبل شركات أخرى مساهمة تحت اسم عريق في لبنان كتلفزيون “المستقبل” الذي لم يتورط حزبياً في خطابه الإعلامي لكن السياسة أرقته وساهمت في إغلاقه وجعل “المستقبل” يقف على أطلال الماضي.

السابق
نتنياهو «مندهش ومحبط» بعد رفض غانتس «العرض الحكومي»
التالي
وزارة الاتصالات تنفي خبر إلغاء خدمة الـ«whatsapp call»